القاهرة - مكتب الجزيرة - طه محمد - على فراج - نهى سلطان:

أشاد سياسيون ومسؤولون مصريون بالنهضة التي تعيشها المملكة العربية السعودية، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. مؤكدين أن هذه النهضة تنوعت مجالاتها الثقافية والصناعية والاقتصادية، وكذلك في المحافل الدولية، وأكدوا في تصريحات خاصة لـ»الجزيرة» أن هذه النهضة تحققت بفضل دعم خادم الحرمين لها، وتوفير قيادة المملكة لكل ما يمكن أن يعمل على تحقيقها، إذ أشاد عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خدمة القضايا العربية، لافتاً إلى أهمية الدور الذي يقوم به خادم الحرمين في استقرار الأوضاع في المنطقة خصوصاً القضايا العربية الأساسية والثابتة التي ساندها وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وأعرب موسى عن تقديره الكبير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وقال: «الملك عبد الله قيادة فذة وهو معروف عنه الغيرة الشديدة على عروبته والإخلاص لدينه». ونوه موسى في كلمته بالدعم الكبير الذي يقدمه خادم الحرمين الشريفين للجامعة العربية إيماناً منه بدورها المحوري على صعيد العلاقات العربية ونظرته إلى التحديات الكبرى التي تواجه مستقبل هذه الأمة وقضاياها المصيرية، ومنبهاً إلى الأخطار المحدقة بالأمة العربية في الوقت الراهن والتي تحتاج لرؤية وفكر وحكمة خادم الحرمين الشريفين.

ومن جانبه، يؤكد وزير الدولة لشؤون الآثار الدكتور محمد إبراهيم، أن المملكة العربية السعودية تعيش نهضة حقيقية منذ أمد طويل، وهذه النهضة تعززت على أيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والذي لا يبخل على المملكة أرضاً وشعباً في تقديم كل ما يحقق لهم النهضة، حتى صارت السعودية من الدول المتقدمة صناعياً، فضلاً عن تمسكها بثوابتها الدينية والقيمية والمجتمعية، ما جعلها دولة فريدة وفتية في الوقت نفسه.

ويقول الدكتور إبراهيم، إن هذه النهضة لم تتوقف عند تحقيق النهضة الاقتصادية وفقط، ولكنها تجاوزت إلى أشكال عدة من التطور العمراني، والتواصل في محيطها العربي والإسلامي والدولي. ولا ننسى أن المملكة تحظى بحب وتقدير في قلوب جميع المسلمين، فهي تضم الحرمين الشريفين، واللذان يحظيان برعاية كريمة من الملك عبد الله بن عبد العزيز.

ويؤكد وزير الثقافة السابق الدكتور شاكر عبد الحميد أن المملكة تعيش حالة ثقافية متميزة، وهذه الحالة ليست وليدة اليوم، ولكنها نتيجة تراكم سنوات عديدة كان لحكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز دور كبير فيها، «إذ ساهم بدعم وتشجيع الثقافة والمثقفين على مختلف شرائحهم الإبداعية، فوجدنا حالة ثقافية ثرية ومتنوعة في مختلف المجالات الإبداعية، فازدهرت حركة النشر والتأليف والمعارض سواء كانت الكتب أو معارض الفنون التشكيلية».

ويضيف عبد الحميد أن المملكة أصبحت تعيش بفضل هذه الجهود حالة من الثراء الثقافي والمعرفي عبر مجالاته الواسعة، وتجاوزت حدود المعرفة التقليدية إلى ما هو أوسع من ذلك، ما جعلها بحق جديرة بتسليط الأضواء عليها، سواء كان ذلك في داخل الدول العربية أو الأجنبية، إذ امتدت هذه الثقافة إلى خارج القطر السعودي، فوجدنا مشاركات سعودية لافتة في الخارج، سواء بالمشاركة في معارض للكتب أو معارض الفنون التشكيلية، فضلاً عن الحضور الإبداعي اللافت للمفكرين والمثقفين السعوديين، خلاف ثراء حركة النشر من دوريات متعددة تعنى بالشأن الثقافي، والذي أصبح بالفعل حركة ثقافية بامتياز، وإضافة حقيقة للثقافة العربية، ومعبرة في الوقت نفسه عنها في خارج وطننا العربي، من خلال المشاركات الثقافية السعودية في الخارج.

وأشاد اللواء وائل المعداوي وزير الطيران المصري بحكمة خادم الحرمين الشريفين في الإدارة وفي العلاقات الخارجية، معتبراً أن الملك عبدالله أحد المؤثرين الحقيقيين دولياً وإقليميا، وكان ولا يزال داعماً لقضايا الأمتين العربية والإسلامية، وأنه ترجم مواقفه إلى دعم حقيقي للشعوب العربية والإسلامية، مشيداً بازدهار وتطور العلاقات المصرية السعودية، وقال الوزير إنها علاقات وثيقة على مدار التاريخ، فالارتباط بين البلدين وثيق الصلة، وهي علاقة فريدة ومن نوع خاص، لاسيما وأن هناك تقارباً في كل شيء، في اللغة والدين والصفات وغيرها، ولم تقف هذه العلاقات عند الحد الرسمي الذي يسوده التعاون الكبير في شتى المجالات اقتصادياً وسياسياً، وبالنسبة للشعبين فعمق العلاقات ضارب في جذور التاريخ.

من جانبه تقدم هشام زعزوع وزير السياحة المصري بالشكر للمملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الذي يقدم الدعم لمصر طوال السنوات الماضية، وقال: هنا أؤكد عمق العلاقة بين البلدين، فهناك تعاون كامل بيننا وبين وزارة الحج السعودية، وهناك وفود مستمرة، وقدم زعزوع خالص التهاني للملك عبد الله بن عبد العزيز بمناسبة ذكرى توليه الحكم.

أما خالد الأزهري وزير القوى العاملة المصري فأوضح أن سياسة خادم الحرمين الشريفين اكتسبت المملكة خبرة واسعة فيما يخص العمل والعمال ونحن لدينا نسبة كبيرة من العمال المصريين في المملكة العربية السعودية ويمثلون رقماً لا يستهان به من سوق العمل، وهنا نؤكد على حسن تعامل المستثمرين السعوديين مع الحكومة المصرية في ظل الاضرابات والاعتصامات حيث تعانيها هذه الشركات لحل بعض الأزمات التي تواجه العمال فيها، وقد وصلنا إلى اتفاق محترم يرضي العمال في ظل تعاون المستثمرين السعوديين، ويجب الإشارة إلى أن أي دولة عربية لا تستطيع أن تنكر فضل المملكة عليها، خصوصاً أن الملك عبد الله المعروف بمواقفه العروبية لا يألو جهداً في مساندة قضايا أمته.

وأثنى الدكتور مصطفى الفقي، الكاتب والمفكر المصري على جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في المجالات كافة، واعتبر الفقي أن خادم الحرمين الشريفين يعد نموذجاً في الإدارة وفي العلاقات الدبلوماسية، وأكد أن الملك عبد الله رجل مهموم بالتحديات التي تواجه الأمة العربية والإسلامية، موضحاً أن للمملكة مواقف واضحة كل القضايا العربية، كما أنه لا يمكن إغفال الدور الذي يلعبه خادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية في قضية الصراع العربي الإسرائيلي. وأشاد الدكتور مصطفى الفقي بمواقف المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي في دعم مصر.

أما وزير الدولة السابق لشؤون الآثار الدكتور زاهي حواس، فيؤكد أن المملكة تعيش نهضة عمرانية وحضارية كبيرة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وأنه لولا التراث الذي تزخر به المملكة لما أصبحت تعيش هذه النهضة التي تعددت مجالاتها لتشمل الصناعة والتجارة والثقافة والاقتصاد، وحتى الحقل السياسي العربي والعالمي كان للمملكة دور فيه، من خلال حضورها الفعال في هذا المشهد.

ويقول الدكتور حواس: لقد زرت السعودية عدة مرات، ولمست بنفسي حجم التطور الحاصل هناك، ومدى اهتمام المملكة بالآثار، ومن بين ما زرته كانت جامعة الملك عبد الله، والتي حرصت على زيارتها، وألقيت فيها محاضرة عن استعمال التكنولوجيا في عالم الآثار. وفي الحقيقة لم أتوقع ما شاهدته بعيني في هذا الصرح العلمي المتميز من النواحي كافة، عمارته الجميلة، تجهيزات المعامل والمكتبات وقاعات الدرس، وكذلك مستوى أعضاء هيئات التدريس في الأقسام المختلفة، وجميعهم أعلام في تخصصاتهم ويتم اختيارهم طبقاً للكفاءة العلمية من دول العالم كافة.

ويضيف أن هذه الجامعة تعد إضافة حقيقة للمملكة، والعلوم المعرفية والتقنية بشكل عام، فهي قلعة علمية تختص بالأبحاث العلمية والدراسات العليا لطلبة الماجستير والدكتوراه، وتركز على الأبحاث الخاصة بالصحراء والبترول والمعادن والبيئة التي سيكون لها مردودها الإيجابي على اقتصاديات المملكة وغيرها من البلدان، وستساعد على خلق فرص عمل جديدة وحقيقية، «وربما لم تكن حكومة المملكة قادرة على صنع هذا الإنجاز من دون أن يكون لها تراث، والذي رأيت اهتماماً واسعاً به».

ويثمن خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور سعيد اللاوندي المواقف السياسية للمملكة، ويؤكد أن سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز اتسمت بالتوازن، والانطلاق في التعامل مع جميع الدول على أساس المصلحة التي يمكن أن تفيد الشعب السعودي من ناحية، وتحقق الدور الذي ينبغي أن تقوم به المملكة من ناحية أخرى، سواء في محيطها الإقليمي أو العربي، أو حتى الدولي.

ويقول الدكتور اللاوندي إنه عند الحديث عن القضايا الإسلامية، فإنه لا يمكن إغفال الدور السعودي، وإذا كان هناك حديث عن الشأن العربي، فلا يمكن إغفال الدور السعودي، والذي لا يمكن إغفاله أيضاً في البعد الإقليمي، وخاصة في قضية الصراع العربي الإسرائيلي، علاوة على الانتماء الجغرافي للسعودية في دول الخليج العربية ودورها القوي في مجلس التعاون الخليجي، علاوة على البعد الخارجي الأجنبي، الذي تقيم فيه المملكة علاقاتها في إطار من التوازن والمصلحة، وهي كلها ملامح لسياسة تعكس اهتماماً بأن تحقق استقرار المملكة بفضل دعم قيادتها وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.