Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 15/05/2013 Issue 14839 14839 الاربعاء 05 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

أثيرت خلال الأيَّام الماضية قضية طرد أيتام من حضور مباراة كرة قدم، كما عبَّرت عنه وسائل الإعلام، وعلى ضوئها تفاعل المجتمع مع الحادثة في شكلها الظاهر. فجاءت مبادرة سمو الرئيس العام لرعاية الشباب بمقاعد إضافية للأيتام في ملاعبنا وتنديد رئيس اتحاد الكرة بما حدث وتأسف الشَّركة المشغلة وتبرعها لجمعية الأيتام وغير ذلك من المبادرات التي قام بها بعض رؤساء الأندية.

الجميل هنا أن فئة الأيتام لها التقدير من كافة فئات المجتمع وليس هناك من يرضى بأي أذى أو إهانة تلحق بهم. كُلُّنا نتفق في هذا الأمر من واجب إِنسانيٍّ ودينيٍّ وعاطفيٍّ، لكن دعونا نطرح أسئلة عملية وموضوعية في الموضوع، بعيدًا عن مُجرَّد العاطفة والشفقة.

هل إدخال الأيتام إلى أرض الملعب أو بجانب خطوط اللعب يُعدُّ أمرًا إيجابيًّا من النَّاحية التربويَّة؟

التوجُّهات التَّربويّة تشير إلى أنّه يجب عدم عزل اليتيم أو تمييزه عن المجتمع، بل يجب دمجه في المجتمع ومعاملته كشخصٍ سويٍّ. وهو فعلاً شخصٌ سوي،ٌّ بل إن بعض المرجعيات ترى أنّه لا يجوز تمييز الشَّخص بلقب يتيم أو في حكم اليتيم، فما بالنا ونحن نريد أن نميزهم على الملأ بإدخالهم أرضيَّة الملعب؟ مثل هذه التصرَّفات تقود إلى تعزيز الدونية لدى اليتيم وإشعاره بأنّه شخص ناقص يحتاج شفقة الناس. يجب التفريق هنا بين رغبة جمعية الأيتام في الحصول على مزيد من الدَّعم ورغبتها في حثِّ النَّاس على العناية باليتيم وبين استخدامهم كوسيلة لاستجلاب الشفقة دون مراعاة للأصول التربويَّة.

أنا لا اعترض على حق حضور جميع فئات المجتمع من حضور المباريات وحقِّها في أن تجد التسهيلات اللازمة لذلك، وأرى أن اليتيم فرد سوي يجب أن يكون في المدرجات مثل غيره من الجمهور لمشاهدة كرة القدم. ولا باس أن تَتَولَّى جمعيتهم التنسيق لحصولهم على تذاكر دخول المباراة أو لتنسيق جلوسهم متجاورين.. هذا أمر مطلوب القيام به.

أحد أبرز مفاهيم لعبة كرة القدم والأولمبياد نبذ الفئوية والعنصرية والتمييز وأخشى أن في إنزال الأيتام إلى داخل الملعب تمييزًا لهم دون مبرر منطقي. وأكرر إنزال الأيتام أرضيَّة الملعب والتعريف بهم أمام الجمهور يجب ألا يكون الوسيلة للتعريف بالجمعية وأهدافها والحثّ على رعاية اليتيم والعناية به. يمكن التعريف بالجمعية عبر شاشات الملعب أو غير ذلك من الوسائل وليس بالضرورة نزولهم برفقة اللاعبين.

والحديث عن الأيتام يقودنا للحديث عن أصحاب الإعاقات، حيث كنَّا ولا زلنا في بعض الملاعب نشاهدهم بجوار خطّ الملعب وفي هذا تمييز لهم ومحاولة استدرار الشفقة عليهم، كما أن فيه إضرارًا بسلامتهم. كانت الحجة هي عدم توفر أماكن مناسبة لهم. وهنا لا بُدَّ من الإشادة بالخطوة الرائعة التي قامت بها رابطة دوري المحترفين ورعاية الشباب وشركة ارامكس في ملاعب الرياض والدمام والمُتمثِّلة في تهيئة المدرجات المناسبة لذوي الإعاقات بِشَكلٍّ جميل ومنظم. حيث أطلعني الأستاذ محمد النويصر، رئيس رابطة دوري المحترفين الخبير في أنظمة كرة القدم وملاعبها، على النماذج التي أنجزت بالرياض والدمام ووعد بتطبيقها في جميع ملاعب المملكة. كما وعد بسعيهم إلى أن تكون بيئة الملاعب بكافة مكوِّناتها وليس مُجرَّد المدرجات مُهيَّأة لأصحاب الإعاقات ليتسنى لهم الاستمتاع بحضور ومشاهدة المباريات مثل غيرهم من الأسوياء. أشكر الأستاذ النويصر على ذلك الإيضاح.

نكرر تقديرنا للأيتام وأصحاب الإعاقات والفئات الخاصَّة، وحقهم في حضور المباريات وحقهم في تهيئة الأماكن المناسبة لهم مع رجائنا أن يَتمَّ ذلك وفق أساليب تربويَّة وإِنسانيَّة لا تسبب في الإضرار بسلامتهم أو معنوياتهم أو نظرتهم لذاتهم ونظرة المجتمع لهم.

malkhazim@hotmail.com
لمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm

نقطة ضوء
الأيتام وأصحاب الإعاقات في ملاعبنا
د. محمد عبدالله الخازم

د. محمد عبدالله الخازم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة