Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 08/05/2013 Issue 14832 14832 الاربعاء 28 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

من نعم الله على بلادنا المملكة العربية السعودية شعور ولاة الأمر بما يشعر به المواطن، وإشراك المواطن في حل بعض القضايا التي تخرج عن كونها قضايا حقوقية كبيرة إلى كونها قضايا مجتمعية إنسانية، ومن هذه القضايا التي لها حضور في الساحة بشكل كبير، قضايا الدماء، هذه القضايا التي تؤلم القلوب وتبكي العيون، وهي بكل أسف زادت بشكل كبير،

مما يستدعي تكثيف حملات التوعية الدينية بين المجتمع وخصوصاً الأفراد وأخص الخصوص بين شباب المناطق التي تطغى عليها القبلية.

شباب لا يقدر الخطر ولا يعي المشكلة، يستخدم ما يعتقد بأنه يؤدب المتخاصم معه وما يدري أن الشيطان يكمل المهمة ويجعله يتعدى إلى ما هو أبعد وأخطر فيوغل في التأديب ليصل لحد القتل، فتكون الطامة وتكون الحاقة وتكون المهلكة، فيزهق نفساً مؤمنة ويريق دماً معصوماً، وتبدأ قصة عنوانها (طلب العفو).

في السنوات الأخيرة سن خادم الحرمين الشريفين سنة حسنة بتكوينه هيئة تقوم بالشفاعة باسمه - حفظه الله - لدى أهل الدم بغية حقن الدماء وأحياء الأنفس، لعلمه ويقينه بأن إحياء الأنفس لها أجر عظيم عند الله {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}، وأيضاً درء لمفسدة قد تحصل ولو بعد حين، ألا وهي خروج فرد من أفراد أسرة المنفذ به الحد ليأخذ بما يعتقد أنه ثأر، لكون أغلب قضايا الدماء قضايا قبلية تؤمن -بكل أسف- بقضية أخذ الثأر وكأنه حق شرعي واجب!

حول شفاعات خادم الحرمين الشريفين يدور دوماً حديث المجالس حول هؤلاء المطلوب اعتاق رقابهم، وهل هم مجرمون حقاً أم أن ما حصل نتيجة خطأ في تقدير النتيجة؟ أي كان يُقصد فقط تأديب الطرف الآخر بضربة أو طعنة ولكنها وصلت إلى مفصل خطير فقتلته. في ندوة صحفية تحدث عضوا الشفاعة الشيخ ضاري بن مشعان الجرباء والشيخ محمد بن سعد الماجد عن هذه الجزئية تحديداً، فقال الشيخ محمد عن هذه الجزئية “إنّ إنشاء هذه اللجنة تم بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وبإشراف من صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، عندما لاحظ الجميع أنّ بعض قضايا القصاص الكثيرة ليست بسبق الإصرار والترصد، والغدر، وإنما تحصل نتيجة شجار يدخل فيها الشيطان، ويحدث فيها ما يحدث. ومن هنا أصبح الصلح والعفو مطلباً؛ لما فيه من أجر عظيم من الله سبحانه وتعالى”.

يتضح لنا أن ما تقوم به هذه اللجنة الموجهة من قبل خادم الحرمين الشريفين، وبإشراف ومتابعة مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض الذي لا يكتفي في أحايين كثيرة بالتوجية بل قد يذهب بنفسه لولي الدم عندما يحس بأن الأمر سينهى بحضوره، وهذا عمل جليل وكبير يحسب لسمو الأمير تركي.

لقد أحيا الله بشفاعات خادم الحرمين الشريفين أنفساً كثيرة له أجرها ولمن سعى مخلصاً كذلك الأجر العظيم، ففضل الله واسع كبير.

في طرح صحفي طالب البعض بأن تتحول هذه اللجنة إلى مؤسسة خيرية رسمية تتولى مثل هذه القضايا، وهذا -من وجهة نظري- فهم خاطئ، فهذه اللجنة في الحقيقة ما تقوم به وتحققه من نتائج ما هو إلا نتيجة لتقدير الناس سواء سعوديين أو غير سعوديين لمقام خادم الحرمين الشريفين، فإذا تحولت إلى مؤسسة حكومية أو شبه حكومية فقدت قيمتها وأهميتها، وبالتالي لن تؤتي أي ثمرة. فالقضية متعلقة شخصياً بالموجه لهذه اللجنة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ولذا لا أرى أن تحويلها إلى مؤسسة خيرية مناسباً أبداً.

إن مسألة التوعية بخطر الإقدام على القتل بل على مقدمات القتل بات من المسائل المهمة، والجدير بنا السعي في بث الوعي الديني حولها والوعي المجتمعي الذي بسبب هذا الطيش لتتحمل أسرة هذا الطائش من العناء والألم ما لا يعلمه إلا الله، فحري بمؤسسات الدولة المختلفة ورجال العلم والكتاب وأصحاب الرأي أن يولوا هذا الأمر من الاهتمام ما يكون سبباً - بإذن لله - في القضاء على هذه الظاهرة المؤلمة دنياً وآخرة.

حفظ الله بلادنا وقادتها وأهلها من كل سوء، ووفقنا جميعاً للتعاون على البر والتقوى.

والله المستعان.

almajd858@hotmail.com
تويتر: @almajed118

حديث المحبة
شفاعات خادم الحرمين الشريفين في الدماء
إبراهيم بن سعد الماجد

إبراهيم بن سعد الماجد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة