Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 22/05/2013 Issue 14846 14846 الاربعاء 12 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

سادت العالم الأكاديمي منهجية إيجابيَّة هي الجودة، ووظفت الجامعات العالميَّة كل إمكاناتها لتحقيق الجودة في مخرجاتها ونشرها كثقافة دوليَّة جديدة من أجل تحسين فرص العمل واستثمار عروض سوق العمل.

الجودة (الإتقان) أسلوب حياة حثّ عليه ديننا الإسلامي، وأكَّده في أكثر من استشهاد، والعالم الصناعي سبقنا في هذا العصر بمسافة حضارية لتحقيق الجودة في معظم إنتاجه، وحققت المصانع الأرباح الكبيرة بسبب التزامها بمعايير الجودة، وبالمقابل تتكتشف في الدول النامية والعالم الثالث حقائق أخرى، حيث (استغلال) معايير الجودة وتحويل المعايير إلى أداة سلبية بيد الحكومات والمجتمعات الأكاديمية من أجل إقصاء وإبعاد وتصفية ثلاث فئات:

- المؤسسات الأكاديمية.

- أساتذة الجامعات.

- الطلاب.

قد تستغل الجودة ومعها الاعتماد الأكاديمي من جهات أو أشخاص لتصفية مؤسسات تعليميَّة أكاديمية، وكذلك للحدِّ من افتتاح الجامعات بحجة المحافظة على الجودة بالرغم من أن هناك جامعات تفتتح لا تخضع لشروط الجودة والاعتماد الأكاديمي، أيّ أن الجودة والاعتماد الأكاديمي عصا بيد الحكومات في العالم الثالث من أجل أجندتها وليس وفقًا لمعايير الجودة، والشواهد أنّها تستفيد ماليًّا عبّر تخفيف القيود لجذب طلاب من الخليج وقد يتم ذلك في جامعات أوروبية.

تحت غطاء الجودة ومعاييرها (المطاطية) وفي غفلة من هيئة الاعتماد الأكاديمي يتم (تصفية) أساتذة الجامعات أو التضييق عليهم لدفعهم للتقاعد أو الانتقال إلى جامعات معاييرها مختلفة.

تحت قبة الجودة يتم ظلم أجيال من الطُّلاب وتصفيتهم عبر معايير الجودة حتَّى قبل دخولهم في الجامعات من خلال السنة التحضيرية ورفع نسب القبول، والتحكُّم الظالم في معدلات الدخول للتخصصات الإستراتيجيَّة مثل الطبِّ البشريِّ والأسنان والهندسة والحاسب والقانون. فمن خلال معايير الجودة المتغيّرة وغير الثابتة وفقًا لإعداد الطُّلاب المتقدمين والانتقائيَّة وأهواء مدير الجامعة وعميد القبول وتوصيات الأصدقاء يتم التلاعب بمعايير الجودة لتفصل للفئة النافذة والأقوى سطوة إداريَّة ووجاهة، وبذلك يجبر جيل من الطُّلاب على تخصصات أقل من إمكاناتهم العلميَّة والذهنية، وهذا يتم تحت غطاء الجودة التي أرادها العالم المتحضر معيارًا وقياسًا للتصنيف الإيجابيّ يتم تحويلها إلى أداة لتصفية المُتميزِّين من أجل دخول الوجهاء والنافذين. وأيْضًا نجد قيود جودة متشدّدة على الطلاب، في حين إن الجامعة نفسها مخفقة بيئيًا وإداريًّا وأكاديميًّا، فالجودة لا تستيقظ إلا بحضرة الطُّلاب وتغيَّب عندما يكون الحديث عن البيئة الأكاديمية، لا بُدَّ أن نتنبه إلى عصا الجودة الذي مكّن وأعطى للجامعات حق ظلم أجيال بسبب أمزجة وأهواء شخصيَّة من قيادات إداريَّة لا ترى إلا مصلحتها، ولا يعنيها مستقبل الأجيال.

مدائن
الجودة سلاح الجامعات
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة