Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 15/05/2013 Issue 14839 14839 الاربعاء 05 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

في سنواتنا الأخيرة انتشرت في مجتمعنا بصورة لافتة ومريعة ظاهرة الغش وما ينتج وما يتفرع عنها تفشي ظهور حالات مُتعدِّدة ومختلفة من ألوان وأصناف المواد والأدوات المغشوشة والمقلَّدة وبخاصَّة نوعيات الأجهزة الكهربائية والمنزلية وقطع غيار السيَّارات، وأهمها ما يتصل بالدرجة الأولى بحياة الإنسان مثل الأطعمة والأدوية التي نالها النصيب الأوفر من الغش الملحوظ.

ولكثرة الحديث في الموضوع وغياب الحلول الناجحة والحاسمة أصاب النَّاس الممل والتبلد وعدم الاكتراث، وظلَّ الجميع في كثير من الأحيان ينامون ويصحون على كلٍّ شيء مقلّد إلى درجة أنّه - لا قدر الله - لو استمرت الأمور على هذه الوتيرة المتفاقمة ربَّما أصبحنا نعتقد أن السليم والصالح هو النادر والاستثناء، وأن المقلَّد والمغشوش هو السائد والرائج.. ونتساءل هنا وما أكثر تساؤلاتنا ونرفع أصواتنا والألم يحز في نفوسنا والخوف يسيطر على مشاعرنا ونقول بالحرف الواحد: لماذا لا نهب هبة رجل واحد مسؤولين ومواطنين ومقيمين ونحاصر هذه الظَّاهِرَة الخطيرة من أجل القضاء عليها وقطع دابرها وتقديم المستغلين والمتاجرين على حساب صحتنا وسلامتنا من ضعاف النُّفوس من المرتشين والمتستِّرين إلى العدالة والتشهير بهم ومضاعفة الغرامات القاصمة من أجل ردعهم وقطع دابرهم. وبالجزاءات الصارمة وحدها نستطيع سد الثغرات وعن طريقها نُحقِّق راحة وطمأنينة وسلامة المواطن الذي أصبح ضحية لهؤلاء المبتزيِّن وصيدًا ثمينًا للمستهترين من المستغلين وضعاف النُّفوس، وبهذا الأسلوب الرادع والحازم سيقول كل واحد منهم: لِمَنْ هو على شاكلته (انج سعد فقد هلك سعيد).. أما إذا تركنا لهؤلاء وأمثالهم الحبل على الغارب أو كما يقال «تركنا الدرعى ترعى» كيفما اتفق بلا حسيب ولا رقيب، فسوف لا تقتصر الأضرار على صحة وسلامة المواطن فقط، فسيكون الاقتصاد الوطني والاستثمار الوطني هو الضحية لذلك، حيث ستخرب بيوت اقتصاديَّة وتجاريَّة مشهورة، بمعنى أن الخسائر المادِّية ستحاضر البيوت والعناوين التجاريَّة التي تحافظ على سمعتها وسمعة الوطن، لهذا فمن غير المنطق أن نترك للأدوات واللوازم المغشوشة المتهالكة والمقلدة أن تَتمَّدد وتسيطر على الأسواق تحت ذريعة اقتناعها بهامش ربح مادي محدود وذلك على حساب وكالات تجاريَّة متخصصة ضامنة ومسؤولة تحرص على سمعتها وتحتضن مئات العاملين القائمين على إدارتها والمحافظة على مكانتها وجودة بضاعتها من المنابع الأصلية والأصيلة مما يصبّ بالتالي بمصلحة الوكيل والمستهلك والشركات المصنعة.

لقد اتصل بي أكثر من واحد ورأيت بنفسي علامات الاستغراب والدهشة، بل وإرهاصات الألم تبدو من مظاهر وأحاديث عينات من أصحاب وكالات أجهزة منزلية يدوية وكهربائية عالميَّة يحدثون بمرارة عن انتشار أدوات وأجهزة مقلَّدة ومغشوشة مختلفة تغزو الأسواق، بل والشوارع وأبواب مساجد الجمعة بأسعار محدودة دون فهم أو معرفة المستهلكين بخطورتها والآثار المدمرة لاستعمالها. أصحاب الوكالات الأصلية وفروعها في أنحاء المملكة أصبحوا أمام قلّة حيلتهم يضربون كفًا بكف من الحسرة واللوعة وهم يرون مستقبلهم مظلمًا وقدرتهم ضعيفة أمام غزو وانتشار الوسائل والأجهزة المقلدة والمغشوشة التي لم ترحم حتَّى السطو على علامات وشكل الأجهزة الأصلية للتمويه والتغطية والابتزاز.

إننا وكما نقول دائمًا ونتحدث ونكتب في كلِّ مناسبة انه لا للاستغلال والمغالاة بالأسعار من قبل الوكلاء الأصليين للتخفيف عن كاهل المستهلكين وبالذات طبقة الدخل المحدود، وفي النهاية لا وألف كلا للغش التجاري الطاغي بصورة سافرة. نعم يجب أن يتوَّقف خداع المستهلك ونقطع دابر التزييف والتَّقْليد وتزوير العلامات والشِّعارات التجاريَّة للأضرار والخسائر المترتبة على ذلك وحتى لا يتسع الخرق على الراقع ونندم ولا آت ساعة مندم، فهل يا ترى تتحرك الجهات المسؤولة وتتدارك الأمر قبل فوات الأوان.. وهنا نقف وننتظر.

abo.bassam@windows live.com
الرياض- كاتب صحفي ومدير عام تعليم سابق

تسونامي الغش التجاري إلى متى؟!
عبد الله الصالح الرشيد

عبد الله الصالح الرشيد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة