Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 16/05/2013 Issue 14840 14840 الخميس 06 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

مدارات شعبية

الشعر مُحَصِّلَة التجارب.. ورافد مكارم الأخلاق

رجوع

كتب - عبدالعزيز بن سعود المتعب:

الشعر سواء الفصيح أو صنوه الشعبي هو محصلة تجارب الشعراء وفحواها الخالدة على مر السنين، فلطالما حثت نصوصه على المروءة، والشجاعة، والوفاء، والكرم، وحسن الخلق، والصبر، والأمانة والعفّة، والترفّع عن كل ما يسيء للنفس وللآخرين، وهذه صفات العربي الأصيل المتوارثة، وهي التي جُبِلتْ نفسه عليها، من ذلك قصائد الشاعر -الجاهلي- حاتم الطائي من قبل بزوغ نور الدين الإسلامي الذي أتى متمماً لمكارم الأخلاق، ومن الأدلة من الكتاب في حسن الخلق قوله تعالى: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4 سورة القلم)، وعن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً) متفق عليه. وفي فضل الحلم والأناة والرفق قال الله تعالى: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134 سورة آل عمران) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشج عبدالقيس: «إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم، والأناة» رواه مسلم.

يقول الأمير الشاعر عبدالرحمن بن أحمد السديري رحمه الله واصفاً بسعة أفقه وحكمته ورأيه السديد الدنيا حاثاً على العمل، والجد، والهمة، وعزة النفس، مفعلاً أهمية الوقت وتوظيفه كما يجب:

كل ما يمضي يفوتك ولا فيه اختيار

يبذر البذّار والخاتمة عند الحصاد

من تهاون هان والهون عنوان البوار

العمل والجد صعبات مرقاهن سناد

كل حيٍ ينتهي لو مخاليبه كبار

والبقاء لله ويبقى عمل بعض العباد

وفي قصيدة للأمير الشاعر عبدالله الفيصل -رحمه الله- يوجهها إلى الأمير خالد (أكبر أبناء الشاعر) يحثه فيها على التواضع، وفضل فعل الخير في الدنيا وعظم مثوبته في الآخرة، كما يحذره من مجالسة الشخص النمام، ومن الكذاب، ويحثه على الصبر:

شقاي يا خالد على المال يغنيك

يغنيك عن حاجة قليل المروّة

أبيه لك واخوانك اللي حواليك

رجَّالهم واللِّي من العمر توّه

خلّك عليهم ضافياتٍ نواميك

تلقا بهم في حزَّة الضيق قوّه

وعمّك تراه أبوك للنفع غاذيك

تقديمتك نعله تراها علوّه

وبيك تنفع به رفيقك واهاليك

لا تلحق الحاجة قريبٍ دنوّه

وافطن لفعل الخير حيثه ينميّك

من قدم الحسنى لقى الأجر توّه

وإياك والنمَّام حذرا يناجيك

نَحّه كما يطرد سروق الضّروَّه

وإياك والبطره ترى الزود يغديك

والشر جَنّبْ عنه وش لك بسوّه

والكذب راس العيب بالك يجي فيك

والطيب دامك تقدر الطيب سوّه

ومنها قوله:

والصبر مفتاح الفرج فيه أوصيك

من حطّه السلّم شرق نور ضوّه

دينك نجاتك ارض بالفعل واليك

وحبل الرّجَى عن غير مولاك طوّه

كما أن الشاعر محمد بن ناصر السياري يدعو -رحمه الله- لتأسيس كل أمر على قواعده الرزينة الثابتة في إشارة لعدم الخلط بين (الهقوات والواقع) حتى لا ينصدم شخص في الخلط بين -السراب- الذي يحسبه الظمآن ماء وبين نقيضه من -النمير- الصافي موظفاً في الشأن نفسه -المفارقة- بين الألماس والنحاس وهي إشارة جلية للفرق في مواقف الرجال المشرفة التي لا يجاريها إلا من هو كفؤاً لها:

ياللي تعرف الجوهرة من نحاسه

خذ لك على درب الهواجيس مرواس

مبني على الغرمول ينهدّ ساسه

ويثبت إلى عزّيت مبنى على ساس

واجب على الرجال يلبس مقاسه

ويصير بعيون الرجاجيل نبراس

ويحسّن أخلاقه بليا شراسه

لو هو شجاع ويلبس الدرع والطاس

يرفع مجاله عن دروب الدناسه

ونفسه يدرّبها على قوّة الباس

كما أن -للرجال- مقاييسهم الثابتة منذ الأزل في الحكم على شخص الآخر بما (له أو عليه) بعيداً عن مستجدات بعض -معايير الطيب الجديدة- كأرصدة المال وغيرها من مظاهر الدنيا التافهة لمن لا يعتبر.. يقول الشاعر عبدالله بن عون:

وأنا أشوف لي ناسٍ تردّى نصيبهم

ليا من واحدهم تكاثر رصايده

تلوّى على الدنيا وهي ما تدوم له

الأرواح منزوعة والاجسام زايله

ألا يا نديب العرف بانصحك واعتبر

بجيلٍ فنى ما داومت له رغايده

محوا ما بقى إلاَّ ذكرهم مع رسومهم

مثل حلم ليلٍ مرمساتٍ عهايده

تمتّع ترى الدنيا سريعٍ دبورها

ومن صمّدت بالعزّ شالت صمايده

هذا فعلها فيمن خلق رافع السما

عليهم تراب البين ترجد رجايده

أبا انصحك ياللي غافلٍ عن هجومها

تراها ليا دارت لك الوجه صايده

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة