Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 14/05/2013 Issue 14838 14838 الثلاثاء 04 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الأخيــرة

اتضح الآن أنّ شعار الإخوان (الإسلام هو الحل) كان مجرّد وسيلة وجسر للوصول إلى قمة الحكم في مصر ويريدون الآن إحراقه؛ فهم هذه الأيام يعملون بكل ما أوتوا من قوة على (أخونة القضاء)، لأنهم على يقين أنّ بقاءهم في القمة لن يمر إلاّ بتزوير الانتخابات، ولن يزوّروا أية انتخابات إلاّ إذا جعلوا من قضاة مصر خشباً مُسندة، لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم، وخير من يقوم بهذه المهمة هم القضاة أيضاً ولكن من كوادر الإخوان طبعاً ؛ فهم يدركون أنهم سيفشلون قطعاً، ولا بد للاستعداد للفشل من الآن، ليبقوا في السلطة رغم فشلهم.

والسؤال : هل هؤلاء القوم وهم بهذا القدر من التلوُّن والتبدُّل والمراوغة أهل أمانة ودين كما كان يُعلق عليهم الناس من آمال، أم مجرّد حزب سياسي (انتهازي)، اتخذ من التديُّن، ومن الإسلام وشعاراته، وسيلة كي يصل إلى الحكم، وعندما وصل سينقلب الآن على العملية الديمقراطية برمّتها، مثلما انقلبت (حماس) على الديمقراطية، وأخونة كل مفاصل السلطة في قطاع غزة فبقيت في الحكم، وضربت بصناديق الانتخاب عرض الحائط رغم أنف الجميع، لأنها كانت تدرك أنّ هذه الصناديق التي اتخذتها سلّماً للوصول إلى السلطة، هي التي ستُمكن الآخرين من منافستها على السلطة؛ وما إخوان غزة عن إخوان مصر ببعيد؛ فالفكر والهدف واحد وإن تعدّدت الوسائل والذرائع.

ولكن .. أليس من الظلم أن تتخذ هذه الأحزاب السياسية من الدين وقدسيته (جسراً) تعبر من خلاله إلى التحكّم برقاب الناس ثم تشعل النار في الجسر وتُحرقه؟

هذه مشكلتنا مع ما يُسمّى أحزاب الإسلام السياسي، وفي مقدمة هؤلاء الإخوان المسلمون وكذلك السروريون، أو السلفية الحزبية، التي هي - كما هو معروف - من تفريخات الإخوان؛ أو كما يسميهم البعض ساخراً ( إخوان متلطمين)!

نعم الإسلام هو الحل؛ فهو ديننا وهويتنا ومكمن ثقافتنا الأول، ولكنكم أنتم المشكلة؛ فقد جعلتموه بكذبكم وتحايلكم وتلوُّنكم وتقلُّبكم يتحمّل كل انحرافاتكم وتناقضاتكم وفشلكم، واحتكرتموه، في حين أنه حق لكلِّ من قال لا إله إلاّ الله محمد رسول الله؛ فلا يمكن لأحد أن يجعل من حزبه السياسي والإسلام وجهين لعملة واحدة كما يفعل الإخوان وبقية من يتخذون من مطية للوصول إلى أهدافهم السياسية؛ وهنا بيت القصيد ومربط الفرس من القضية برمّتها.

إنّ فشل الإخوان هو ليس قطعاً فشلاً لهذا الدين العظيم، الذي بعث أمة من رقادها فأصبحت خلال قرن من الزمان إحدى أقوى القوى في العالم، إنما هو فشل من حاول أن يجعل الإسلام (مطية) يصل بها إلى أهدافه وطموحاته السياسية وألغى الآخر المسلم، فانكشف وفشل، وإلا فإنّ كثيراً مما كان الإخوان ينكرونه، ويعتبرونه يتنافى مع تعاليم الإسلام حينما كانوا في المعارضة، أقروه عندما أمسكوا في الحكم، فكيف للإنسان السوي، فضلاً عن التقي، أن يعيب على الآخر أمراً، ثم لا يستحي أن يُمارسه على رؤوس الأشهاد، أو كما يقولون : على عينك يا تاجر؟

تاريخياً أول من حاول أن يزايد على هذا الدين سياسياً، ويحتكر تفسيره، وينفي حق الآخرين بتفسيره كان الخوارج، عندما رفعوا (لا حكم إلا لله)، فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه كلمته الشهيرة تعليقاً على هذا الشعار: (كلمة حق يُراد بها باطل)؛ وكانت هذه الفرقة أول من أقحم المعارضة السياسية (والمسلحة لاحقاً) في مسائل الخلاف الدينية، ولا أرى الإخوان اليوم حين يرفعون شعار (الإسلام هو الحل) إلا ويكررون الأسلوب ذاته، والهدف القفز إلى السلطة، فهذه وتلك لا تعدو أن تكون كما كانت حجة الخوارج (كلمة حق يراد بها باطل)؛ وما أشبه بارحة الخوارج بليلة الإخوان.

إلى اللقاء

شيء من
بل الإسلام هو الصدق!
محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ

محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة