Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 24/05/2013 Issue 14848 14848 الجمعة 14 رجب 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الثقافية

رفقاً بالفصحى

رفقاً بالفصحى

رجوع

تأليف الأديب/ عبدالله بن حمد الحقيل

قراءة: حنان بنت عبدالعزيز آل سيف (بنت الأعشى)

اللغة العربية لغة خالدة، وخلودها سرمدي بديع، ثم هي لغة فائقة القداسة، وقدساتها سماوية، وهي تنبعث من كونها لغة الوحي والتنزيل، وهي في خلودها محمية يقول تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.

هي لغة خالدة غير خاضعة لعوامل الضعف والتحجر والتهزل، هي تتقلب على أوجه الجمال، فهي جميلة منظورة مرسومة، وجميلة منظومة مسموعة.

ولله ما أصدق قول القائل:

لغة أودع في أصدافها

من قوانين الهدى أبهى درر

لغة تهصر من أغصانها

زهر آداب وأخلاق غرر

ضاق طوق الحصر عن بسطتها

ولآلئ البحر ليست تنحصر

فاض من نهر مبانيها على

فصحاء العرب سيل منهمر

هذا، والكتاب الذي أقرأ فيه أسلفت لك عنوانه، واسم مؤلفه، وهو كما يتضح لك عزيزي القارئ يبحث في فضائل اللغة العربية. يقول مؤلفه الأديب الأستاذ عبدالله بن حمد الحقيل في إرهاصة الكتاب: (من الواجب خدمة اللغة العربية لغة القرآن الكريم، وأداة الثقافة العربية الإسلامية، والعمل على النهوض باللغة العربية، والانطلاق بها إلى آفاق الحياة الواسعة في كل المجالات، وأن نمنحها الحب الصادق، وأن نصل غابراً بحاضر وحاضراً بمستقبل)، والكتاب يضم بين دفتيه موضوعات شائقة تتعلق باللغة العربية، وهي همسات نابضة بالولاء والوفاء للغة التنزيل العزيز.

وقد جمعت هذه الموضوعات من صحف ومجلات ودوريات متناثرة متباعدة، وانتظمت كعقد لؤلؤي فريد، منها: (اللغة العربية بين الآمال والتحديات)، (المجمع اللغوي صرح جديد من صروح العلم والمعرفة)، (اللغة العربية ووفاؤها للإبداعات الحديثة)، (معالجة ظاهرة الضعف اللغوي خطوة على الطريق الصحيح)، (واجبنا نحو إحياء التراث اللغوي)، (بين الظاء والضاد) وغيرها من موضوعات رتب على الثلاثين موضوعاً أدبياً، ورحم الله شاعر النيل حافظ إبراهيم حينما جعل اللغة العربية تندب حظها، وتبكي حالها:

رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي

وناديت قومي فاحتسبت حياتي

رموني بعقم في الشباب وليتني

عقمت فلم أجزع لقول عداتي

ولدت ولما لم أجد لعرائسي

رجالاً أكفاء وأدت بناتي

وسعت كتاب الله لفظاً وغاية

وما ضقت عن أي به وعظات

فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة

وتنسيق أسماء لمخترعات

أنا البحر في أحشائه الدر كامن

فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي؟

فيا ويحكم أبلى تبلى محاسني

ومنكم وإن عز الدواء أساتي

وتحت عنوان الموضوع الموسوم: (فهي من مولدها أم اللغات) يقول: (اللغة بطبيعتها وأصالتها لن تفرط في تراثها ودينها وتاريخها على منطق ولا تقوم على برهان، وكما قال الدكتور طه حسين: إن اللغة العربية الفصحى خير أداة لتوحيد الأمة العربية، والعرب يفهمون اللغة الفصحى،... وإن الدعوة إلى استخدام العامية تمثل انتهاكاً وعدواناً على اللغة العربية والنهضة الفكرية والتطور العلمي والثقافي، والتي تمثل اللغة واحدة من أهم دعائمها)، ويقول الشاعر حول لغة الضاد وحمايتها:

لغة الضاد التي تجمعنا

في حروف حرة أو كلمات

هي من نبض قلوب حياة

وهي من وحي عقول نيرات

لم تضق يوماً بمعنى رائع

لا ولا أعيت على وصف الصفات

وهبت للعلم ما تملكه

من أداء طبع أو من أداة

لم تغب عنها المعاني حفلاً

في مسار النور أو في الظلمات

حفظ الله به عزتها

وتولاها بأنصار حماة

ووقاها اللغو في منطقها

فهي من مولدها أم اللغات

والشواهد الشعرية المنشورة بين محطات الكتاب أضفت لمسات جمالية على الكتاب، هذا وقد طعم المؤلف -حفظه الله- الكتاب بقبس من شاعريته وشعريته مما وسم الكتاب بالطلاوة والحلاوة.

يقول في إحدى الاحتفالات الثقافية مخاطباً اللغة العربية وقائلا لها:

لغة القرآن العظيم سلاماً

شدت في الناس كنتِ فيهم إماما

صوتك العالي عز فينا صداه

وبه عزنا وبالمجد قاما

أنت بين الورى لسان إخاء

وسنى يهزم الأسى والظلاما

ورعاك الإله صوتاً رفيعاً

لنداء التوحيد يبنى السلاما

وأخيراً: فهذا الكتاب من أجمل ما كتبه الأديب الأستاذ عبدالله بن حمد الحقيل -رعاه الله- وهو دال على اطلاع واسع، وحب شديد للعروبة والإسلام واللغة العربية التي لا تجاريها لغة في العالم وحديثه له شجون، وقد تحدث عن اللغة العربية بوصفها جسراً عميقاً يصل بين الحياة والفكر وبوصفها لغة مثالية تاريخية روحية تنم عن مآثر كريمة، ومطالب شريفة، ومعانٍ رفيعة.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة