Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 25/05/2013 Issue 14849 14849 السبت 15 رجب 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

بعض المسؤولين يعتقد أن الموظفين هم من الأمور التي لا حاجة لها، فهو يعتقد أنه قادر وحده على إدارة المنظومة على أكمل وجه ولو لم يكن هناك وجود للموظفين، وبعضهم يعتقد أن الموظفين هم جزء إلزامي على أي كيان، وأن وجودهم ضرورة حتمية

لا مفر منها ولو لم يكن لهم أثر، والبعض ينظر للموظفين وكأنهم أعداء يتربصون له وهو بتربص بهم، فتجد أن العلاقة فيما بينه وبينهم في توتر دائم فيخفي عليهم كل مهم، وفي المقابل يقومون هم بإخفاء المعلومات عنه. وهناك العديد والعديد من أنواع العلاقات المختلفة التي تجمع المسؤول بالموظفين والتي لا تسهم في نهاية المطاف لإيجاد مناخ نموذج للعمل أو تحقيق أهداف الشركة.

بعض المديرين ينظر لنفسه بأنه الوحيد الذي يجب أن يحتفظ بالأمور الإستراتيجية للمنظومة بما في ذلك وضع الرؤى والرسالة والأهداف وغيرها من الخطط المستقبلية التي تدير الشركة، فهو يبقي كل المخططات بين يديه ولا يسمح لأحد بأن يشترك معه في وضعها، ولا يعقد أي اجتماع فيما بينه وبين فريق العمل لشرح تلك الإستراتيجيات، اعتقاداً منه أن هذا المستوى من الأفكار أعلى من مستوى الموظفين، فترى الموظفين يقومون بكثير من الأعمال دون دراية عن السبب الرئيس الذي يكمن وراء القيام بهذه الأعمال وهل لها أثر على أهداف الشركة والنتائج المأمولة.

وفي إحدى أوراق الأبحاث للبرفيسور تشارلز غالونتش برفيسور السلوك التنظيمي في إنسياد يقول تشارلز «نقيس مقدار قابلية الإستراتيجية للتضمين على أنها أمران، الأول هل تفهم الإستراتيجية؟ والمسألة الثانية: هل تقبلها؟ هل تعجبك الإستراتيجية؟ فعندما نتحدث عن قابلية تضمين الإستراتيجية فنحن نتحدث عن الجمع بين الفهم والقبول».

والحديث هنا لا يشمل الحديث عن الإستراتيجية الكلية للشركة عموماً بل وحتى إستراتيجية الأقسام. فبعض الموظفين قد لا يحتاج أن يعرف الإستراتيجية الكلية للشركة ولكنه من دون شك يجب عليه أن يستوعب ما هي الإستراتيجية الخاصة بالقسم الذي يعمل فيه وهل يقبلها أم لا؟

ومن المعوقات في فهم الإستراتيجية لكل المستويات الإدارية هو الاعتماد على التدرج في نقل الإستراتيجية، فبعض المديرين يحرص على إعداد وتجهيز إستراتيجية مميزة يمضي في إعدادها وقتاً طويلاً غير أنه يعتمد على من يليه ليوصلها إلى المستويات الأخرى في الإدارة لتصل في نهاية المطاف إلى الموظف مشوهة وناقصة وغير واضحة المعالم.

من أنجح الطرق لنقل الإستراتيجية هو قيام الشخصية القيادية في المنشأة بالتوجه للموظفين الأدنى مرتبة والتحدث معهم عن الإستراتيجية والعمل على أن يشاركوا في وضعها والتفاعل معها مما يرفع من احتمالات القبول بها وتطبيقها على المدى البعيد.

إن على المديرين والقياديين دوراً مهماً لتوفير الظروف الملائمة لإنجاح الإستراتيجية، فهم أداة التوصيل التي يمكن أن تجمع بين حاجات التشغيل اليومية للموظفين وبين الحاجات المطلوبة لتطبيق الإستراتيجية وتحقيق الأهداف المأمولة، وقد يكون على الموظفين الذين أمضوا زمناً أطول في منشأتهم عبء أكبر في قبول تلك الرؤية والتعاون في وضع البيئة الملائمة لها من قبل زملائهم الآخرين، فقد أشارت الدراسة بأن الموظفين الأقدم في الشركة والذين لديهم مستويات إدارية أعلى يسهمون في قبول الآخرين لمضمون الإستراتيجيات والعمل لتفعيلها.

وليس بالضرورة أن يوافق الجميع على الإستراتيجية العامة والشاملة للمنشأة، ولكن على أقل تقدير يكون على دراية وإلمام بها ومعرفة بمضمونها، إذ إن أفراد الشركة يعملون في نهاية المطاف كفريق عمل واحد، وإذا لم يكونوا على دراية بإستراتيجية العمل فقد يساهم هذا في خلق النزاعات وغيرها من العقبات التي تساهم في تعثر الأعمال وعدم تأدية المهام.

على المسؤولين أن يضعوا في مقدمة اهتماماتهم مشاركة الموظفين في وضع إستراتيجياتهم سواء على مستوى الشركة أو الأقسام المنفصلة، ليشعر الجميع أنهم يعملون كفريق عمل واحد ومن أجل أهداف واضحة ورؤى مشتركة.

قناعة المسؤولين بأهمية الموظفين
د. إبراهيم محمد باداود

د. إبراهيم محمد باداود

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة