Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 22/05/2013 Issue 14846 14846 الاربعاء 12 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

يبدأ الكاتب صغيراً ثم يكبر شيئاً فشيئاً، هناك كائن تسكنه موهبة فنية تبدو ملامحها أكثر في صياغة الكلمات واقتناص الأفكار الجديدة والوقائع التفصيلية العابرة لصناعة نصوص جميلة، إذاً هناك موهبة ما قد يكتشفها هذا الإنسان باكراً أو متأخراً، أو في الوقت المناسب تماماً، ليكن هذا أو ذاك سيان، لكنها تُصقل بالقراءة والكتابة والاستفادة من التجارب الناجحة المحيطة.

من بين الصفات الهامة التي ينبغي أن يلتزم بها هذا الكاتب ويحافظ عليها هي الاعتراف بأخطائه وتصحيحها أولاً بأول وهذا يتطلب صفة التواضع التي يصاحبها دائماً رغبة دائمة في التعلم.

منذ سنوات ربما لا تقل عن الخمسة عشر عاماً تعرفت على إحدى السيدات في موقع ما حيث كانت تمارس العمل الصحفي، تحدثنا كثيراً حول الصحافة والأدب، ثم سألتني مع شيء من الإلحاح في أن أبدي رأيي في مخطوطة روايتها، يومها لم أكن متمكنة تماماً فإبداء الرأي في رواية ما حول جودتها وقيمتها بغرض تقديمها للنشر ليس بالأمر السهل، لكن أمام إلحاحها وافقت وقد نويت بيني وبين نفسي أن أقرأها بعمق وأن أبدي لها رأيي بمنتهى الصدق دونما مجاملة، إلى هنا والحكاية مألوفة، مقبولة من وجهة نظري.

لكنني فوجئت بها ذات ليلة تطرق الباب بدون موعد مسبق لتطلب مقابلتي وقد كنت لحظتها في حالة انشغال ببعض الأمور الخاصة ولم أكن في حالة استعداد إطلاقاً لاستقبال أي كان، خاصة وأن الساعة كانت تشير إلى التاسعة مساء.. بعد الاستقبال والترحيب أبلغتني بأنها هنا لتأخذ رأيي في الرواية التي لاتقل عن مائة صفحة، لا أتذكر عدد الصفحات تحديداً، لكنها كانت تحمل (رزمة) ثقيلة هائلة من الأوراق بين يديها، قالت إنها تريدني أن أقرأ الرواية الآن وهي بجانبي وأن أبدي رأيي فيها!

أجبتها: بأن ذلك أمر مستحيل في هذه اللحظة، فالظرف الآن غير مناسب إطلاقاً لقراءة رواية، لا بد من جلسة هادئة وتركيز كامل، لا أن تكوني واقفة بجانبي لاستعجالي (خاصة وأنني لم أكن تلك المحترفة المتمرسة في نقد الروايات، كان لدي شعور ولا يزال حتى الآن بأن هناك من هو أقدر مني، فلست الوحيدة القادرة على نقد الروايات رغم حبي واستغراقي في هذا الفن).. الخلاصة، اعتذرت لها.

لملمت السيدة أوراقها واستأذنت وغادرت وسط دهشتي واستغرابي، عندها تذكرت شيئاً من حديثها معي حول الصحافة والأدب فقد قالت إن رئيس تحرير إحدى الصحف التي عملت فيها قام بسرقة أحد مقالاتها ونسبه إلى نفسه..!

فهل خشيت أن يتكرر الشيء ذاته معي؟ مجرد سؤال يحتمل إجابات متعددة..

الجدير بالذكر أنني لم أرها إطلاقاً بعد ذلك اللقاء.

فجرٌ آخر
زائرة التاسعة مساء!
فوزية الجار الله

فوزية الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة