Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 23/05/2013 Issue 14847 14847 الخميس 13 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

في جولة وزارية (بدون بشت) قاد وزير التجارة الدكتور توفيق الربيعة أول شاحنة تم تجميعها بأيدٍ سعودية عقب خروجها مباشرة من خط ‏التجميع في مقر الشركة الوطنية لصناعة السيارات ‏المحدودة. الجميل في الخبر الذي تناقلته الصحف هو الكشف عن تدريب عشر مهندسات سعوديات على إنتاج وتجميع الشاحنات، مع وجود عدد آخر من الفنيات يعملن حالياً في مجال التجميع الخفيف، كما أن لدى مصنع الشركة برنامجاً لدمج السعوديات في عمليات الإنتاج حسب نظام وقوانين الدولة.

وما استلفت نظري في الخبر المنشور هو ما أكّد عليه مدير الشركة خالد الجفالي من أن الإدارة ستفتتح قسماً نسائياً للمبيعات لاستقبال السيدات الراغبات بالشراء! هذا الخبر يحمل بشائر خير أولها تجميع السيارات بأيدي فنيين سعوديين، ونترقب أن تتم صناعة السيارة كاملة في بلادنا بمواصفات سعودية وملامح عربية، ثانيها مشاركة الفتيات بهذه الصناعة التقنية رغم عدم وجود كليات متخصصة في الهندسة الميكانيكية والكهربائية بما يشير إلى حصول المهندسات العشر على شهاداتهن العلمية والتقنية من خارج المملكة، وهو ما يؤكّد أن هناك خللاً أكاديمياً يتطلب من الجامعات معالجته في السعي الحثيث لفتح كليات في مجالات الهندسة بكافة فروعها! ما يثير السخرية والعجب هو أنه في الوقت الذي تشارك به الفتيات بتجميع قطع السيارات ويحتفى بهن ويشجعن على الانخراط في هذه المهنة الشاقة ويمكنهن امتلاك السيارات وتحمّل تبعاتها إلا أنه على جانب آخر يحرمن من قيادتها نظاماً، وتؤيّد جبهة بالمجتمع ذلك! فكيف نثق بهن في التصنيع والميكانيكا والتملّك ولا نستأمنهن في قيادتها أسوة بأقل عامل مستقدم؟! إن الازدواجية في التعامل مع المرأة في هذا الأمر تثير الاستغراب وتصيب حقاً بالإحباط! فطالما نادى المخلصون المستشعرون لحاجة المرأة الماسة لقيادة السيارة بالإذن لها وهي بكامل حشمتها وتمام حيائها بدلاً من الاستعانة بعامل أجنبي يستنزفها اقتصادياً ويبتزها مادياً بتهديده لها بالسفر أو الهرب، أو العمد لتخريب السيارة والعبث بها واستخدمها لأغراضه الشخصية دون قدرة منها على مراقبته أو متابعته، فضلاً عن إلزامها بتكاليف استقدامه التي يُعفى منها المعاق بينما تحمَّل المرأة إياها قسراً وهي أشد ضعفاً منه! وفي الوقت الذي تسنمت به المرأة مراكز وظيفية عالية ومِهناً مختلفة ونالت الثقة من القيادة الرشيدة وها هي تشارك في التصنيع وتجميع السيارات بيد أنها لا تستطيع أن تجرب حتى قيادة السيارة إلا خارج بلدها!

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny

المنشود
شاحنة الوزير والمهندسات!
رقية سليمان الهويريني

رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة