Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 06/05/2013 Issue 14830 14830 الأثنين 26 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

البيعة الثامنة

وقفات مع ذكرى البيعة
د.صالح بن عبدالله التويجري

رجوع

د.صالح بن عبدالله التويجري

إن من نِعَم الله على المملكة العربية السعودية أن هيَّأ لها قادة أوفياء، أحبُّوا الوطن والشعب، فسهروا على سعادتهم ورخائهم،

ونذروا أنفسهم لخدمتهم، ابتداءً من الإمام المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - وصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ووقاه -، فهذا التفاني من قبل القادة أدَّى إلى قوّة العلاقة ومتانة اللحمة بينهم وبين الشعب الذي بادلهم الإخلاص والوفاء.

وتُطِلُّ علينا اليوم الذكرى الثامنة لمبايعة الشعب السعودي لخادم الحرمين الشريفين ملكًا على البلاد، بعد أن اشرأبَّتْ له الأعناق لإكمال مسيرة الخير والعطاء، وإتمام علاقة المحبة والوئام مع الشعب السعودي.

وليس غريبًا أن يتميز عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالنمو والتطور والازدهار، وبالشمولية والتكامل في كافة المجالات التنموية والخدمية، إذ إن الملك يسير وفق خطط مدروسة، قاد العمل فيها بكل اقتدار، فمنذ أن تسلَّم مقاليد الحكم في البلاد أحدث نقلات كبيرة تتواءم مع التغير الزماني، والتطور التقني العالمي، وكان البناء الإنساني هو مَحَطُّ اهتمامه الأول رعاه الله، فافتتح العديد من الجامعات السعودية، بمختلف التخصصات، وفي شتى مناطق المملكة ؛ حرصًا منه على تحقيق العدالة الاجتماعية في توزيع حقوق التعليم في المملكة، كما فتح برنامج الابتعاث التعليمي للخارج ؛ من أجل الاحتكاك بالعالم الخارجي علميًّا، وأنشأ مشروع تطوير التعليم العام. واهتم كثيرًا بصحة المواطن السعودي، فتوسع في إنشاء المدن الطبية في مختلف المناطق، وكان آخر ما أمر به - أيده الله - اعتماد أكثر من 15 مليار ريال لإنشاء 22 مشروعًا صحيًّا.

هذا إلى جانب اهتمامه الكبير بالاقتصاد الذي بنى من أجله مركز الملك عبدالله المالي. وتطويره مرفق القضاء، وتوسعته الحرمين الشريفين التي تعد الأضخم في تاريخها.

إن إنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أكبر بكثير من مدة توليه زمام الأمر في البلاد، وهكذا هم الكبار، تتجاوز إنجازاتهم أعمارهم وزمانهم، ويصنعون في أيام ما يصنعه الآخرون في سنين عديدة، بفضل الله ثم بما يملكه - أيَّده الله - من مواهب متعددة وصفات متميزة، مثل : بُعْد النظر، واستشراف المستقبل، والرغبة في التطوير، والبعد عن الغلو، والقدرة على تقريب وجهات النظر بين الفُرَقاء، والحرص الدائم على الائتلاف.

وفي الشأن العالمي حرص الملك عبدالله - أعزَّه الله - على توحيد صفِّ المسلمين والعرب، بل والعالم أجمع، وعدم وجود تصدعات بين الأمم، فدعا إلى انعقاد قمة مكة الاستثنائية للتضامن الإسلامي عام 1433هـ، وحرص على تغذية مبادرة السلام العربية، وإنهاء الخلافات العربية - العربية، وإصلاح الشأن الفلسطيني عن طريق دعوة القادة الفلسطينيين إلى مكة لحَلِّ الخلافات بينهم، وافتتاح مؤتمر حوار الأديان.

إن الملك عبدالله - سدَّد الله خطاه - شخصية عالمية فريدة، تتسم بالهدوء في مواجهة المعضلات والتَّريُّث في حلِّها، ونبذ الخلافات والتغاضي عن المهاترات ؛ لأنه يرى أنها أكبر معوقات التقدم والتطور والنماء. وإن استعراض التاريخ السياسي الحديث - على الأقل - ليبيِّن لنا ندرة السياسيِّين العرب الذين يتَّسمون بمثل هذه السِّمات ؛ ولذا فإن خادم الحرمين الشريفين استطاع خلال مدة وجيزة أن يرتقي بمكانة المملكة العربية السعودية في التصنيف الدولي.

حفظ الله لنا خادم الحرمين الشريفين، وأعزَّنا بعِزِّه، وألبسه أبراد الصحة والعافية، ووفقه لما فيه خير البلاد، وجعله ذخرًا للمسلمين أجمعين.

- وكيل قسم الأدب في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة