Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 08/05/2013 Issue 14832 14832 الاربعاء 28 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

قلائل هم الأشخاص الذين يُجْمِع الناس على محبتهم والثناء عليهم، وبين هؤلاء القلة يبرز الشيخ صالح الحصين الذي انتقل إلى رحمة الله قبل أربعة أيام، فَلمْ يُعْرفُ عنه إلا كل خير وصلاح، وبهذا كسب قلوب الجميع ومن كل أطياف المجتمع.

يرحم الله الشيخ صالح فهو جمع بين قلوب من لا تربطهم أي وشيجة فكرية أو مناطقية أو رابطة عمل أو زمالة أو قرابة أو جيرة. أنت تسمع ثناءً على الشيخ من مثقفين وعوام وأشخاص رسميين ومن كل التوجهات والميول. بعض الذين يثنون عليه عرفوه عن قرب وكانوا شهوداً على العديد من المواقف التي تجلت فيها خصال الشيخ، وبعضهم الآخر عرفوه عن بُعد أو سمعوا عنه، لكن العجيب هو هذا الإجماع على محبته والثناء عليه رغم أن «رضا الناس»، كما يُقال غاية لا تُدرك!

ربما يوجد لدى كل واحدٍ منا حكاية عن الشيخ عايشها عن قرب أو سمع بها أو قرأ عنها، وقد كان من حسن حظ الكثيرين ممن شاركوا في الجلسات العديدة للحوار الوطني أن يكون الشيخ صالح على رأس فعاليات ذلك الحوار في جلساته المتعددة. فمن خلال الحوار الوطني عرف كثيرٌ من أبناء وبنات هذا الوطن الفكرَ المنفتح لدى الشيخ صالح الحصين وتوظيف ثقافته العريضة بكل ما تحمله من خلفيات شرعية وقانونية وسياسية واقتصادية لإنجاح وترسيخ فكرة التحاور والمناقشة بين أصحاب الآراء المختلفة والمتعددة في الوطن الواحد.

سيرة علمية ثرية وتجربة إدارية وإنسانية رائعة امتلكها الشيخ صالح الحصين- يرحمه الله-، فقد درس في أكثر من مدينة سعودية، ودرس في مصر وفي فرنسا، وتعلم اللغة الإنجليزية والفرنسية، وكانت دراسته شمولية فهو درس العلوم الشرعية لكنه أيضا درس القانون والأنظمة، وانفتح على الثقافات المعاصرة، وسافر في أنحاء الدنيا، وخالط الناس في الداخل وفي الخارج، وشغل مواقع وظيفية عديدة بما في ذلك منصب الوزير.

هذه الخلفية الثرية صنعت منه مثقفاً كبيراً ومحاوراً ذكياً مبدعاً، وأنت حين تتحاور معه لا تملك إلا أن تحترمه حتى عندما تختلف معه في بعض تفاصيل القضايا المطروحة للنقاش، وقد كنت محظوظاً أن اشتركت في بعض دورات وجلسات الحوار الوطني التي ترأسها الشيخ وسمعت طروحاته الجميلة في الجلسات العامة ثم في نقاشات جانبية معه- يرحمه الله-، فخرجت بأفضل انطباع عن هذا الشيخ الذي بدا لي مختلفاً عن كثيرين ممن نعرف، ثم بعد ذلك تفضل بكتابة تعليق مطول على كتابي «السعودة أو الطوفان» بخط يده وكان تعليقاً عميقاً ومتقناً أشار فيه إلى بعض المصطلحات الاقتصادية باللغة الإنجليزية التي يقرأ بها أحياناً وقد احتفظت بذلك التعليق في أوراقي للاستفادة منه.

ورغم ما يحتله من منزلة علمية ووظيفية واجتماعية رفيعة فقد كان- يرحمه الله- غاية في التواضع والبساطة حتى إن بعض القصص التي تروى في هذا المجال يصعب تصديقها ممن لم يعرفوا خصال هذا الشيخ الجليل.

دعاؤنا للشيخ صالح الحصين بالرحمة والمغفرة، وأن يعوض الوطن؛ ففقده خسارة للجميع.

alhumaidak@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض

على وجه التحديد
صالح الحصين.. رجل عجيب في هذا الزمان
د. عبدالواحد الحميد

د. عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة