Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 21/05/2013 Issue 14845 14845 الثلاثاء 11 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الريـاضيـة

أصبحت إستراتيجية الخصخصة وتوسيع قاعدة الملكية إحدى الوسائل في رفع كفاءة أداء المنشآت العامة وتطويرها ومنها الأندية الرياضية، وعليه فإن اتجاه المملكة إلى خصخصة الأندية الرياضية السعودية هو اتجاه صحيح بشرط توفير سبل نجاح الخصخصة التي سوف نتطرق إليها في هذا المقال.

وبداية يجب أن نقدم لمحة موجزة عن الخصخصة وتعريفها وأساليبها ومراحلها.

تعريف الخصخصة: هي توسيع الملكية الخاصة ومنح القطاع الخاص دوراً متزايداً في الاقتصاد الوطني وهناك تعريف آخر أنها أداة تستطيع الحكومة بها توفير المال وتقديم خدمات أفضل.

طرق وأساليب الخصخصة: يعتقد بعضهم أن أسلوب البيع المباشر للمنشآت العامة للقطاع الخاص هو الأسلوب الوحيد للخصخصة ولكن بالعكس هناك مجموعة أساليب للخصخصة وكل طريقة لها مزاياها وعيوبها ويعتبر اختيار الطريقة المناسبة من أهم عناصر نجاح عملية الخصخصة ويمكن ذكر أهم الأساليب:

1- عقود الإدارة.

2- عقود التأجير.

3- منح الامتياز.

4- البيع للقطاع الخاص (البيع المباشر - البيع عن طريق المزاد - البيع عن طريق العطاء).

5- بيع الأسهم في الأسواق المالية عن طريق الطرح للاكتتاب العام.

6- البيع للعاملين.

7- مقايضة الديون.

8- إعادة الهيكلة.

دوافع وأسباب خصخصة الأندية الرياضية السعودية: هناك مجموعة من الدوافع لخصخصة الأندية ويمكن ذكر أهمها كالتالي:

1- رفع مستوى كرة القدم السعودية والرياضة بشكل عام.

2- عدم تحقيق الأندية للأهداف المنشأة لأجلها وتدني مستوى الطاقة المستغلة من الأندية.

3- نتيجة اعتماد الأندية المستمر على الدولة فقد ظهرت نموذجاً متواضعاً للأداء الاقتصادي والاجتماعي والرياضي وبالتالي أثر على المنتجات الوطنية.

4- عدم وجود الكوادر الإدارية المؤهلة.

5- ضعف الموارد المالية للأندية مما تسبب في مديونيات كبيرة لها.

6- تفرغ الحكومة للأنشطة الأكثر أهمية للمواطنين كالتعليم والصحة.

7- تدني مستوى العائد على الاستثمار في مشروعات الأندية.

8- الرياضة أصبحت صناعة وتستطيع الأندية الاعتماد على نفسها في إدارة وتحصيل مواردها المالية.

متطلبات نجاح خصخصة الأندية الرياضية في السعودية: يتطلب نجاح عملية الخصخصة توفر عدة أسس يجب مراعاتها وخصوصاً للدول التي تتطلع إلى تبني هذه السياسة أولا تزال في مرحلة التطبيق وهذه المتطلبات هي:

1- متطلبات سياسية:

- وجود بيئة سياسية تشجع الكفاءة الاقتصادية وتثق في قدرة القطاع الخاص.

- ضمان التأييد الكامل وغير المتقلب على كافة المستويات في الدولة وألا تتعرض مشروعات الخصخصة لعراقيل.

2- متطلبات قانونية:

- إقامة نظام قانوني واقتصادي يعمل بطريقة جيدة وتأكيد حقوق الملكية واحترام الالتزامات التعاقدية.

- يجب أن تستند عملية الخصخصة إلى أساس شرعي معين.

- ضرورة سن القوانين الجديدة التي تتماشى مع العصر وتخدم حقوق المستثمرين وإعادة النظر في القوانين القديمة، وإيضاح المرجعيات النظامية للشركات الجديدة.

3- متطلبات إدارية:

- إيضاح استراتيجية الخصخصة والمدة الزمنية التي ستستمر فيها عملية التحول للقطاع الخاص.

- تأهيل الكوادر الإدارية التي ستقود شركات الأندية بعد الخصخصة.

4- متطلبات اقتصادية:

- تطوير سوق المال ليكون جاهزاً لاستقبال أسهم شركات الأندية المخصصة في حال طرحها للاكتتاب العام.

- تحسين مستوى ربحية الأندية وذلك عن طريق تحرير هذه المنشآت من القيود والسماح لها بعمل استثمارات.

5- متطلبات اجتماعية:

- وضع الحلول المناسبة للعمالة المستغنى عنهم بعد الخصخصة وإنشاء صناديق اجتماعية لهم.

- عمل برامج تدريبية للعاملين في الأندية الرياضية لتأهيلهم للعمل بالأندية بعد الخصخصة.

مراحل خصخصة الأندية الرياضية السعودية: يعتمد نجاح خصخصة الأندية على ما سيتم عمله خلال هذه المراحل ولكل مرحلة متطلباتها.

المرحلة الأولى: (مرحلة ما قبل الخصخصة): وهي المرحلة التي نعيشها حالياً وتتطلب عمل مجموعة من الإجراءات لنجاح عملية الخصخصة ويمكن ذكرها كالتالي:

1- إيضاح إستراتيجية الخصخصة بشكل عام وخصخصة الأندية بشكل خاص وإيضاح الجهة المسؤولة عن الخصخصة والجدول الزمني الذي ستستمر فيه خصخصة جميع الأندية، وأعداد الأندية التي ستنخفض سنوياً. ويفضل أن تكون المدة 3 سنوات ويزيد أعداد الأندية المخصخصة سنوياً.

2- تكوين فريق عمل من مختلف التخصصات (رياضية - اقتصادية - سياسية - اجتماعية - إعلامية - قانونية) يقوم بقيادة عملية الخصخصة بشكل كامل.

3- تعيين مكتب استشاري وعمل خطة العمل معه.

4- تحديد أسلوب الخصخصة المتبع ويفضل أن يكون البيع لمجموعة مستثمرين أو شركات وبنسبة لا تتعدى 70% من قيمة الأندية مع الاحتفاظ بنسبة 30% للحكومة كحد أدنى.

5- إيضاح هل سيسمح بمستثمرين أجانب أم سيقتصر على المستثمرين من الداخل.

6- التسويق الجيد للخصخصة وإيضاح الإيجابيات من خلال عقد المؤتمرات والندوات بمشاركة رجال الأعمال والأكاديميين والمهتمين وذلك من أجل جذب رؤوس الأموال.

7- بيان وضع الألعاب المختلفة بالأندية بعد الخصخصة وكيفية المحافظة عليها وتطويرها.

8- اختيار التوقيت المناسب للخصخصة وألا يتم البيع إلا في الظروف المناسبة.

9- تعديل بعض الأنظمة والقوانين المعمول بها في رعاية الشباب لتتماشى مع المرحلة الجديدة للأندية.

10- بيان الحقوق والإيرادات المالية التي ستحصل عليها شركات الأندية بعد الخصخصة مثل حقوق النقل التلفزيوني ورعاية الدوري وغيرها من الحقوق التي لا تملكها الأندية كاملة.

المرحلة الثانية: (مرحلة التخصيص): وتتطلب هذه المرحلة عمل الآتي:

1- إجراء مسح شامل لجميع الأندية لتحديد الآتي:

- حصر الأصول كل ناد ومعرفة مقدار ما يملكه النادي من منشآت وأراض ووسائل نقل وقنوات تلفزيونية وغيرها.

- تحديد نقاط القوة والضعف لكل ناد، وإيقاف الأنشطة الخاسرة التي لا جدوى فيها وعرضها للبيع كأصول.

- حصر المديونيات التي على الأندية وتسويتها قبل عملية البيع.

- ترشيد العمالة واستبعاد العمالة الزائدة عن الحاجة.

- إجراء التقييم العادل والمرضي للأندية الرياضية ويفضل أن يكون من مكتب استشاري وتراعي فيه جميع قواعد التقييم المتبعة دولياً.

- يفضل عدم بيع الأصول كالملاعب والمباني وإنما تؤجر على الشركات (ولمدة من 10 إلى 20 سنة) من أجل تخفيف العبء المالي على الشركات.

المرحلة الثالثة: (ما بعد الخصخصة): وهي أهم مرحلة للمساهمة في نجاح عملية الخصخصة، ويتطلب من الحكومة عمل الآتي:

1- حماية القطاع الخاص: يحتاج القطاع الخاص في هذه المرحلة إلى حماية مؤقتة حتى لا يفشل برنامج الخصخصة وذلك من خلال حل جميع الإشكالات والمعوقات التي تعترض المستثمرين وتعديل وتطوير القوانين باستمرار.

2- مراقبة القطاع الخاص: إن الهدف الأساسي من وراء كل أنشطة القطاع الخاص ومن ضمنها الأنشطة الرياضية هو تحقيق أعلى معدل ربح ممكن، ومن هذا الهدف يتجلى واضحاً دور الحكومة في مراقبة القطاع الخاص بواسطة التشريعات المناهضة للاحتكار والاستغلال والغش والتلاعب بالمباريات والتدخل لمراقبة الخدمة المقدمة للجمهور الرياضي والحد من الممارسات الخاطئة.

هل ستنجح خصخصة الأندية الرياضية في السعودية:

لا شك أن في الخروج من نظام الملكية العامة إلى نظام الملكية الخاصة بعد سيطرة القطاع العام على النشاط الرياضي فترة طويلة سوف يبرز مجموعة من المشاكل والصعوبات، ولكن من خلال معطيات الاقتصاد السعودي وتجارب المملكة في خصخصة بعض المنشآت العامة كالاتصالات والموانئ وبعض وحدات الخطوط السعودية تعطي مؤشرا جيدا لنجاح الخصخصة لدينا وخصوصاً أن القطاع الرياضي من القطاعات التي يمكن أن تحقق أرباحاً، ومن العوامل التي ستساعد على نجاح الخصخصة من وجهة نظري التالي:

1- اختيار الطريقة المناسبة والتوقيت والتسويق الجيد للخصخصة.

2- دمج الأندية والمقصود هنا دمج بعض أندية المدينة أو المنطقة الواحدة كالقصيم أو أبها أو نجران، وذلك من أجل خلق كيانات تجارية جيدة تستطيع المنافسة مع الفرق الكبيرة ويكون تنافسها على مستوى المملكة وليس على مستوى المدينة.

3- تأهيل الشباب إدارياً للعمل بشركات الأندية وذلك بعمل دبلومات إدارية في المجال الرياضي كالمدير الرياضي أومدير الاحتراف أو التسويق وغيره.

4- السماح لشركات الأندية بفتح استثمارات جديدة في مختلف مناطق المملكة وتسهيل الإجراءات.

وختاماً أرجو أن أكون قد وفقت في تقديم ما يفيد القارئ الكريم، والله ولي التوفيق.

fl245f@yahoo.com
باحث في خصخصة الأندية الرياضية

خصخصة الأندية الرياضية: نجاح أم فشل..!
د. فهد الزامل

د. فهد   الزامل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة