Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 08/05/2013 Issue 14832 14832 الاربعاء 28 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

في الغالب لا يُمارس العنف إلا من مُورس ضد العنف.. هذه قاعدة كثيراً ما أسمعها لدى المتخصصين في علم النفس وعلم الاجتماع. وإذا حاولنا التمعن فيها نجد أنها حقيقة على أرض الواقع، فمن يتصف بالسلوكيات العنيفة هو أول من ذاق طعمها في طفولته. وإن كان السائد هو ممارسة العنف من قِبل الرجل ضد المرأة، فهذا يعود لطبيعة البنية الجسدية التي تختلف بين الجنسين. مع ذلك فهناك عنف جسدي ونفسي وعاطفي يُمارس ضد الرجل!

شهدت قبل سنوات أثناء عملي الميداني حالة عنف جسدي تعرض لها رجل ضعيف البينة من قِبل زوجته العربية، ولم أكتب أي تفاصيل عن تلك القصة بناء على طلب من الزوج نفسه، لذا أكتفي بالإشارة هنا لتلك القصة، مع توضيح أنه تعرض لكسور ورضوض أجريت له على إثرها عمليات جراحية. وإن كان العنف الجسدي ضد الرجل لا يكاد يُذكر نتيجة للعوامل الجسدية، فهناك العنف النفسي الذي يتعرض له كثير من الرجال، وما زال هذا الموضوع من المسكوت عنه، واستدل على هذا ببعض الأمثلة التي نعايشها في المجتمع، فكم من رجل دخل السجن بسبب كثرة الديون التي فاقت قدرته، وهذه الديون قد يكون أحد أسبابها امرأة متطلبة، لا تبحث إلا عن توفير المال دون النظر إلى قدرة الرجل ودخله المادي، لذا يدخل السجن لأن القانون لا يحمي المغفلين، وهو في هذه الحالة من هذه الفئة، أو قد يضطر لهذا -بعضهم- خوفًا من الحرمان العاطفي وما يتبعه من إيلام نفسي للرجل.

أيضًا الخلل في مفهوم الحب لدى البعض قد يتسبب في إحداث العنف، إذ تأتي الشخصية المتسلطة لتجعل الطرف الآخر خاضعًا وخانعًا لها، هذا السلوك هو سلوك مصاب به بعض البشر، لذا قد نجد أن الطرف الآخر يكون خضوعه الذي قد يصل إلى مرحلة الإذلال والطعن في استقلالية شخصيته، بسبب هذا الخلل الحاصل في مفهوم الحب، فهو يعتقد أن خنوعه أحد أنواع التعبير عن الحب. أما واقع الحب فهو الحرص على الطرف الآخر وعلى سعادته دون المساس بشخصيته وكرامته. والشخصية المتسلطة ليست بالضرورة رجل، إنما هناك (امرأة) متسلطة قد تكون أم فتمارس العنف العاطفي والنفسي تجاه ابنها، معتقدة أن هذا هو الحب، وهو في المقابل يخضع لها معتقدًا أن خضوعه بهذه الطريقة التي تُلغي شخصيته هو كذلك نوع من الحب وشكل من أشكال البر. ونفس الأمر قد تُمارسه بعض الزوجات ممن لديهن خلل في مفهوم الحب، واعتبار خنوع الزوج هو تعبير عن الحب، ومما ذكر عالم النفس الألماني “إريك فروم”: فإن الشخصية المتسلطة لا تعرف الحب لذا تجده في التبعية، تجده برفض وتدمير هوية الشخص الآخر!

كل الأشكال السابقة هي من أنواع العنف الذي يُمارس ضد الإنسان، فالعنف ليس بالضرورة أن يكون جسديًا، بل إن العنف النفسي والحرمان العاطفي يكون أشد إيلامًا في بعض الأحيان!

الحياة بكل مشاعرها تحتاج إلى التوازن، إلى منح كل شخص استقلاليته العاطفية والنفسية دون ممارسة ضغوط تتحول بفعل الوقت والأيام إلى عُنف، قد لا يشعر به الإنسان ويعيشه دون أن يدري أنه عُنف!

www.salmogren.net

مطر الكلمات
العنف ضد الرجال!
سمر المقرن

سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة