Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 16/05/2013 Issue 14840 14840 الخميس 06 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

إن الخدمات الصحية التي تقدمها المملكة والمنتشرة على مستوى الأقاليم والمحافظات والمدن والمراكز والهجر تعتبر من أرقى الخدمات الصحية على المستوى الإقليمي، حيث وصلت إلى أرقى المستويات وغطت مظلة الرعاية الصحية جميع مناطق المملكة وأصبح كل مواطن ومقيم يحظى بالرعاية الصحية، وذلك بناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -سلمه الله ورعاه- الذي يتابع بنفسه هذه الخدمات لأنها تهم صحة المواطن والمقيم.

ولا يوجد أي قصور على هذه الخدمات التي تقدم لذوي الأمراض العضوية إلا بعض القصور في الخدمات الصحية النفسية التي أصبحت أمراض العصر الحالي الذي نعيش فيه نتيجة للضغوط الكبيرة التي يواجهها الناس بصورة يومية، وذلك رغم وجود مستشفيات الأمل للصحة النفسية المنتشرة في بعض مدن المملكة لخدمة المدمنين والمرضى النفسيين وبعض المستشفيات الأخرى الخاصة بالصحة النفسية في المدن الكبرى.

إلا أنه من الملاحظ في الآونة الأخيرة أن هناك حالات صعبة من الأمراض النفسية خاصة أمراض «الفصام» والتي انتشرت بصورة كبيرة حيث يكون المرضى بهذا المرض وفي بعض الحالات هائمين على وجوههم في شوارع المدن وفي بعض المناطق النائية وخاصة ذات المناطق الجبلية.

وقد التقطت بعض وسائل الإعلام المقروءة صوراً لبعض ذوي الأمراض النفسية الذين يعيشون في مناطق جبلية وتحت الكهوف وتحت الأشجار والعشش التي عادة ما تكون من الصفيح في المناطق النائية دون رعاية أو عناية تذكر، ويعتمدون في معيشتهم على إحسان المحسنين من مأكل ومشرب وملبس.

وكم سمعنا عن جرائم ترتكب ضد أفراد بعض الأسر التي يعيشون فيها من أولئك المرضى وضد أفراد المجتمع حيث يتمكنون من حيازة الأسلحة وقد يستعملونها بدون وعي في العنف مما يؤدي أحياناً وفي بعض الحالات للوفاة أو الجروح البليغة والعاهات المستديمة، لأن المريض النفسي تنتابه حالات هياج وعنف وخاصة عندما يرفض تناول الدواء الذي لا يقبل على تناوله إلا تحت إشراف طبي وفي مواعيد محددة. والأسرة لا تقدر على ذلك.

وتشتكي بعض الأسر من أنهم عندما يقومون بإحضار أقاربهم من المرضى النفسيين لمستشفيات الأمل تقوم المستشفى بالكشف على المريض وإعطائه العلاج دون النظر في إمكانية تنويمه بالمستشفى بحجة عدم وجود سرير خال، وهذا ديدنهم دائماً يكررون هذه الأسطوانة.

وحيث إن المريض النفسي لا يستطيع متابعة العلاج ولا يعترف أساساً أنه مريض فإن حالته تنتكس ويعود كما كان هائماً في الشوارع كالقنبلة الموقوتة إذا حصل على سلاح أو كالطفل الصغير الذي يبحث عن الطعام حتى في سلال القمامة.

لذا فإنني آمل النظر في إعادة دراسة وضع هؤلاء المرضى على أعلى مستوى من المسؤولين في وزارة الصحة بحيث لا تتحرج هذه الدراسة من لجنة للجنة أخرى وإعطائهم الأحقية في الرعاية داخل مستشفيات الأمل للصحة النفسية حتى ولو تم الاستعانة بالمستشفيات الخاصة لعلاجهم لحل أزمة الازدحام والقضاء على ظاهرة عدم وجود الأسرة لهؤلاء المرضى الذين هم بحاجة لرعاية طبية نفسية مع متابعة حالاتهم حتى تستقر أوضاعهم مع متابعتهم وتطبيق نظام الرعاية اللاحقة عند خروجهم لدى أسرهم لأنهم قد يكونون أولى بالاهتمام من ذوي الأمراض العضوية.

ذوو الأمراض النفسية والخدمات الصحية
مندل عبدالله القباع

مندل عبدالله القباع

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة