Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 12/05/2013 Issue 14836 14836 الأحد 02 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

البيعة الثامنة

ذكرى البيعة لملك الإنسانية
عساف بن سالم بن فيصل أبوثنين

رجوع

عساف بن سالم بن فيصل أبوثنين

خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- في ذكرى بيعته الثامنة يسعى أن يحقق ما يحلم به مواطنوه وشعبه بهمة عالية وإرادة صلبة وعزم مخلص في تحقيق هذه المصالح لوطنه ولأبنائه.

لقد تفوق - حفظه الله - فيما حققه من منجزات على أرض الواقع حتى على أبعد أحلامنا في هذا الوقت القصير من الزمن.. ليس ذلك فحسب بل إن ما تحقق كان في مرحلة دقيقة وظروف عالمية اقتصادية واجتماعية وسياسية صعبة.

لقد عرف الجميع منجزات مليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، ولمسها كل إنسان في كل بيت من بيوت المواطنين، بل إن من منجزاته ما لامس الإنسانية كلها، ولي أن أعيد قراءة بعضها زيادة في استيعاب ما تحقق في عهده الميمون وفرحاً بما آتى الله عز وجل مليكنا المحبوب من حكمة ومحبة واخلاص لدينه ووطنه وشعبه.

الحرمان الشريفان قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم ومحط اهتمامهم البالغ منذ أن بدأت الرسالة المحمدية وحتى الآن ومن ذلك كان اهتمامه حفظه الله وحرصه الشديد على العناية والتوسعة لهما، فالمملكة شرف عظيم لها أن تقوم بخدمة هذه الأماكن المقدسة، وقد أراد مليكنا أن يسطر للتاريخ أنه صاحب اضخم توسعة تمت للحرمين في عهده المبارك وما نتج عنها من تخفيف للزحام على الساعين والطائفين بالبيت العتيق وعلى المصلين وزوار مسجد رسول الله. وأيضاً لم ينس أو يتأخر عن تطوير مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة وايصال كافة الخدمات لهاتين المدينتين المقدستين وآخرها قطار الحرمين الشريفين الذي يربط هاتين المدينتين مع بعضهما ومع مدينة جدة ويسهل تنقل الحجاج والمعتمرين والزوار، وغيرها من الخدمات الأخرى مثل قطار الحجاج بين منى وعرفات وتطوير المشاعر المقدسة.

كما لا يفوتني أن أشير إلى حرصه حفظه الله على تطوير نظام القضاء تحت مشروع شامل باسم (مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير مرفق القضاء) حيث تم رصد ميزانية خاصة له بلغت سبعة مليارات ريال وبدأت ثمار هذا التطوير نلمسها كمواطنين من عدد من القضاة وتطوير المباني والخدمات الإلكترونية، وإذا اكتملت هذه الخطة ستحل الكثير من مشاكل القضاء.

ولخادم الحرمين الشريفين حفظه الله رؤية هي أن العلم أساس التقدم والنماء، والجهل عدو الأمم.. وهذا ما آمن به حفظه الله عندما أطلق أضخم عملية نهضوية علمية في تاريخ المملكة بل في تاريخ المنطقة كلها بإطلاقه لبرنامج الابتعاث الكبير لأبنائنا وبناتنا وما سيعود به هذا البرنامج من خير عميم في مستقبل الأيام.. وقد أطلق مع هذا البرنامج محلياً برامج لتطوير المناهج التعليمية وإعادة تأهيل المعلمين والمعلمات وتحسين البيئة التربوية، ليؤسس بذلك جيلاً متكاملاً إسلامي الهوية سعودي الانتماء يستطيع بناء الوطن بمهنية عالية وعلم واحتراف، ولا ننسى كيف قفزت أعداد الجامعات في عهده من ثماني جامعات إلى أكثر من أربع وثلاثين جامعة حكومية وأهلية عدا الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات. وسبق ذلك القرار الحكيم بدمج التعليم في وزارة واحدة للبنين والبنات والتي كان أثرها كبيراً في توحيد وتطوير التعليم في المملكة.

كما أولى خادم الحرمين الشريفين المرأة جل اهتمامه فقد أدرك بما لاشك فيه أن هناك قصوراً في فعالية مشاركة المرأة في حياتنا من كافة النواحي، فقرر حفظه الله في نقطة تحول فاصلة في المشاركة في العمل السياسي دخول المرأة قبة مجلس الشورى بما لا يقل عن عشرين في المئة من أعضاء المجلس، هذا إلى جانب حقها في الترشح والترشيح في الانتخابات البلدية، وكل هذا يعتبر أقل القليل في مشروع الملك عبدالله في تمكين المرأة من كافة المناحي الاجتماعية، وسنرى إن شاء الله خطوات أخرى قادمة.

وفي الجانب الاقتصادي فقد انشأ المدن الاقتصادية التي هي سمة خاصة من سمات عهده الميمون لم تعرف من قبله وهي كيانات ضخمة تم اختصاص العديد من مناطق المملكة بها كرابغ والجبيل وحائل وجازان، وهي ذات أثر مستقبلي كبير على المواطن والبنى التحتية للوطن لتكون بيئة متكاملة نحو أعتاب مجتمع المعرفة والاقتصاد المعرفي، وسترى النور قريباً في افتتاحها ومساهمتها في تطوير بلادنا الغالية. وقد تبع ذلك إنشاء مركز مالي متطور في مدينة الرياض العاصمة يضم جميع المؤسسات المالية العاملة في هذا القطاع. وجاء إنشاء هذا المركز لحاجة الاقتصاد المحلي ولزيادة القدرة التنافسية.

وكذلك من أهم المنجزات في عهده حفظه الله إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، حيث تم الإعلان عن إنشاء الهيئة التي تعنى بتحقيق حماية النزاهة ومكافحة الفساد بشتى صوره ومظاهره وتحصين المجتمع السعودي ضد الفساد. وقيام الأجهزة الحكومية المعنية بتطبيق الأنظمة المتعلقة بذلك وتقليص الإجراءات وتسهيلها والعمل بمبدأ المساءلة لكل مسؤول مهما كان موقعه وفقاً للأنظمة.

وهنا لابد من الإشارة إلى تأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا والذي كان منطلقاً نحو السلام العالمي والتفاهم بين أتباع المذاهب الإنسانية المختلفة لنشر الخير بين البشر وقبول الحوار مع الآخرين.

والملك عبدالله حفظه الله قائد إنساني من طراز خاص فهو ينحاز للبسطاء من الناس يتلمس حاجاتهم وينحاز للفقراء ونجد أن الكثير من قراراته تنصب في صالح هذه الفئة، وكان أشهرها برنامج محاربة الفقر الذي طبق وينفذ الآن وحقق ولله الحمد أهدافه.

واستمراراً لاهتمام خادم الحرمين الشريفين بمصلحة المواطن وتوفير الحياة الكريمة له كانت القرارات الأخيرة والحكيمة في نقل اختصاص تطوير المخططات والأراضي السكنية لوزارة الإسكان وذلك سعياً لهدف منح المواطنين أراضي مطورة وقروضاً مالية لبناء المساكن وتنفيذ ما خصص من مبالغ مالية لبناء خمسمائة ألف وحدة سكنية للمواطنين.

إن المتابع لا يستطيع حصر منجزات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله سواء داخلياً أو خارجياً والتي أصبح المواطن يلمس هذه المنجزات ويقدرها، كما أنه حفظه الله حرص على مواطنيه في الخارج وكلف السفراء والسفارات بإعطاء قضايا المواطنين الأولوية ومقابلتهم وتسهيل إجراءاتهم والتي كان لها الأثر في حل كثير من قضايا الرعايا السعوديين في الخارج.

لقد أصبح ملكنا بحق ملك القلوب أحب شعبه وأحبوه فهو بصدق ملك همام ومقدام، نسأل الله أن يمتعه بالصحة والعافية، وأن يطيل في عمره لنرى منجزات عظيمة أخرى قادمة لهذه البلاد العظيمة والشعب الذي يستحق هذه المكارم.

عضو مجلس الشورى

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة