لست ممن يقرأون كثيراً في صناعة النسيج، ولكنني أتساءل دوماً عن الفرق بين «تي شيرت» يشتريه شاب من شارع الخزاّن، وبين آخر من شارع التحلية، علماً أن علامة الماركة موجودة في الاثنين، مع فارق بسيط، وهو أن الأول بثلاثين ريالاً، والثاني بـ 900 ريال! وكلما أناقش هذا الأمر مع الشباب حولي، يتندرون بي، على أساس:

- سلّم لي على الخزان!

في بنقلاديش، قُتِلَ أكثر من 600 عامل تحت أنقاض مبنى يضم 8 طوابق لصناعة نسيج، تملكه شركات إسبانية تنتج أشهر ماركات الملابس العالمية، «مانقو» و»برايمارك». وكان المبنى الذي يعمل به أكثر من ثلاثة آلاف عامل، قد انهار على رؤوس العمال، نتيجة عدم مطابقته لشروط البناء. وقد لفتَ هذا الحادث أنظار العالم إلى سوء استغلال العمالة الرخيصة في جنوب شرق آسيا، من قبل شركات الماركات الأوروبية والأمريكية، المتخصصة في الملابس وأجهزة الاتصالات والعطور والمستلزمات المنزلية.

إذاً، هي محاولة لشراء رغبات الناس النرجسية في الظهور بأغلى المظاهر، وإلا ما الفرق بين سيارة كورية وسيارة ألمانية، إذا كنا نراهما وقد انشطرتا نصفين، على نفس العمود في طريق الخرج! وما حجم المكسب الذي تكسبه شركة مجوهرات تبيع خاتماً بنصف مليون ريال، وهو في الأصل لا يكلف أكثر من عشرات آلاف الريالات، لمجرد أن اسم المحل ماركة.

- سلّم لي على التحلية يا أبو الشباب!