Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 20/05/2013 Issue 14844 14844 الأثنين 10 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

اتسمت العلاقات التركية - السعودية بعمقها التاريخي ووضعها المتطور نحو التميز باستمرار. وشكلت زيارة الأمير فيصل بن عبدالعزيز عام 1932م حجر الأساس لهذه العلاقات الحديثة؛ ونتيجة لها تم الاعتراف المتبادل مع بدء العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة وجدة آنذاك. وقد يكون قدر تطور هذه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين مرتبطاً بشخصية الفيصل الأمير والملك؛ إذ وصفت رحلة التضامن الإسلامي عام 1966م بإحداثها تحولاً كبيراً في بوصلة السياسة الخارجية التركية نحو العالم العربي والإسلامي؛ فقد أعلن رئيس الجمهورية الأسبق الجنرال جودت صوناي في الحفل التكريمي لضيف تركيا الكبير (الفيصل - أسكنه الله فسيح جناته) اعتراف تركيا بمنظمة التحرير، وأن تركيا بشعبها المسلم جزءٌ من العالم الإسلامي. وإثر هذه الزيارة المباركة، ونتيجة لها، تم افتتاح مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في أنقرة، الذي تحول مؤخراً لسفارة، ولأول مرة في تاريخ تركيا يصدر مجلس الوزراء التركي برئاسة سليمان ديميريل مرسوماً بطبع (طابع تذكاري)، توضع عليه صورة الفيصل الرسمية. ومن الجدير بالذكر أن القانون التركي يقتصر في نصوصه على وضع صورة المؤسس أتاتورك دون سواه على أوراق العملة والطوابع! وتوالت العلاقات المتطورة في مسيرة تنميتها وقوتها مدعمة بالعديد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين الصديقين (تركيا والمملكة العربية السعودية).

ثم أتت الزيارة التاريخية الناجحة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لأنقرة عام 2008م، والتي وصفها الإعلام التركي مرحباً بها بأنها الحلقة الذهبية في سلسلة العلاقات الاستراتيجية المشتركة بين البلدين الشقيقين. وتسجِّل هذه الزيارة المباركة والمهمة بنتائجها السياسية والاقتصادية حراكاً كبيراً لمستوى الشراكة الاستراتيجية المتزايدة بين البلدين إقليمياً ودولياً، وكان الترحيب الرسمي والشعبي بخادم الحرمين الشريفين معبراً لحبهم لشخصيته الإسلامية والدولية المميزة، وبدت الفرحة ظاهرة على وجوه أبناء أنقرة، وقد اصطبغوا على طول الطريق الموصل في مطار أنقرة (أسين بوغا) حتى القصر الجمهوري بطول خمسين كيلومتراً مصفقين وملقين الزهور على موكب الضيف الكبير ملك المملكة العربية السعودية ومرافقيه من الوفد الرسمي والإعلامي ورجال الأعمال.

وتنتظر أنقرة اليوم بمؤسساتها الرسمية والشعبية زيارة ولي عهد المملكة العربية السعودية، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الشخصية العربية الإسلامية التي يكنُّ لها شعب تركيا بأجمعه وباختلاف مستوياته الفكرية والمهنية كل الحب والتقدير لعلمه بجوانب هذه الشخصية المميزة لضيف تركيا الكبير عربياً وإسلامياً ودولياً، ومواقفه الثابتة المخلصة حيال كل قضايا العالمَيْن العربي والإسلامي، وحرصه الكبير على متانة وقوة العلاقات الثنائية بين تركيا والمملكة العربية السعودية.

وقد استبق الإعلام التركي بوصف جدول المباحثات التي ستتم بين الأمير سلمان والقيادة التركية بالمهمة والمفصلية إقليمياً ودولياً، وعلى رأسها تطورات الثورة السورية ومستقبلها ما بعد الأسد، ومناقشة نتائج قمة واشنطن بين أردوغان وأوباما، والحلول الإيجابية لنصرة الشعب السوري الثائر على ظلم النظام الديكتاتوري المتسلط على شعبه والمتمادي في سفك دمه لإخماد ثورته وإسكات صوته، واقتراح تركي بوضع حظر جوي على مناطق مقترحة من الفضاء السوري، وإمكانية مساعدة جيش سوريا الحر بالمعونات والأسلحة للدفاع عن نفسه من هجمات طائرات ودبابات الدكتاتور الأسد.

ويؤمل مناقشة مسيرة السلام الفلسطينية، ومحاولة دفعها نحو الاجتماعات الجدية المثمرة لتحقيق السلام العادل لشعبنا الفلسطيني الشقيق.

وستغطي المناقشات الأجواء الإقليمية المتلبدة بالأحداث المتسارعة واشتداد حالة الأطماع والتهديدات التي تستهدف أمن وثروات دول خليجنا العربية، وتفعيل الاتفاقات الاستراتيجية التركية الخليجية المعقودة مؤخراً بين الجانبين، علاوة على القضايا الثنائية والتنسيق المشترك أمام الأحداث الإقليمية والدولية.

ومن المؤكد أن هذه الزيارة المهمة في توقيتها ومستوى شخصية الضيف الكبير الإقليمية والدولية، وما عُرف عن خبرة وحكمة الأمير سلمان وحسه العالي لاستباق الأحداث السياسية وتطور مراحلها، وقابليته القيادية لوضع الحلول المستقبلية الناجحة لعلاجها، يملؤنا التفاؤل بنتائجها المميزة من أجل خير وقوة الشعبين الشقيقين التركي والسعودي، والأمتين العربية والإسلامية.

ومما يعزز هذا التفاؤل روح المحبة والأخوَّة التي تربط القيادة السعودية المخلصة بشقيقَيْهم الزعيمَيْن التركيَّيْن (كول وأردوغان)، وعلاقة الود والثقة بين الشعبين الشقيقين التركي والسعودي.

ويحق لنا دوماً أن نفاخر بالمكاسب الوطنية التي تحققها قيادتنا الوطنية المخلصة لشعبنا الوفي في المجالين الإقليمي والدولي.

عضو الهيئة التأسيسية للحوار العربي - التركي

الرياض وأنقرة.. استراتيجية شراكة متطورة
عبد الاله بن سعود السعدون

عبد الاله بن سعود السعدون

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة