Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 21/05/2013 Issue 14845 14845 الثلاثاء 11 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

يدخل الطّلاب والطَّالبات بداية الأسبوع القادم بإذن الله امتحاناتهم النهائية، وتختلف لحظة مغادرتهم أسوار المدرسة عمَّا كان عليه الحال من قبل، كما أنهَّم يختلفون عن بعضهم بعْضًا في وقت الخروج، بل إن نفس الطالب ربَّما يخرج اليوم السَّاعة الثامنة والنصف وفي الغد يكون الامتحان لمادتين فيتأخر إلى العاشرة والنصف أو يزيد، وفي الفترة التي تعقب خروج الطالب من مدرسته المتوسطة أو الثانوية وحتى أذان الظهر وربما بعد ذلك بقليل تكثر السِّلوكيّات الشبابية التي قد تقود إلى ما لا تحمد عقباه من تفحيط، ودوران على المدارس، وإزعاج للمارة، ووقوف على الأبواب، وتنقل بين الأحياء، وارتياد للمطاعم وما يُتّبع هذا وذاك من تصرَّفات مشينة وعلاقات مشبوهة وسفه صبياني قد يقود للجريمة وإلحاق الضرر بالغير لا سمح الله، ولذلك وجب التنبيه هنا إلى خطورة الأمر حتَّى يتذكّر رجال التَّربية والتَّعليم أهمية الدور المناط بهم في هذه الأيام، فتكثِفُ المدارس الإشراف والمراقبة داخل أسوارها وعند الأبواب الخارجيَّة وفي الساحات المحيطة بها، ليس هذا فحسب بل على وَلِّي الأمر أن يأخذ نسخة من جدول ولده ويعرف وبدقة تامة متى سيخرج هذا الابن أو تلك البنت طوال أيَّام الامتحان، كما أن عليه أن يعرف مع من سيعود فلذة كبده إلى المنزل إذا تعذر عليه أن يأتي ليأخذه هو بنفسه.

ومن نافلة القول هنا التأكيد على أهمية التواجد وبفاعلية لرجال الأمن والهيئة وقبل هذا وذاك على الإعلام التوعية المجتمعية وبِشَكلٍّ علميِّ مدروس.

قد يقول قائل: إنني هنا أبالغ في تصوير خطورة هذه الفترة وأخوف أولياء الأمور فيما لا يستحقُّ كل هذا الإرجاف، وللحقِّ ما دفعني إلى كتابة هذه السطور أنني كنت قبل سنوات ليست بالبعيدة اضطلع بمتابعة فترة امتحانات طلاب وطالبات مدارس التَّعليم العام ولفت نظري ما أشرت إليه أعلاه فكان لا بُدَّ من التذكير هنا حتَّى تتكاتف الجهود ونحمى أولادنا من رفقاء السوء وأصدقاء اللَّحْظَة ونزوة المراهقة، وحصول ولو حالة واحدة فقط توجب على الجميع أخذ الحيطة والحذر.

وقد يقول آخر: إنني واثق كل الثِّقة من تصرَّفات ولدي، ومعه الحق فيما قال، وأنا هنا لست في مقام التشكيك بسلوكيات أحد بعينه ولكن يجب التذكير بما يقوله أهل الاختصاص من أن الشاب في سنِّ المراهقة حين يكون في معية الأصدقاء وينتظم في صفٍّ الجماهير يفقد شخصيته وتذوب ذاته بالكلية، وكما يقول “غوستاف لو بون” في كتابه “سيكولوجية الجماهير”: (... الميزة الأساسيَّة للجمهور هي انصهار أفراده في روح واحدة وعاطفة مشتركة تقضي على التمايزات الشخصيَّة وتخفض من مستوى الملكات العقلية...) ويشبه “لو بون” الحال هذه بالمركب الكيماوي الناتج عن صهر عدَّة عناصر مختلفة فهي تذوب وتفقد خصائصها الأولى نتيجة التفاعل ومن أجل تركيب المركب الجديد.. مؤكِّدًا أن (الجمهور النفسي هو عبارة عن كائن مؤقت مؤلف من عناصر متنافرة ولكنهم متراصو الصفوف للحظة من الزمن. إنهم يشبهون بالضبط خلايا الجسد الحي التي تشكّل عن طريق تجمعها وتوحدها كائنًا جديدًا يتحلَّى بخصائص جديدة مختلفة جدًا عن الخصائص التي تمتلكها كل خلية). ليس هذا فحسب ما يتصف به الشاب حين يصبح في زمرة الجماهير، بل إن للجماهير عند “لو بون” خصائص مثل: (سرعة الانفعال، والنزق، والعجز عن المحاكمة العقلية، وانعدام الرَّأي الشخصي والرُّوح النقديَّة، والمبالغة في العواطف والمشاعر).

إن المراهق حين يكون في مجموعة الأصدقاء ينسى من هو، وتغيَّب عنه كثير من التوجيهات التي يحفظه عن أبيه ومعلمه، ويخدعه التصفيق ويسري في جسده النحيل التشجيع وتتلاعب به عبارات الإعجاب ويزهو بالتحفيز وقد يمارس ما يفرغ عن الشحن النفسية التي يعيشها اللَّحْظَة جرَّاء ضغط الامتحانات، وربما يفقد في لحظة ما توازنه العقلي لسبب أو لآخر ولذا وجب التَّنْويه لهذا الأمر في حينه، فقط ومن باب الشُّعور بالواجب أحببت هنا التذكير لا الاتهام لا سمح الله، مع الدُّعاء الصَّادق للجميع بدوام التوفيق والنجاح والسَّلامة من كل مكروه والوقاية من كل شر، دمتم ومن تحبون بخير وإلى لقاء والسَّلام.

الحبر الأخضر
أبناؤنا «أمانة» في أعناقكم رجال التربية والتعليم
د.عثمان بن صالح العامر

د.عثمان بن صالح  العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة