Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 20/05/2013 Issue 14844 14844 الأثنين 10 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

ورحل ابن عمي وصديقي الشيخ عبدالرحمن ابن عبدالله الخريف
عبد العزيز بن عبدالرحمن الخريف

عبد العزيز بن عبدالرحمن الخريف

رجوع

وكل مصيبات الزمان وجدتها

سوى فرقة الأحباب هينة الخطب!!

ما أصعب فراق الأحبة وأمرّه على مهج الإنسان، وعلى من تربطه بهم صلات قرابة وصداقة، وأوجعها على القلوب مفاجأة الأقدار برحيلهم العاجل عن الدنيا، وعن نواظر أسرهم، وأبنائهم ومحبيهم.. فبينما كنت صباح يوم الخميس 5-7-1434هـ أسرح طرفي في قراءة بعض الصحف المحلية إذا بإشارات الرسائل تنهال على هاتفي المحمول، فقلت خيراً إن شاء الله، وحينما فتحته فوجئت بنبأ محزن جداً.. وفاة ابن العم الشيخ الوجيه عبدالرحمن بن عبدالله بن إبراهيم الخريف رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات الخريف، إثر حادث مروري مؤلم جداً هو وسكرتيره الأخ العزيز محمد عبدالوهاب الريح، ومرافقه الأخ صالح السميدع أحد العاملين لديهم بجدة، الذي وقع مساء يوم الأربعاء 5-7-1434هـ الساعة الثامنة ليلاً في طريق مزارعهم في منطقة (الوسيع) الواقعة شرقي السهباء بالخرج؛ إذ وافاهم القدر المحتوم جميعاً -رحمهم الله-، وكنت قبلها بليلة واحدة في قصره ملتقى أحبته وإخوته وأبناء عمه، وعدد من الأقربين في مساء يوم الثلاثاء 4-7، وكنت بجانبه في غاية الانسجام، نتجاذب أطراف الأحاديث الودية متذكرين أيام الحج المبارك منذ عقود طويلة من الزمن بصحبة والديه وبعض أعمامه وعدد من الأقارب، وما جرى في تلك السنة من ذكريات جميلة لا تنسى معه أبداً ومع خاله الراحل صالح بن عبدالله المبارك - رحم الله الجميع -.

كانت ولادة الشيخ عبدالرحمن في أواسط الستينيات الهجرية، وقد عاش بين أحضان والديه وبين إخوته وشقيقتيه، ومع عمه الشيخ محمد وأسرته؛ إذ كان المنزل يجمع العمين الكريمين عبدالله ومحمد قبل تكاثر أفراد أسرتيهما، وهذا يدل على قوة التماسك والترابط الأسري آنذاك.

وبعد بلوغه السن النظامية ألحقه والده بالمرحلة الابتدائية هو وأخوه إبراهيم لتقارب عُمْريهما، واستمرا في مواصلة الدراسة حتى حصلا على شهادة البكالوريوس بقسم المحاسبة من جامعة الرياض (جامعة الملك سعود حالياً) -رحمهما الله- ثم كلفهما والدهما بمعاضدته في إدارة ومزاولة أعماله التجارية. وبعد رحيل العم عبدالله - رحمه الله- في 2 صفر 1395هـ لم يتقاسموا الإرث كما هي عادة الورثة، بل تم الاتفاق والتراضي بين الورثة جميعاً بأن تستمر معاملتهم مع عملاء والدهم تحت مسمى (شركة الخريف)، التي ظلت شركة عملاقة كثيرة الفروع والمجالات المنتشرة في أنحاء مملكتنا الحبيبة إلى قلوبنا، وما زالت تقدم أفضل الخدمات للوطن وأهله. وقد اختير الابن الأكبر الشيخ إبراهيم (أبو بندر) بتاريخ 2 صفر عام 1395هـ رئيساً لمجلس إدارة الشركة، وبعد وفاته في 25-3-1406هـ خلفه أخوه الشيخ عبدالرحمن (أبو عبدالله) - رحمهما الله -. وقد ازدهرت واتسعت الشركة لحسن إدارتها والصدق في التعامل، وسرعة الإنجاز، كما هو على جانب كبير من الأخلاق الفاضلة والمرونة المتناهية.

لله درك قد حباك بفضله

خلقاً تجاوز في الثناء نشيدي!

كما مُنح وسام الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه - من الدرجة الأولى عام 1422هـ أثناء تكريمه في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز - تغمده الله بواسع مغفرته ورحمته - وكانت مآثره لا تعد ولا تحصى، منها بناء المساجد، ودعم جمعيات القرآن الكريم عامة في أنحاء الوطن، ورعايته حلقات القرآن الكريم بمسجد والدهم العم عبدالله الواقع على ميدان عليشة بالرياض تحت إشراف شقيقه الشيخ سعد، مع تخصيص مكافآت سخية لكل طالب، وتكريم كل متفوق منهم، كما أنه يسخو بدعم الجمعيات الخيرية التي تعنى برعاية الأيتام والأرامل والمساكين وذوي الاحتياجات الخاصة.

فمَنْ لليتامى والمساكين بعده

وأرملة باتت شديداً أنينها!!

فهذه الأعمال المشرفة كلها من صفات إخوته وأخواته وجميع أفراد أسرته - وفقهم الله لكل مساعي الخير والإحسان - فمن أعمالهم الجليلة على سبيل المثال المركز الخيري لأمراض الكلى بمستشفى الأمير عبدالرحمن السديري بمنطقة الجوف - سكاكا، المكون من ثلاثين جهازاً لغسيل الكلى، والمؤسس بكامل التجهيزات والمعدات على نفقتهم الخاصة، وافتتاحه كان يوم الاثنين 13-8-1425هـ.

ولو استمررنا في سرد مآثر أبي عبدالله لطال بنا الوقت؛ ففقده خسارة كبيرة على هذا الوطن؛ فهو قامة عالية، وشخصية بارزة، وقدوة لرجال الأعمال، يتمتع بحنكة وطول باع في عالم المال والأعمال. ومن سجاياه تواصله مع أقربائه وأبناء مجتمعه، وتلمس حاجات الضعفة والمساكين، ولا يبخل بجاهه ومساعدة من يقصده. ومن حسن حظه أن صلى عليه بعد صلاة يوم الجمعة 7-7 -1434هـ آلاف المصلين رجالاً ونساء، وتبع جثمانه الطاهر إلى مقبرة أم الحمام خلق كثير، لم يعهد مثل ذلك كثرة تأثراً على رحيله العاجل - رحمه الله - كما توالى على قصره أعداد هائلة من المعزين من أمراء وعلماء ورجال أعمال ومحبين له داعين له بالمغفرة، وأن ينزل الله السكينة والصبر على جميع أفراد أسرته ومحبيه. كما لا أنسى لحظات وداعه لي الوداع الأخير حينما هممت بالانصراف إلى حريملاء ليلة الأربعاء 5-7 وهو ممسك بيميني قائلاً «لا تبطي عنا يا بو محمد» وهو يتابع نظراته نحوي حتى خرجتُ من منزله، ولم يدر بخلده ولا بخلدي أنها لحظات وداع أبدي.

يوم الوداع وهل أبقيت في خلدي

إلا الأسى في حنايا القلب يستعر!!

وعزاؤنا في ذلك أنه ترك سيرة عطرة وذكراً حسناً، وخلف ذرية صالحة بنين وبنات، تربوا على نهج والدهم محبين للخير. رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه عالي الجنان، وألهم ذويه وأبناءه وإخوته وشقيقتيه وعقيلته (أم عبدالله) وجميع أفراد الأسرة ومحبيه الصبر والسلوان.

فتى عاش يبني المجد (سبعين) حِجَة

وكان إلى الخيرات والمجد يرتقي

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة