Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 04/05/2013 Issue 14828 14828 السبت 24 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

لطالما أسرع المتشككون إلى نبذ فكرة (التخاطر)، أي الاتصال بواسطة قوة الفكر فحسب، لكن ثمة تقنيات جديدة في الوقت الحاضر لمسح الدماغ، تُستخدم لاستقصاء أبعاد هذه الظاهرة الغامضة، وقد حققت بالفعل نتائج مدهشة.

لقد جرب معظمنا هذه الظاهرة في وقت من الأوقات، فعلى سبيل المثال عندما نفكّر في صديق، لم نسمع عنه منذ زمن طويل، وفجأة نجده يتصل بنا هاتفياً، إنها ظاهرة عجيبة حقاً، تلمح إلى نوع من الاتصال التخاطري بين عقول يباعد بينها الزمان والمكان.

بيد أن بعض العلماء يرفضون هذه الأفكار باعتبارها سخيفة وتدعو للسخرية، وزعم بعضهم أن الأدلة على صحة التخاطر تملكت من العقول بثبات لعقود عدة، وأن تجارب أُجريت في جامعات مرموقة، توحي بأن العقول البشرية يمكن بالفعل أن يتصل بعضها ببعض، بطريقة مباشرة.

ولقد كشفت دراسة حديثة شاملة مستخدمة تقنية لتحليل نتائج البحث، وضمت نتائج من أكثر من 3000 اختبار حتى العام 2004، عن معدل نجاح للتخمين يبلغ 32 في المائة، وهي زيادة بسيطة ولكنها ذات أهمية بالغة إحصائياً، بالنسبة لما يمكن أن تتوقعه من المصادفة وحدها، ويبدو أن هذه النتيجة تعزز وتتفق مع حقيقة وجود التخاطر.

بيد أن مثل هذه النتائج دحضت التأكيدات بأن هذه التجارب في مجال التخاطر اعتمدت على أعداد صغيرة من العينات، لا تمثل مجتمع البحث، وأن التأثيرات التي أنتجها عديمة الأهمية، ومن ثم فإنها لم تنجح حتى الآن في إقناع المتشككين بصحة التخاطر.

والحقيقة أن بعض التفسيرات التي تتراوح بين التحليلات الإحصائية المضللة إلى التلميحات العفوية، وحتى الخداع المراوغ، طرحت فعلاً، لكن من دون أي دليل يعززها.

لذا، يؤكد كتنيس أن النتائج ما زالت قيد البحث، ويقول: (إنني لا أستطيع أخذ نتيجة دراسة واحدة كدليل على أي شيء، إننا محتاجون إلى دراسات متعددة يجريها باحثون مختلفون في مختبرات متباينة، ثم نتحقق مما إذا كان ثمة تماثل بين النتائج التي تم الوصول إليها بعد الفحص والاستقصاء). وعلى الرغم من ذلك فهو يعتقد أنه (حتى المتشككون من حقهم أن يعرفوا المزيد.. ربما تكون على شفا الوصول إلى شيء مهم وجديد في هذا الصدد، أو لعلنا وقعنا ضحايا لخطأ ما في أساليبنا).. ثم استطرد: (.. وحيث إننا نستخدم إجراءات قياسية إلى حد معقول فإن أي خطأ غير معروف جيداً في أساليبنا سيؤثر في عدد هائل من الناس).

ويقول البروفيسور كريس فرنش، أحد أبرز علماء الباراسيكولوجي من كلية غولد سميث في لندن: (سيزعم البعض دائماً بضرورة وجود خطأ ما، وأن في التفسير سوء فهم في مكان ما) ويستطرد: (.. بيد أنني لا أرتاح لمثل هذه المناقشات).

وفي الوقت الحالي - على الأقل - يقوم الباحثون بإجراء التجارب، ونجد أن المنتقدين الأكثر تنويراً، متفقون معهم. وتشير النتائج الأولية إلى أن ثمة شيئاً ما خارقاً للعادة مستمراً في الحدوث، لكن مثل هذه المزاعم بوجود أمور غريبة تتطلب مستويات استثنائية من الأدلة.

يقول كتنيس: (لا توجد نظرية واحدة توفق بين كل هذه الحقائق، ونحن لا نعرف الآن سوى القليل النادر، وما زال أمامنا الكثير من العمل الذي يجب القيام به).

هكذا فقد أُجريت العديد من الدراسات في حجرات مغلقة ومعزولة كهربائياً لإبعاد أي أشكال من الاتصالات المألوفة، ومع ذلك فما زالت تعطي نتائج إيجابية، ولعل الإجابة تكمن في الظاهرة الكمية، التي يطلق عليها (التشابك)، حيث تظل الجسيمات في حالة اتصال وثيق ولحظي بعضها ببعض، حتى عندما تفصل بينها مسافات شاسعة، بيد أن الفيزيائيين يشيرون إلى أن التخاطر يحتاج إلى براهين أكثر من ذلك بكثير.

- المستشار وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التخاطر: الاتصال بواسطة قوة الفكر!!
د.زيد محمد الرماني

د.زيد محمد الرماني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة