Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 07/05/2013 Issue 14831 14831 الثلاثاء 27 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

الصراع في سوريا يتمدد ويستطيل ويعلو، والديكتاتور المأزوم هناك يتخندق خلف المصفقين المخادعين له دون أن يعي أو يدرك أو ينتبه بقدر كاف أو وفق شعور تام، لأنه فقير جداً في التفكير والتحليل ويعيش في فوضى عارمة نتيجة التغييب الكبير الذي صنع له وقولب فيه،

الفوضى والعبثية والقتل والدمار التي تحدث في سوريا تعد أتعس وأردى حالة إنسانية يعيشها الشعب السوري، لأن البوصلة استدارت كثيراً نحو المجهول المخيف بعيداً عن الأمل وقريباً من المآسي الكثيفة والصراع المرير الواقع بين الفوضى وقفص الدكتاتورية وكلها صراعات التفضيل بين الممكن وغير الممكن، الواقع يدل على أن الحرب ستكون طويلة وقاسية، حرب فيها من الحيل والكذب والبهتان والخديعة الشيء الكثير، أن الدكتاتور في سوريا لن يتراجع لأنه لا يتوقع الرحمة أو الكرامة بحدها الأدنى من أية جهة قادمة وهذا أسوأ التوقعات بالنسبة له، لأنه يعيش في هاجس ارتعابات الموت التي يراها أمامه، الشعب السوري بدوره لن يتراجع ألبتة، لأن الذين قدموا أرواحهم وجراحهم ودماءهم وأطفالهم ونساءهم وبيوتهم ومزارعهم ودمر مستقبلهم لن يعودوا إلى ما كانوا عليه مرة أخرى، لأنهم يعلمون علم اليقين بأنهم سيدفنون أحياء، ولا نجاة لهم إن ظفر النظام بهم أن سقطت الثورة أو تلاشت -لا سمح الله-، وسوف لن تعدم السلطة حيلة كي تلصق بهم أية تهمة تريدها أو تشاءها، أن الجماهير التي صعّدت ضد النظام ورأس النظام أو طلب الموت له وسقوطه زاد النظام ورأس النظام خوفاً وهلعاً وجبروتاً، مما جعله يأخذ عمل الدم الكثيف ويتعمد إظهار القسوة المفرطة من بداية الثورة حتى اللحظة، إن من الخطر جداً أن يُترك الشعب السوري لوحده في حرب داخل أبواب مغلقة بإحكام، دون حراك عالمي يذكر إلا اللمم، إن الوقوف والتفرج على حافة بحر الغرق لن يخرج الشعب السوري أو ينقذه بلا خسائر فاكتواءات الخسائر المرحلية التي تتصاعد مع استطالة الأزمة ستترك جروحاً غائرة في الذاكرة الشعبية، هذه الجروح ستكون بمثابة أرض لنمو الطحالب والعقد النفسية والرؤى الرمادية للأشياء والحياة، أن الأمل في إنقاذ الشعب السوري من قبل المجتمع الدولي، لا يمكن التعويل عليه، لأن الفعل الدولي لن يأتي في الحالة السورية، لأن المصالح الدولية لا تتلاقى في المرحلة الراهنة مع رغبات الشعب السوري المقهور، لكن الحل يكمن في مزيد من التضحيات، لأن السيرة الذاتية للشعب السوري ذات التجربة المرّة في مجال النضال تقول إن الأثمان عادة ما تكون فادحة جداً وصعبة، الشعب السوري على وشك الغرق ولا أرض له كي يتراجع، لأنه أن تراجع أو حتى فكر بالاستسلام والنكوص غرق بشدة ولن تقوم له قائمة بعد ذلك.

ramadanalanezi@hotmail.com
ramadanjready @

الصراع في سوريا والديكتاتور المأزوم!
رمضان جريدي العنزي

رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة