Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 18/05/2013 Issue 14842 14842 السبت 08 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

في زيارة إلى شركــة «أرامكو السعودية» مع نخبة من الزملاء الإعلاميين قبل خمس سنوات تقريباً، حين كان الأستاذ عبد الله جمعة رئيساً للشركة، دار حديث موسَّع عن دور الشركة بعد سعودتها، ومقارنة ما كانت تقدمه «أرامكو» في مرحلتها الأمريكية من إسهامات مختلفة في خدمة المجتمع وتثقيفه والارتفاع بوعيه من خلال الحملات التثقيفية، والمخيمات المتنقلة التي كانت تبث أفلاماً سينمائية عن فتح الرياض، أو أساليب اكتشاف البترول، واستخراجه، وتكريره، وما كانت تقدمه من جهود إعلامية من خلال المحطة التلفزيونية التابعة لها، ومن خلال مجلتها العريقة «قافلة الزيت» وما أسهمت به في تطوير مدن المنطقة الشرقية وتحديثها، باعتماد التخطيط الحديث، كما في الظهران والخبر، وما نتج من ذلك من تأسيس وبناء أحياء جديدة نموذجية، وتملك جل موظفي شركة أرامكو مساكن نموذجية، يتملكها الموظفون مع تقدم خدمتهم في الشركة، وهذا ما هو معمول به إلى الآن في مرحلتها بعد السعودة.

لقد كان تملك الدولة لشركة أرامكو مكسباً وطنياً كبيراً، إن لم نقل انتصاراً مبهراً، بعد توطين المعرفة البترولية، وتدريب وابتعاث أجيال من أبناء الوطن إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة صناعة البترول ثم عودتهم إلى البلاد مؤهلين بما يمكنهم من تولي وإدارة الشركة لاحقاً، وهو ما تم بالفعل ولله الحمد.

لقد كانت مداخلتي في ذلك الاجتماع الحاشد على مائدة الغداء، بحضور رموز شركة أرامكو السعودية، تشيد بدور أرامكو القديم في التثقيف والتنوير، وغياب كثير من تلك الجهود في عهد أرامكو السعودية، وتضاؤل دورها في خدمة وتطوير الأماكن الجديدة التي اكتُشف فيها البترول، ومن ذلك - مثلاً - مدينة حوطة بني تميم التي تنتج آبارها أغلى أنواع البترول وأخفها وأكثرها نقاء وطلباً في الأسواق العالمية. وقد تحدث لنا بذلك أحد خبراء التسويق وهو يشرح لنا العقود التي تتم على شحنات البترول المستخرجة من مواقع مختلفة في المملكة، وكان يشير إلى كثرة الطلبات على بترول الحوطة رغم ارتفاع ثمن البرميل الواحد منه بفارق لا يقل عن عشرة دولارات تقريباً. وتركزت معظم الطلبات على هذا النوع من البترول لأنه خفيف و(حلو!) وخال من الشوائب.

أسهمت أرامكو «الأمريكية» في تحديث مدن المنطقة الشرقية، وفي التوعية العامة، وفي نشر الثقافة العامة، فماذا قدمت أرامكو «السعودية» للمدن أو الأماكن الجديدة التي اكتُشف فيها البترول على يديها، واجتهدت في استخراجه والإفادة منه، مثل مدينة حوطة بني تميم التي تنتج أكثر من مائتي ألف برميل من الزيت الحلو يومياً؟!

ماذا قدمت الشركة لمدينة الحوطة؟!

أستطيع القول: لا شيء! لم تبنِ مدينة سكنية نموذجية بخدماتها المختلفة كالمستشفى والمدرسة والحضانة وغيرها لموظفيها، ولم تستقطب عدداً مُرضياً من شبان المدينة وتدربهم أو تبتعثهم لدراسة علوم البترول؛ ليتولوا إدارة فرع الشركة في مدينتهم في المستقبل؟ ولم تنشئ معهداً أو كلية للبترول في المدينة فضلاً عن أن تفكر في جامعة تعنى بصناعة البترول؟ ولم تطالب أو تساعد في إنشاء طريق إسفلتي مختصر مواز للطريق المزدحم الآن، أو تسهم على الأقل في المساعدة في حلحلة عوائق الطريق المختصر الذي يمر بالحاير، وقد مضى على البدء فيه عشر سنوات، ونفذ منه 58كم، وبقي منه 39 كم، ولم تساعد أو تقترح مد الخط الحديدي من الرياض إلى الجنوب ماراً بالحوطة، وسيساعد عبر عربات الشحن في نقل البترول، إضافة إلى الأنبوب الممدود إلى مصفاة الرياض، ولم تفكر في إنشاء مصفاة لتكرير البترول في المدينة، أو إنشاء مطار يخدم المحافظة وما حواليها من المدن والقرى!

ماذا قدمت «أرامكو السعودية» لحوطة بني تميم التي تعطي أحلى وأغلى وأجود أنواع البترول، ولم تتذوق حلاوته بعد!

moh.alowain@gmail.com
mALowein@

كلمات
ماذا أعطت «أرامكو» السعودية لمدينة حوطة بني تميم؟!
د. محمد عبدالله العوين

د. محمد عبدالله العوين

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة