Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 23/05/2013 Issue 14847 14847 الخميس 13 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

إحياء الشبة في المتاحف والدور التراثية بعنيزة
فوزية النعيم

رجوع

أشعل الحنين للماضي النار (الشبة) في منزل تراثي في عنيزة (بيت الصالحي)، ويجتمع فيه بصفة دورية مجموعة من كبار السن ليتحدثوا عن قصص وروايات وسواليف، والموروث الذي ذهب مع الأجداد ونسعى جاهدين في هذا الزمن لجمع شتاته.... ويتم دعوة البعض من الناس لشهود تلك الجلسة..

ولقد قال المؤلف والكاتب والمُخرج المسرحي أ. سعد بن محمد المسمى: عن الشبة: في التسعينيات الهجرية كانت (الشبة) عبارة عن ملتقى لأهل الحارة أو خارج نطاق الحارة.. وربما يكونون أقارب، والدعوة إلى الشبة كانت دعوة بسيطة ليس بها تكلف ولا رسميات والنوع الثاني من الاجتماع من الممكن أن نقول عنه اجتماعا إخباريا لتداول الأخبار حول ما حدث في المنطقة مثلاً لفترة أسبوع أو شهر كـ(فلان ذهب، فلان عاد، فلان سافر) أي مناقشة الأمور الاجتماعية، ثم إن بعض «الشبات» يكون بها ضيف أو قاص أو روائي أو حافظ لبعض قصائد الشعراء المشهورين، ويكون هو عريف الجلسة كما يقال الآن أي أن مدار الحديث سيكون حول ما يطرحه من قصص وروايات وقصائد وتنتهي الجلسة بما يُعرض من فاكهة مثل الحبحب أو الجراوة في الصيف.. أي بلا تكلف على صاحب البيت، وغالباً لا تطول عن ساعة ونصف أو ساعتين بعد صلاة العشاء وهذا المؤكد، وهي الآن اندثرت بسبب وجود التقنية الحديثة مثل التلفزيون؛ فتقوقع الناس في بيوتهم، إضافةً إلى الرسميات التي دخلت على المجتمع بالأربعين السنة الماضية قضت على (الشبة)، وقد تكون تكررت في قضية الاستراحات الموجودة رغم الفارق الكبير الموجود بما يدور بالجلسة فأصبح اهتمام الشباب بالجانب الرياضي والفني والتقني تويتر وفيس بوك.. وهذا الآن قد يبني في الجيل الفردية فقد ضر بالعلاقات الاجتماعية؛ بينما في الشبة قديماً كان هناك حميمية وإنصات جميل وتقدير للضيف الزائر.

وأكد المسمى جمال العودة إلى الجذور والفطرة والبساطة وهي مطلب الآن خاصة بعدما تَشبع الناس من التقنية سواء القنوات الفضائية أو ما استحدث من وسائل اتصال.. فالمجلس يبقى فيه نكهة جميلة عندما تطرح فيه قصة وتطرح فيه قصيدة ويفتقر المجتمع لهذا، وخصوصاً الجيل عندما انفصل عن آبائه؛ فكنا نجلس ونحن صغار ونستمع لعلوم الرجال من قصائد ورسخت بأذهاننا كأطفال وهذا ما يفتقده الجيل الآن التربية عن طريق القصة ورواية الصعوبات التي واجهت الناس مع ظروف العيش قديماً، وأنا أؤيد ذلك والناس الآن بدءوا يعودون عن طفرة الفردية فبدأت الاجتماعات واللمات وبدأت تظهر الإضاءات الجميلة للعودة إلى الجذور.. فلم يُضِع المجتمع إلا التكاليف وأنا أشجع وأشد على يد من يعيد هذه الصورة الجميلة التي عشنا آخر أيامها.

من جانبٍ آخر، أفاد صاحب الدار والمكان، أ. فهد الصالحي، بأن المكان تمَّت تهيئته لهذه المناسبة «الشبة»، ولفترةٍ دورية ثابتة، خصوصاً تفريغ متحفه لوقتِ ما يُسمى بعُرفنا (مابين العشاءين) أي بعد صلاة المغرب لحتى أذان العشاء الآخر، لكي تتسنّى الزيارة للجميع؛ حيثُ يُعد هذا الوقت مُناسباً للزيارات، وصرَّح للجميع بأن البيت مفتوح لكل من أراد الاستفادة منه بمناسبة أو بزيارة خاصة، أو زيارة عائلية.

- عنيزة

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة