Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 18/05/2013 Issue 14842 14842 السبت 08 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

لم يرها دميةً بل إنسانًا يحاورُه ويسامره، ولم يأبه بعلائم الاستنكار تعلو وجوهَ أصحابه وهو يغشى بها منازلهم ويقدمها في مناسباتهم، وانشغل بعضُهم بتفسير حالته وتحليلها وواصل «المشهدُ» إيماءاته المتعددةَ ليبقيا «هو ودميتُه» مبعثَ استفهاماتٍ وتأملات.

* جزءٌ من فيلمٍ سار كما أراد له مخرجُه وظلَّت صورةُ الدمية الإنسان «مثار نقعٍ» لأفكار متناثرةٍ حول طبيعةِ ما يراه أطفالنا في الرسوم الكرتونية من «الدُّمى المتحركةّ» التي يلفت النظرَ إليها تناقضُ الاسم وواقعيةُ المسمى.

* سنفهم تعلقَ الصغار بها لتقاربها مع أجوائهم التخييلية المنعتقةِ من إسار الأرض والفرض، كما ندرك أبعاد الكتابة السينمائية والإخراج المرئي بما تحمله من إثارةٍ وإثراء، أما حين تروق لعبة الدمى المتحركة لكبارٍ لا يحملون براءة الناشئين ولا براعة المنتجين فإننا ندور في فلكٍ رتيبٍ تغْني فيه دميةٌ عن شخص ولعبةٌ عن نص وقد يُظنُّ فعلٌ فإذا به انفعال ويُتوهم صدق لكنه زيف وتُتصور حركةٌ غير أنها دمىً تدورُ وتُدار.

* لا نحتكم هنا إلى الأعلى أو الأدنى وإنما إلى لعبة الجمهور الذي سيَّر السينما والمسرح زمنًا، ويسيِّر الإعلام الرقميَّ والتقليديَّ صادمًا النظريةَ التواصليةَ المتمثلة في معادلة» المرسل والمستقبل والرسالة والوسيط وانتفاء التشويش» حيث لا يَميز المرسِلُ من المستقبِل، ولا تتضحُ الرسالةُ بفعل التشويش، ولا نعرف من يؤثرُ في مَنْ، وكذا الدمية لا تتحرك لكنها تُحرَّك، والفارق كبيرٌ بين من يَسير ومن يُسيَّر، ولا جدوى من فعل دميةٍ أو انفعالِها؛ أكانت دمىً سياسيةً أم ثقافيةً أم اجتماعيةً تملأُ فضاء الحدث الصاخبِ بما يزيد الفراغَ ويُعيقُ الاتصال.

* المشكلة التي تواجه المتابعَ عدمُ يقينه: أهو أمام المتحرِّك بذاته أم المتحرك بغيره؟ والمسافة كبيرةٌ بين التعامل مع الأصل أو الظل، مثلما التفريقُ بينهما عسيرٌ لارتدائهما لباسًا متشابهًا وظهورهما بملامحَ متقاربة.

* تختلطُ الرؤى أحيانًا فلا يكاد يبين المتصدِّر من المصدَّر، وربما تاه المتابعون في حوارِ الأصل والصورة فحُسبَ هذا ذاك، ومنهما ترتسمُ علاماتُ استفهام الشارع العام والمثقف حول حركةٍ وحِراكٍ ومنظمةٍ وتنظيمٍ وقائدٍ وقيادةٍ وكاتبٍ وكتابة؛ أتسيرُ بالدفع الذاتيِّ أم الخارجي؟ وهل تمثل نفسَها أم سواها؟ وقد تختلف لغتُها فتتبدى أسرارُها، وربما ظلت الأسوارُ قائمةً فامتدَّ السؤالُ بأسئلة وتَعدَّد المثال بأمثلة.

* ما الذي يعنيه افتراضُ أن تكون القاعدةُ عملًا استخباراتيًا وحزبُ الله مشروعًا فارسيًا والصحيفة العريقةُ ممولةً أجنبيًّا والكاتب الكبيرُ عميلًا والسياسي مستأجرًا والاقتصاديُّ مصلحيًا وذاك التقيُّ النقيُّ مساومًا؟ وهل هي نظريةُ المؤامرةِ تتسع أم الحقائقُ ترتفع؟ وأين مكانُ العقلِ من إعرابِ الجمل وأشباه الجمل؟

* هو ذاك وبعضُه ودونه وأكثرُ منه؛ ما يُحيلُ بعضَ الدمى المتحركة إلى شخوصٍ محرَّكة فتبدو أرقامًا ذات جمعٍ وضربٍ وحولٍ وطول وهي مأمورةٌ متآمرةٌ ولو ظُنت بها الطهارة، ولا فرق هنا بين المفرد والمتعدد ومن يحمل رايةَ الورع ومن يَرُوعُ الورعين.

* المرئيُّ صورةٌ مُمنتجة.

ibrturkia@gmail.com
t :@abohtoon

المتحركُ بالسكون
د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة