Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 23/05/2013 Issue 14847 14847 الخميس 13 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

منوعـات

من أغرب الأشياء أن تتفوَّق في مجال لم يكن أهلك مقتنعين فيه، فمن الصعب أن تصبح لاعباً أو ممثلاً أو مطرباً في بيت لا يؤمن بالكرة، ولا بالتمثيل، ولا بالغناء، لكن الطبيعي أن هذا المنع أو القمع سيولّد تحدياً خاصاً، وهو ما يحدث لدى السعوديين والسعوديات، وهم يتحدون أو يعتبون على بلادهم التي تصادر حقهم في أن يكونوا ما يريدون!

من فتاة سعودية في السابعة والعشرين تصعد أعلى قمة جبل في العالم، في بلد لم يجز الرياضة النسائية في مدارسه، إلى سيدة تفوز بألقاب سينمائية، وجوائز ذات قيمة، في بلد يحرِّم السينما، ولا يسمح بوجودها إطلاقاً.

والأغرب من ذلك، أن السعوديات قد ملأن مدارس قيادة السيارة في دول الجوار، بغية الحصول على رخص قيادة في بلد تمنع قيادة السيارات على أراضيها!

ولعل المفارقة، أو المؤرّق فعلاً، هو أن أصبحت المرأة السعودية هدفاً تسويقياً رائعاً، للصحافة الغربية والعربية، فلا أكثر تسويقاً وبيعاً من صحيفة تدوّن مانشيت عريض يخص خبراً طريفاً عن المرأة السعودية!

لماذا جعلنا المرأة تصل إلى هذه المرحلة، مع أنه بإمكاننا تطوير المجتمع تدريجياً، مع الحفاظ على هوية المجتمع الدينية، وتقاليده الضاربة في القدم، فهناك نساء في دول خليجية يقمن بأعمالهن بأنفسهن دون وصاية أحد، مع الحفاظ على مظهرها المحتشم.

نعم، هناك مقاومة، فعمل المرأة في المحلات واجهته مقاومة شرسة، وما زال التشكيك بمسؤولية القرار سارياً من قبل فئات، وصل بها الأمر أن تتهم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتخاذل، فكأنما يتم تفريخ متشددين من آخرين أقل تطرفاً، كي يثبتوا أنهم الأكثر إيماناً!

هناك مسائل بسيطة لا تستدعي القلق والتردد، كإدراج مادة الرياضة في مدارس البنات، وإطلاق الأندية الرياضية النسائية في الأحياء، بحثاً عن الجسم السليم، والصحة، للمرأة السعودية التي تعاني من السمنة، ومن أمراض السمنة المنتشرة!

لأنه يبدو، ومن تجاربنا السابقة، أن بيننا من سيقف بشدة وحماسة أمام أي إجراء يخص تسهيل أمور حياة النساء، فأين هؤلاء الذين كانوا، قبل فترة قريبة، يصيحون مندّدين ببطاقات هوية المرأة، أم أصبحوا هم من يأخذ لبناته وزوجاته موعداً هاتفياً من مكاتب الأحوال المدنية، بفروعها النسائية، كي تحصل على بطاقة هوية؟

الغريب أن هؤلاء لا يراجعون مواقفهم المتشدّدة من موضوع سابق، اكتشفوا أنهم كانوا على خطأ، ثم يقيسون ذلك على المستحدث من الأمور؟

أعتقد أن هؤلاء، هم من منحوا السعوديات هذا الشغف بهن من قِبل وسائل الإعلام الأجنبية، كي تتلقفهن في كل صغيرة وكبيرة، وتصبح شهرتهن أعلى من قمة إفرست!

نزهات
ملاحقة السعوديات
يوسف المحيميد

يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة