Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 12/05/2013 Issue 14836 14836 الأحد 02 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

منوعـات

حدث بالأمس، حسب معهد المسح الجيولوجي الأمريكي، زلزالاً عنيفاً بقوة 6.3 درجة في سلطنة عمان، وذلك بالقرب من مدينة خصب التي تقع شمال السلطنة، كذلك في اليوم ذاته كان هناك زلزال آخر مشابه، ومقارب في القوة ضرب جنوب إيران، وقبل ذلك كان هناك زلازل بقوى مختلفة، خفيفة في الغالب، كان تضرب المناطق ذاتها، وهي غير بعيدة من جنوب البلاد، ومن شرقها!

وكما نعرف أن ثمة تغيّرات مناخية في العقد الأخير من السنوات، لعلنا نعيش هذه الأيام ذروته، من حيث الأمطار والعواصف، في مختلف مناطق البلاد، وهي المرة الأولى التي تطلق فيها التحذيرات باستمرار، من قِبل الدفاع المدني، وتعلَّق الدراسة في كثير من مناطق المملكة!

هل ما يحدث من تغيّرات، وكوارث طبيعية قريبة جغرافياً من حدودنا، هل هي إنذار مبكر لنا؟ هل هي مما يحرّض على إثارة الأسئلة حول استعداداتنا للكوارث الطبيعية، من زلازل وسيول وفيضانات وعواصف؟ وهل الإمكانات المتوفرة في القوى البشرية لدى الدفاع المدني كافية؟ أم أننا سنتعرض - لا سمح الله - إلى كارثة طبيعية تجتث القرى والمدن، ثم نكتشف أننا نعاني من نقص في القدرات البشرية والمعدات اللازمة، يوم لا ينفع مثل هذا الاكتشاف؟

ماذا لو شعرنا، ولو لمرة واحدة، أننا قادرون على التخطيط المبكر؟ وأننا نستطيع أن نتنبأ بما قد يحدث من كوارث، وأننا درسنا إمكاناتنا وقدراتنا، وقارنها بما قد يحدث من كوارث، وعملنا بشكل سريع ومنظم ومخطط، لتطوير هذه القدرات من جهة، وقمنا بإنشاء إدارة متخصصة لتدريب المتطوعين في الدفاع المدني، حتى تسجّل أسماؤهم في قوائم محفوظة، يمكن الرجوع إليها عند الحاجة.

حين داهمتنا حرب الخليج الثانية، وقت تحرير الكويت في مطلع التسعينيات، انطلقت الدعوات إلى التطوع في التجنيد، والتدرب على استخدام الأسلحة، وحينما تحرّرت الكويت، انتهى موضوع التطوّع في الدفاع عن الوطن، وتم حفظ ملفه في إضبارة لا تختلف عن إضبارات بعض الوزارات، بينما كان الطبيعي أن تعقد الدورات للرجال والنساء، كلا في مجاله، سواء في الدفاع عن الوطن، أو المشاركة في عمليات الإنقاذ أثناء الكوارث الطبيعية، أو في عمليات التمريض والإسعاف وغيرها!

مثل هذه الدورات التطوعية هي أمر مهم ومطلوب، وهي متاحة للجميع، من طلاب وموظفين ومعلمين وغيرهم، كي يكون لدينا فرق إنقاذ مدرَّبة وجاهزة في حالات الطوارئ، ولعل الجهات الأمنية والدفاع المدني تتولى إقامة وتنظيم وتنفيذ مثل هذه الدورات، سواء بشكل مباشر، أو عن طريق القطاع الخاص، كي نخلق مجتمعاً واعياً، قادراً على المساهمة في الحفاظ على الوطن، وعلى المواطن أيضاً. بدلاً من الانتظار إلى مبادرات شخصية بدائية، كما حدث في كوارث السيول، وعمليات الإنقاذ البدائية، التي راح ضحيتها منقذون نبلاء، لا تنقصهم الشهامة والنخوة، لكن ينقصهم التدريب والوعي بأبجديات عمليات الإنقاذ.

نزهات
هل ننتظر الكارثة أم نتحرك؟
يوسف المحيميد

يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة