Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 24/05/2013 Issue 14848 14848 الجمعة 14 رجب 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

أيــام قليلـة تفصلنــا عن إجازة الصيف. في الصيف يتحول محور الحديث إلى السفر، والسؤال المعتــاد عمــن سافر ومن بقي أسير الحيطان الأربعة؟ ومن تجاوز الحدود فجاب القارات وتوقف في أكثر من محطة، ومن قنع بمحطة خارجية واحدة، ومن رضي بالقسمة والنصيب فحولها إلى سياحة داخلية؟ رضي رغماً عنه بسياحة بلده لأن ما في جيبه من أوراق نقدية يكفيه بالكاد لسياحة داخلية خشنة تستغرق بضعة أيام لا أكثر، وسياحة داخلية كربونية مكررة بنفس التفاصيل والذكريات فذات الأماكن هي التي مر عليها العام الفائت والذي قبله وكل السنوات الماضية وربما القادمة إذا لم تتحسن الأحوال ويلحق بركب المغادرين لخارج البلاد حيث المقومات السياحية الباذخة والصناعة الفارهة لكل الوسائل الجالبة للارتياح والاستمتاع وبما يكافئ ما صرف من نقود وما أنفق من وقت.

سياحة صيف تختلف عن السياحة في أي فصل من فصول السنة. في الصيف الجو حار لا يطاق في أكثر المناطق، والازدحام الشديد من السياح، وغلاء الأسعار حيث يقفز كل شيء يطلبه السائح إلى نسب تصل إلى 100%، ويصل الأمر إلى أكثر من ذلك كل ما سألت عن شيء جاءك الرد الصاعق لا يوجد إمكانية؟ حجز ما فيه إمكانية! سكن ما فيه إمكانية! تضطر لحل أزمتك لدفع الأسعار مضاعفة أو البقاء في منزلك! لذلك تتحول سياحة الصيف إلى سحابة صيف لا تجود ولا بقطرات من الماء فما جمعته في سنة يطير في أيام معدودة دون أن تمطر هذه السحابة لتقضي إجازة ماتعة جميلة مريحة للأعصاب بين الورود والرياحين والماء السلسبيل.

لأننا لا نملك إلا الحد الأدنى من مقومات السياحة، وهي مقومات ذات قيمة منخفضة أصبحت مملة من كثرة ما ترددنا عليها، ومع هذا فما زالت الخيار الوحيد لذوي الدخول المحدودة، أما من يملك الكاش فيا سعده ويا هناه لن يجد مشكلة فجميع الخيارات مفتوحة أمامه، والأبواب مشرعة، لن يبحث عن حجز، ولا سكن، ولن يقلب في صفحات الأدلة السياحية للدول الأجنبية ليبحث فيها عن عروض وتخفيضات لتذاكر أو فنادق أو شقق أو منتجعات. كل هذه الأشياء ترتب له، وأصعب شيء عليه وعلى عائلته أن يركب السيارة ويتجه للمطار ليقلع على الطائرة دون انتظار، ثم يستقبل عند سلم الطائرة، ومثل ما يقولون “بفلوسي” يعني ما لأحد منة ولا فضل، وعين الحسود فيها عود. أما الذين يملكون الطائرات الخاصة والفلل والشاليهات والسيارات فأمرهم محسوم ولا يفكرون بالسياحة وسعة الصدر والوناسة إلا ساعة السفر، ويا كبتن قرب الطيارة، ويا ولد قرب السيارة، ويا قربك يا واشنطن ولندن وباريس. حذفة عصا للي رصيده ملايين.

الغريب أن من يدعون غيرهم للسياحة الداخلية، وبعض من يعملون في هيئة السياحة يتقدمون الصفوف المغادرة للشرق والغرب ليتمتعوا بسياحة صيف تمطر عليهم سحبها بشدة فتغرقهم في بحور متعها، ويبقى ذوو الدخول المحدودة مسجونين داخل أسوار قلة الخيارات نتيجة الغلاء الفاحش وانعدام إمكانات الحجز، وكل صيف وسياحتكم بخير.

Shlash2010@hotmail.com
تويتر @abdulrahman_15

مسارات
سياحة صيف !
د. عبدالرحمن الشلاش

د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة