Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 05/05/2013 Issue 14829 14829 الأحد 25 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

أيتها المرأة ...الرجل ليس عدواً لك!
د. موسى أحمد بهكلي

رجوع

هناك خطأ وقع فيه بعض الكاتبات أو الناشطات في الحقوق أو المهتمات بشؤون المرأة، فإذا أمعنتَ النظر في عدد من كتاباتهن تجد أنها تضع الرجل في دائرة الاتهام أو أنه مصدر المشكلة، فهل يعقل أن يكون الرجل دائماً سبب المشكلة؟! وهناك كثير من الناس قد التبس عليهم بعض الأمور عند التعاطي مع شؤون المرأة كالتالي:

1-المبالغة في طلبات المرأة إلى درجة محاولة إعطائها ما ليس لها لمجرد أنها امرأة!.

2-تصوير المرأة وأنها صادقة دائماً مع أن أي خبر يحتمل أن يكون صدقاً أو كذباً.

3-تصوير المرأة وأنها الضعيفة دائماً أو أنها المعتدى عليها أو أنها صاحبة الحق مع أن الحق نسبي.

4- نقل المعلومات اعتماداً على معلومات غير مدققة أو من طرف واحد ألا وهو المرأة أو مَن يكون في صفها أو من طرف غير عدل.

5-تصوير المرأة وكأنها هي التي قامت بالدور العظيم لوحدها مع إلغاء الرجل أو تضييق المساحة عليه أو اضطراره الى الانسحاب.

6-تصوير الرجل أنه عنيف، وكذا الحال عند بعض النساء أثناء الشكوى تقوم بطرح السوء أو الجهر به من غير ظلم، لكن إذا دققت ستجد أن القصد منها حظ النفس وليس الحصول على الحل أو الوصول لحق. ومن يتأمل سيجد الكثير من النساء أدخلن أزواجهن مع أهلهن في خلافات مصطنعة.

7- تصوير المرأة وكأنها ملاك أو تصوير المرأة وكأنها بدون تقصير مع أن الرسول أكد على النساء عندما جئنه يبايعنه وفصّل وحذرهنَّ وحمَّلهنَّ المسؤولية فقال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ} سورة الممتحنة.

8- الافتراء على الرجل والغضب عليه دون سبب وجيه، وجعله يطلب الصلح، ثم محاولة ابتزازه أو طلب رضوة مالية مثلاً.!!

وهذه الرويات ضد الرجل مجرد احتمالات، فبمناقشة الحالات بعد التدقيق والمراجعة يمكن أن يُكشف الكثير من التناقضات أو الزيادات أو الحيف أو الانجياز أو المغالطات أو الافتراءات، ويمكن لأي طرف أن يخفي بعض الحقائق لكي تسير الأمور في صالحه أو لكي يؤذي الطرف المقابل.

والمرأة قد أخطأت في التعامل مع الرجل بهذه الطريقة، فهي بهذه التصرفات تصغر من الرجل وفي الوقت نفسه تطالبه بحقوق، وهب أنها دمّرت الرجل وسحقته وأخذت ما تريد منه مضاعفة أو زيادة، فهل يجوز لها أن تظلم الرجل لمجرد أنها امرأة؟! وهل يجوز لها أن تأخذ ما ليس لها؟ أليس هذا الرجل من بني آدام؟ قال تعالى {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} سورة الإسراء، أليس الله قد ساوى بينها وبين الرجل في العقاب والجزاء وكثير من التكاليف الشرعية، فقد قال تعالى {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} سورة النحل. أليست مؤمنة، أليس الرسول عليه السلام قد قال (والله لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخية ما يجب لنفسه).

ثم إنها بهذا الصنيع وتعريض الرجل للإهانة، كيف ستأنس به وكيف ستطيب لها الحياة معه وكيف ستبني علاقة به وهي بهذا الحال؟! وكيف ستدفع زوجها للإبداع وهي تتعامل معه كشخص في مربع الأعداء؟!

كما أنّها بهذه التصورات ستسير ساخطة وتبدو كشخص متذمر أو طالب مشاغب مع أنه ينبغي أن تتكامل معه وتسعد بصحبته. وإذا اختلفت معه فهو اختلاف لابد أن يكون مشروعاً وينبغى له أن يكون محدوداً ولا يستمر ليشمل كل الأوقات أو يغطي كل الجوانب، وأن يكون مقيداً بالظرف الخاص به ولا يتعدى لغيره ولا يستغل لأهداف مخفية تعلمها هي ولا ينبغي لها أن تخلط الأمور، ينبغي أن تختلف معه بأدب مثلما اتفقت معه في البداية بأدب، يجب أن تخرج من حياته بهدوء مثلما دخلت فيها بسلام، يجب أن تتعامل معه بعدل في حالة المغادرة عنه مثلما تعاملت بترحيب عند القدوم إليه، في حالة الاتفاق معه أو على وشك الخلاف معه. كم هي المرأة بحاجة الى الصدق مع الرجل وإلى المصداقية في المطالبة والحاجة الى نقل المعلومة كما هي من دون زيادة.

إن المعاملة العادلة بين الرجل والمرأة قد تكون من الروافد المثرية لحياتها، وإذا حولت أي اختلاف معه إلى ساحة عراك أو محاولة للانتصار عليه بأي ثمن فإنها تخسر الكثير, وقد لا تنتبه إلى ذلك إلا بعد حين.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة