Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 06/05/2013 Issue 14830 14830 الأثنين 26 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

رحيل الشيخ الزاهد صالح الحصين

رجوع

فقدت المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص والأمة الإسلامية على وجه العموم الشيخ الزاهد الورع التقي صالح الحصين، تغمده الله ووالدينا ونحن وجميع موتى المسلمين بواسع رحمته.

كان من الرجال الأوفياء الذين خدموا الدين ثم الوطن، تميز بحُسن الخُلق والتواضع والنبل. رجل كنت ترتاح له وتحبه منذ أن تراه. يعلم الله أنني لم ألتق به طوال حياتي رغم تاريخي الإعلامي الذي تجاوز الثلاثين عاماً، وهذا من سوء حظي، إلا أنني أحببت الرجل لبساطته وورعه ونفسه المتواضعة مع جميع الناس.

للفقيد الصالح التقي النقي العديد من الأيادي البيضاء في المجالات الدينية والاجتماعية من خلال العديد من المناصب القيادية في بلادنا والعالم الإسلامي، منها عمله بوزارة المالية، ورئيساً لهيئة التأديب ووزير دولة، وعضواً في مجلس الوزراء، ثم تكليفه برئاسة شعبة الخبراء بالمجلس ثم كلف برئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي. بعد ذلك عُيّن رئيساً للجنة العليا لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ومشرفاً على توسعة مشروع الملك عبدالله للمسجد الحرام والمسجد النبوي، بالإضافة لإشرافه على الدراسات الأولية لمشروع توسعة المطاف الذي ينفذ حالياً.

كان رحمه الله صاحب أياد بيضاء، ومن أبرز المساهمين في تأسيس صندوق التنمية العقارية، كما تولى رئاسة مجلس إدارة الصندوق.

قلة هم الرجال الذين يجمعون العديد من الخصال الخيرة تجمع بين التقى والورع والصلاح والزهد وصفاء النيّة والسريرة، والحصين -رحمه الله- كان من أولئك الرجال الذين يجمعون ويتحلون بتلك الصفات.

ورغم أنه من الرجال المخلصين الذين يوثق بهم من قبل قادتنا إلا أن هذا لم يزده إلا إخلاصاً ووفاءً لوطنه، وزاده وألبسه تواضعاً قل أن ترى له نظيراً.

ومن تواضعه أنه إذا حضر إلى مكان أو اجتماع فإنه يرفض أن يُميز بمكان معين للجلوس. كان رحمه الله متواضعاً في كل شؤون حياته.

هناك من الرجال من يشيد به فئة وتنتقده فئة أخرى، لكنه من الرجال القلة الذين اتفق على حبه جميع الناس ومن عرفه ومن تعامل معه.

الشيخ الحصين من الرجال الذين خدموا الدين ثم الوطن وبشمولية خدم الإسلام والأمة الإسلامية، كما أن هذا الرجل الصالح التقي الذي جعل الله اسمه مطابقاً لفعله فقد عاش - ولله الحمد والمنّة - صالحاً ومات كذلك.

تقديراً لدوره وما قام به تم منحه جائزة الملك فيصل العالمية في دورتها التاسعة والعشرين مناصفة مع الكويتي يوسف حجي، تقديراً وعرفاناً لدوره العظيم في مجال الدعوة الإسلامية وأعمال الخير والبر وحرصه على الوسطية في المجتمع والعمل الإسلامي.

تغمد الله الشيخ الورع التقي الزاهد الصالح صالح الحصين بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، وعوّض الله الإسلام والمسلمين خيراً، وأدام علينا نعمة السلام والأمن والأمان.

محمد بن عبدالعزيز اليحيا

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة