Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 23/05/2013 Issue 14847 14847 الخميس 13 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

احترموا عقول الصغار
محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل

رجوع

كان الطفل في عصرنا الطفولي خالي الذهن؛ لأن والده كذلك خالي الذهن؛ فلا يفكر في مستقبل ولا في كسب الرزق لقوة عقيدته ولثقته فيما عند الله، ثم ليسر المعيشة وعدم متطلبات الحياة وعقدها، فتتوافر كسرة الخبز ولقمة الرز، والبيوت فيها كل ما يتطلبه من مخزون غذائي، فكله إنتاج بيتي؛ فلا فواتير كهرباء ولا فواتير هاتف وجوال ولا ضرائب ولا رسوم.

الطفل يستيقظ وقد أُعد له الفطور من إنتاج البيت، وينام من أول الليل وقد شبع من إنتاج البيت، وعقيدة الأب (أنفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب)، وإذا أراد الأهل من الطفل اتباع الأوامر فليس عليهم إلا أن يقولوا للطفل سوف نعطيك (حويجة)، والطفل ينصرف ذهنه إلى أن (الحويجة) هي حبة أو حبتان من الحلوى المسمى (شكليت)، أو بيضة مسلوقة، هذا هو مستوى تفكيره، وربما تفكير من هو أكبر منه. أما في عصرنا الحديث هذا فإنك إذا قلت بعبارة أبشروا فسوف تكون لكم مفاجأة سارة؛ لأن (حُويجة) انتهى عصرها، فإن الطفل ينصرف ذهنه مباشرة إلى جهاز إلكتروني من جهاز لاب توب إلى ما هو أرقى منه، ولا يمكنك أن تفاجئه بـ(شكليت) ولا بيضة، أما إذا وعدته بمفاجأة ثم فوجئ بشيء لا يمت له عن قرب ولا عن بعد، وليس في هذه المفاجأة طعام ولا لباس، ويتمخض كما يقال الأسد إلى فأر، عندها فإن هذا الصغير أو الطفل سوف يفتقد الثقة فيك، وعندها تكون الكارثة حين يكبر وتكبر أنت، وفقدان الثقة مصيبة كبرى، فحين تكون من الصغير للكبير عندها يصغر الكبير في عين الصغير؛ لذا نقول: احترموا عقول الصغار؛ لأن الصغير يكبر والكبير يهرم، وإذا فقدت الثقة تجاه كبير الأسرة أو العالم القدوة عندها تحل الكارثة، وقل على الدنيا السلام، فإذا وعد الكبير أو تبجح بأنه وفر لأولاده ما يحتاجون إليه ولم يصدق وهو يملك المال عندها لا ينتظر منهم إلا العقوق والحقد، فهذا يولد فتيلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة.

إذاً، لنحترم عقول الصغار.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة