Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 08/05/2013 Issue 14832 14832 الاربعاء 28 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

كفى بالخذلان أنه يأخذ الإنسان بسرعة الضوء نزولاً لارتطام مؤكّد.. ويتركه شظايا يصعب جمعها بعد فقد الثقة.. تلك القطع المتناثرة لها ارتدادات تزيد من صعوبة الموقف ليجد نفسه في المكان الخطأ أو.. مع الشخص غير المناسب بعد تجربة مريرة.

وفي أغلب العلاقات الجديدة تكون القلوب والعقول بخبرات قديمة.. مهشمة وغير صالحة للحب والعشرة.. وفي أحسن أحوالها تحمل خرائط من ندب تركتها جراح تماثلت للشفاء.. لكن أثرها باقٍ.. يذكره أينما ذهب بالألم الذي يظنه نتيجة غفلة أو غباء.. فالهزيمة مرة ومهينة.. يحاول أن لا يكررها.

البعض يعالج خيبته بارتباط سريع.. تحدياً للطرف القديم.. وربما محاولة لاستعجال الشفاء وإنكار للاهتمام.. والبعض الآخر يجعل ما مرَّ به قانوناً للعلاقات القادمة.. كأنها نسخ مكررة لا بد أن يتعايش معها بذات الخبرة.. ويدفع الثمن الشريك الجديد.. ولا يفهم سبب تصرفاته أو عزوفه عن منحه الثقة أو العطاء.. وقليل من البشر من يعتبر أنها تجربة لم تنجح فقط.. ويؤمن أنه يستحق الأفضل.. ويعلم أن النهاية ليست دليل سوء أحدهما.. إنما يفصلهم الكثير من الاختلافات الفكرية والثقافية ونوعية الاحتياج والمعايير والقيم و و و إلخ.

انقطاع العلاقات تجربة إن سمحت لها قد تغيّر أموراً جوهرية في شخصيتك.. فالاعتياد أقسى من فقد الحب نفسه.. ولأخصائية العلاج الأسري فرجينيا ساتير رأي في الاعتياد، حيث تقول: “إن معظم الناس يظنون أن غريزة البقاء هي أقوى غريزة لدى البشر.. لكن الأمر ليس كذلك.. فإن أقوى غريزة هي غريزة جعل الأشياء مألوفة”.

الانفصال يعني أنك فقدت شيئاً ألفته.. وربما أحببته.. لذا تشعر بفراغ كبير سكن روحك على نحو مفاجئ.. لكن الأمر أسهل من ذلك.. وبدلاً من إقحام نفسك بمغامرة جديدة.. أو اتخاذ ما حدث على أنه نتيجة واحدة لأي علاقة أخرى.. اجمع شتات نفسك.. واهدأ.. دع الألم يمر ولا تقاومه.. والأهم من هذا كله.. لا تأخذ الأمر على محمل شخصي وتحمّل نفسك مسئولية ما حدث.. فمسئوليتك في مكان آخر تماماً.. إنها في التجرد من اتهام الذات.. واتهام الآخرين.. واعتبار أن الانفصال نتيجة طبيعية لا علاقة لها بنجاح أو فشل.. إنما اختلاف يؤكّد أن حاجتك في مكان آخر ومع شخص مختلف.. تخلص من اتهام ذاتك بالقصور والتقصير.. والتعلّق بأسباب أبعد ما تكون عن الواقع.. فكم تركت أناس قبل أن تُترك أنت.. لماذا تخليت عنهم ولم ترتبط بهم؟ أهو دائماً لعيب فيهم.. يتعلّق بخلقهم أو خلقتهم.. الأمر ببساطة لا يوجد توافق وأنت تعيش دورهم الآن فقط لا غير.

لذا.. دع جراح الفقد والحنين تنزف وجعها.. وافتح قلبك للعابرين ولا تغلقه على قبر.. وتجربة انتهت.. وعندما يطرق بابك أحدهم.. تخلص من خبراتك السابقة وابدأ من جديد.. لأن حقيقة الاختلاف تعيد لنا التوازن.. خذ الدرس وامض.. ودع الماضي خلف ظهرك.. فالحب يأتي بالحب.. لكن الخوف لا يأتي بشيء عدا التوقف في ذات المكان.

amal.f33@hotmail.com

إيقاع
المنكسر «يتصلح»!
أمل بنت فهد

أمل بنت فهد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة