Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 15/05/2013 Issue 14839 14839 الاربعاء 05 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

فصل المفاهيم عن بعضها في العقائد يجعل مهمات القلب صعبة إن لم تكن مستحيلة.. مثلها مثل استخراج الترياق من السم نفسه.. لكن عند أصحاب المفاهيم المتعصبة يبقى السم قاتلاً ولا يمكن أن يفكروا في وظيفة أخرى له.. ومن ثم يكون قتل كل ذي سم واجبا لحفظ الحياة.. على عكس القادرين على استخراج الرحمة من قلب الحجر.. يرون في لين الماء قدرة خارقة على إيجاد مسار له متكامل مع صلابة ما حوله لتكون لوحة تضج حياة.. رغم فوارق الألوان والأحجام والكثافة والكتلة و و إلخ.

على سبيل المثال نسمع بين الحين والحين بعض الوعاظ يعيبون تعلق الشباب بالأندية الرياضية كأنها خروج عن التعلق بالخالق.. ويعتبرونه لهوا لا فائدة منه.. لماذا؟ لأن المفاهيم هنا مفصولة تماماً.. فإن الرياضة تعني الانخراط في جماعة.. وصحة جسدية.

وثقافة تزرع روح المنافسة، وإن كانت من أجل بلوغ هدف بسيط.. إلا أنها تزرع أموراً عميقة في نفوس الشباب إذا حاول المربون دمجها بقيم إنسانية ودينية.. ومن خلالها يتعلم النشء كيف يربط بين الأمور المختلفة ولا يشعر معها بالتفكك والضياع وتأنيب الضمير.

عمارة الأرض تكون بصور شتى.. لا يمكن حصرها.. إنما محاولة إرجاعها لأصلها في كل مرة تحيد فيها عن طريق الوسطية فقط.. لكن دفعها بعيداً ومحاولة تشويه وضعها.. لن يأتي بخير.. إنما يزيد الفجوة بين الدين والدنيا في عقل المسلم ووجدانه.. رد الفنون باختلاف أنواعها إلى الجمال الذي أودعه الله سبحانه في كل ما حولنا.. وتوجيه الحب إلى البشرية على أنه منحة من الخالق ليعيش البشر في سلام ويتمكنوا من تذليل العقبات ليحيى الإنسان بخير وأمان.

باختصار للتدين أشكال عديدة لا يمكن حصرها في لبس معين.. أو جماعة بعينها.. أو نمط خاص.. فكل ما فيه رحمة وترابط ومساعدة وتقدم وحضارة.. شكراً لله وتمكين لعظمة الدين.. ألا يمكن اعتباره تديناً؟ ألا يتعلم البشر من الجماعة معنى الولاء والعمل الجماعي الذي يعود بالخير على الناس والحياة.. سواء كان توجهها صحيا أو تعليميا أو اقتصاديا أو تطويراً للذات.. وحتى ترفيهيا كما في الأندية الرياضية!

هل منحنا هذه الأرض بكل خيراتها وأسرارها لنحمل السلاح ونقاتل فقط؟

أليست هذه الفكرة محور الخارجين على أوطانهم.. واستطاع الانتهازيون احتضانهم في معاقل الحروب بحجة الجهاد.. ونصرة المظلوم.. وحماية الدين؟

الدندنة على وتر العاطفة الدينية.. وقصص سوء الخاتمة.. ومحاربة كل ما من شأنه تغير فكرة الجهاد الدموي.. يعد بجيل مفخخ بأفكار الدم والنار ولا شيء غيرها.

كأن الطبيب والطبيبة الذين يخففون معاناة البشر ليس لرسالتهم علاقة بالدين.. والقائم على بر والديه متخاذل عن نصرة المنكوبين.. والمعلم والمعلمة الذين يواجهون الجهل ويدفعونه بعيداً عنا لا يقدمون شيئاً.. وغيرهم الكثير الكثير.

amal.f33@hotmail.com

إيقاع
بين الدم والنار!
أمل بنت فهد

أمل بنت فهد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة