Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 23/05/2013 Issue 14847 14847 الخميس 13 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

في فضاء مفتوح، مثل ما هي وسائل الإعلام، وبالذات وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصاً تويتر تكثر الهفوات، وذلك ببساطة لأن المستخدم يبث على الهواء مباشرة، وفي مثل هذه الحال فإن الأخطاء البشرية واردة، ويبقى هنا حسن الظن، والنية الصادقة في النقد دون الدخول في النوايا، ولكننا نلاحظ مؤخراً أن النقد أصبح يسيره التوجه الفكري للناقد، والمنقود، فالذين يثورون لاستنكار أي هفوة تصدر من كاتب، أو صحفي، أو مغرد لا يلامون إذا كانت نيتهم صادقة، خصوصاً إذا ما تعلقت هذه الهفوة بالإساءة للمقدسات الدينية. هذا، ولكنهم أحياناً يتعاملون مع الحدث بانتقائية عجيبة تنسف مصداقية استنكارهم، وقد حدث مثل هذا كثيراً خلال السنوات الماضية.

قبل فترة، قامت الدنيا، ولم تقعد، وذلك بعدما صدرت إساءة شنيعة من شاب في مقتبل العمر بحق النبي الكريم عليه السلام، وتمت معاقبة ذلك المسيء، وفي ذات التوقيت تداول الناس مقطع فيديو لواعظ، وهو يستهزئ بآيات الله بشكل يبعث الأسى، والألم في نفس كل مسلم غيور، وبعدها بفترة قليلة، انتشر فيديو آخر لذات الشخص، وقد تضمن ذلك الفيديو إساءة بالغة لسيد البشر عليه السلام، وحينها لم ينبس الذين أقاموا الدنيا ضد المسيء الشاب ببنت شفة، وعلى الرغم من استنكار عامة الناس لصمتهم المطبق، إلا أنهم أخذوا على عاتقهم مهمة «التبرير» لذلك المسيء، لا لشيء، إلا لأنه واحد منهم!، ولا زالوا حتى اليوم يبررون تلك الإساءات بشكل ينسف مصداقيتهم من جذورها، وحدث مثل هذا مع أستاذ جامعي، وطبيب شهير تم التعامي عن إساءاته للنبي عليه السلام لأسباب حزبية بحتة، وماذا بعد؟!.

قبل أيام، كتب أحدهم مقالاً في هذه الجريدة، وقد تضمن ذلك عبارة أسيء فهمها، وقد وضح الكاتب الموضوع في اليوم التالي، ومع ذلك فإن كاتباً سابقاً في هذه الجريدة استغل الفرصة ليصفي حساباته معها، حيث سبق أن تم تحجيمه، وتقليل ظهوره على صفحاتها، فما كان منه إلا أن أعلن اعتزاله الكتابة فيها احتجاجاً!، وهذا الكاتب الظريف يشبه لاعب الكرة الذي يعلن رغبته في التنسيق من ناديه، بعد أن يتيقن أن مسيري النادي في طريقهم لإخلاء سبيله، كما يشبه الفنان الذي يعلن الاعتزال، والتوبة!، وذلك بعدما تنعدم شعبيته، ويقل دخله المالي، وهنا أؤكد على أن المزايدات على جريدة «الجزيرة» بضاعة خاسرة، فالكل يعلم توجهاتها، وتوجهات القائمين عليها، فهي تكاد تكون الجريدة الوحيدة التي تتيح المجال للراغبين في الكتابة فيها من كل الأطياف الفكرية، سواء الكتّاب الرسميين، أو المتعاونين بشكل دوري، كما أنها تنهج خط الاعتدال في تحليلها للأحداث، وهذا ما منحها شعبية كبيرة في كل مناطق البلاد، من طريف إلى شرورة، ومن البحر للبحر، ومع أنها ليست بحاجة للكتابة عنها، إلا أن كاتبها السابق استفزني بانتهازيته، وتلاعبه على وتر المحافظة، واستغلاله للمشاعر الدينية، ونود أن نسأله هنا سؤالاً مختصراً: لماذا كنت تكتب» زاوية»، لعدة مرات أسبوعياً، وعلى مدى سنوات طويلة جدا بهذه الجريدة، ولماذا لم تنتقل للكتابة في جريدة أخرى كل هذه السنوات؟.. ولماذا تأخر «الاعتزال» المزعوم، وجاء بعد تحجيم ظهورك خلال الشهور الماضية؟.. ولا أظنه يستطيع الجواب.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2

بعد آخر
انتقائية وانتهازية..!!
د. أحمد الفراج

د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة