Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 22/05/2013 Issue 14846 14846 الاربعاء 12 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الاقتصادية

كن أنت كما أنت

من المفارقات العجيبة لدى البشر أن الإنسان مع حبه لنفسه وتقديسه لها إلا أنه غالبا ما يتطاول ويقفز عليها ويحاول تقمص شخصية أخرى. وينسى ما أودعه الله في شخصيته الذاتية من خصائص تميزه عن الآخرين وتمنحه ميز نسبية عليهم. الأمر الذي يفضي به إلى فقدان خصائصه الذاتية ومكامن القوة لديه

مع عدم قدرته على استيعاب شخصية الآخر وعجزه عن محاكاتها. وبالتالي يصبح عبئا اجتماعيا لا يضيف قيمة لنفسه ولا يحقق إنجازا لمجتمعه. ويفقد المجتمع التنوع الفكري وتنوع المهارات. وربما أن الأمر يعود في ذلك إما لعدم ثقته في نفسه أو إعجابه بما لدى الآخر من صفات وخصائص.

المتتبع لسير الناجحين يلاحظ أنهم كانوا كما هم وعملوا بما أودعه الله فيهم وكانت شخصياتهم وأفعالهم تعكس ذواتهم. لقد كان ذلك أحد أهم الأسباب الرئيسة على تميزهم على أقرانهم. يقول الرئيس ثيودور روزفلت « افعل ما لديك بما تستطيع، حيث أنت».

وفي المقابل غاب عن دائرة المبدعين والناجحين أناس خرجوا عن شخصياتهم وحاولوا تقمص شخصيات أخرى فأصبحوا أشبه بمن يلبس ثوبا صنع لغيره. يقول الشيخ صالح الحصين رحمه الله «لا تتظاهر بأنك أغنى أو أذكى أو أعلم أو أتقى أو أفضل مما أنت في الحقيقه». في مقالة جميلة لجون ماكسويل عن الأخطاء الجسيمة التي يقع فيها الإنسان في حياته، يقول ماكسويل: سيكون خطأ فادحا أن تحاول أن تكون أي شخص آخر خلاف نفسك».

وطالما أن النجاح كما يراه أتي جي ويلز «النسبة بين ما يمكن أن نكون وبين ما نحن عليه الآن» فإنه لو لم يكن من الالتزام بالذات وعدم خروج الإنسان عن شخصيته الذاتية من فائدة إلا معرفته للمسافة التي تفصل بينه وبين تحقيق أهدافه لكان ذلك رادعا له عن تركها إلى غيرها. أهم شيء في الموضوع هو أن تتعرف على نفسك وتعرف قدراتك الذاتية الكامنة ومواطن القوة لديك وتغذيها بما ينميها. تأكد أنها كفيلة بإيصالك إلى ما تبتغيه.

وفي الختام لا أدعي أنني كنت بمنأى عن هذه الأخطاء ولكنني أقول لنفسي الأمارة بالسوء وأذكرها والقارئ الكريم بأن لا تدع الآخرين يحددون أجندتك في الحياة أو خارطة طريقك. كن أنت كما أنت.

والله الموفق

@falsultan11

مفاتيح النجاح -2-
د. فهد صالح عبدالله السلطان

د. فهد صالح عبدالله السلطان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة