Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 06/05/2013 Issue 14830 14830 الأثنين 26 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

يروي أحد المقيمين في بريطانيا أو أحد مواطنيها المسلمين أنه حين استقل الحافلة كعادته كل يوم عائداً من عمله إلى منزله، وبعد أن دفع إلى السائق أجرته وجلس على المقعد في الحافلة، تفاجأ بأن السائق رد إليه الباقي أكثر من حقه. يقول ذاك الرجل أخذت أفكر هل عليّ أن أعيد المبلغ الزائد الذي رده عليّ السائق رغم قلته،

سيما أنه أحياناّ لا يأخذ الباقي أو ما نسميه (الفكه) ويتركها، فلماذا الحرص على إرجاع الزائد من الفكه إلى السائق إذ إن هذه بتلك، ولماذا الحرص أصلاً على مالهم طالما أنهم سلبوا من ثروات الدول الإسلامية وخيراتها؟. يقول ذاك المسلم أن هذه الخواطر جالت بخاطره وأخذ يفكر فيها، ثم أنه اهتدى إلى أن الحق لا يتجزأ ولا يترك مهما صغر، والمسلم يتعامل مع المسلم وغير المسلم بالعدل والحق كما أمر الله، وما وجده في يده هو حق لسائق الحافلة لا يجوز له أخذه مهما كان المبلغ صغيراً أو كبيراً. فلما وصل الراكب المسلم إلى محطته توقف عند السائق قبل النزول وسلمه (الفكه) الزائدة وقال له لقد أعطيتني أكثر من حقي. ماذا كان رد السائق البريطاني؟، قال: (لقد تعمدت أن أعطيك أكثر من حقك لأرى تصرفك، وهاأنت بكل أمانة ترد لي نقودي، وقد كنت أشاهد سلوكك وأخلاقك فيما مضى وأنت تستقل الحافلة كل يوم، والآن خذني إلى مسجدكم لأني أريد أن أسلم).

في حادثة أخرى كان هناك شاب عربي يدرس في إحدى الدول الأوروبية، وخلال تواجده في حفلة، عرضت عليه فتاة كأس شراب، فرفض بكل هدوء وثقة. الفتاة سألته بفضول عن سبب عدم تعاطيه للخمر، فبين لها أن دينه يحرم الخمر لذلك هو لا يتعاطاها. ثم أن الفضول أخذ يدفعها لتسأل عن هذا الدين، فما كان من ذلك الشاب إلا أن يحضر لها كتاباً يعرف بالإسلام ويشرح مبادئه وهديه وتعاليمه. أخذت الفتاة الكتاب وغابت أياماً قلائل ثم عادت به إلى الشاب، سألها عن الكتاب إن كانت قد قرأته فأجابت بأنها قرأته ثلاث مرات لشدة ما تأثرت بعظمة هذا الدين ووضوحه وحقيقته، وأنها قررت أن تسلم لله رب العالمين.

تأملوا أعزائي في السلوك العفوي والصادق في هاتين القصتين وأثره العميق والعظيم في نفوس فارغة تائهة تنشد الحقيقة والإجابات الشافية على تساؤلات محيرة، رأت أثر الإيمان في السلوك اليومي والحياتي. فليتنا نراعي هذا الجانب حين نسافر إلى الغرب والشرق، فقط نلتزم بجوهر ديننا، دون تنطع أو استفزاز للغير، وبهدوء وثقة ووعي، تماماً كما فعل صاحب الحافلة وذلك الشاب الذي امتنع عن شرب الخمر بكل رقي واعتزاز. نترك المباهاة بالمظاهر والسلوك الشائن ونظهر بأخلاق التجار المسلمين الأوائل الذين نشروا الإسلام في شرق آسيا وإفريقيا دون معارك، نشروه بأخلاقهم وحسن تعاملهم وأمانتهم.

تأملت هاتين القصتين وقارنت بين صاحبيها والأخوين الأمريكيين المسلمين من أصل ألباني تيمورلنك وجوهر، والذي قتل أحدهما والآخر ينتظر المحاكمة إثر التفجير الذي نفذاه في بوسطن وسط جمهور المتسابقين في الماراثون السنوي هناك. وللأسف الشديد فهما لم يقتلا ويجرحا العشرات فقط، وإنما سددا سهماً في جرح غائر في جسد الأمة الإسلامية، فانظر إلى الفارق. والله يرعاكم.

omar800@hotmail.com
تويتر @romanticmind1

وقفة
أسلم بسبب (فكه)
عمر إبراهيم الرشيد

عمر إبراهيم الرشيد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة