أجدني أقف بلا تردد ولا مجاملة مع مطالب الممرضات الوطنيات في أحد مستشفيات الأحساء الخاصة اللاتي توقفن عن متابعة العمل بالمستشفى احتجاجاً على معاناتهن اليومية من خلال تمريضهن للرجال وبالذات فيما يتعلق بالقسطرة البولية وأخذ المريض إلى المسبح والمشاركة باستحمامه، في ظل عدم وجود ممرضين رجال في المستشفى ليؤدوا نفس المهام. حيث يلاحقهن الحياء عند تغيير أشياء خاصة للمريض ويتعرضن لمواقف بالغة الحرج.

وبرغم رفع مطالبهن ومخاطبة إدارة المستشفى لإيجاد حل لمعاناتهن والسعي لتغيير طبيعة العمل؛ إلا أن الإدارة أجبرت الممرضات بالتوقيع على خطاب يتضمن: (أن توقفهن عن العمل يعتبر خروجا على النظام، وسببا في إزعاج المرضى والمستشفى).

ولاشك أن مهنة التمريض سامية ونبيلة، بيد أن هذا العمل الدقيق الذي يتطلب الكشف عن العورة المغلظة والتعامل الحساس مع الرجل هو أمر يتنافى مع الشرع وتأباه الفطرة السليمة، فضلا عن تعارضه مع العرف الاجتماعي الذي يرفض الاختلاط أصلاً، فكيف بمزاولة هذه المهمة المحرجة !

وينبغي على الشؤون الصحية بمنطقة الأحساء متابعة مطالب الممرضات والوقوف معهن وإنصافهن وإلزام إدارة المستشفى الخاص بتوفير ممرضين من الرجال للقيام بذلك العمل وقصر عمل الممرضات على المهام التمريضية العامة التي تحفظ كرامتهن وتراعي خصوصيتهن الأنثوية وتعزيز الأمن الوظيفي لهن.

إن ما تقوم به بعض المستشفيات من إلزام الممرضات بالعمل ببعض الأقسام التي لا تنـاسب ظروفهن الأسرية أو النفسية ينعكس على أدائهن سلبيا، وبالتالي تظهر حالات تسرب وهروب من العمل المهني للعمل الإداري مما يشكل فاقدا مهنيا لهذه الوظيفة النبيلة، والتي تكاد بلادنا تحقق اكتفاء نوعيا بفضل بعض الإجراءات الحكيمة التي اتخذتها الحكومة لاستقطاب فتيات البلد وتأهيلهن وفتح المعاهد وكليات التمريض المتخصصة في كل أنحاء المملكة، مما كان له أثر محمود في الاستغناء مستقبلا عن الاستعانة بأبناء الدول الأخرى !

ولأن بلادنا مهبط الوحي وموطن الإسلام ومملكة الإنسانية؛ فإنني أناشد وزارة الصحة ممثلة في وزيرها الطبيب د/ عبد الله الربيعة بالنظر في مطالب ممرضات الأحساء وتحقيق رغبتهن المشروعة، وألا يرضخن قسرا وحاجة لمحاولة إدارة المستشفى على إجبارهن بالقيام بهذا العمل الحساس واستبدالهن بكادر تمريضي من الرجال، والاستفادة من خدماتهن وخبراتهن بأداء أعمال تتناسب مع قدراتهن وتتماهى مع خصوصيتهن الأنثوية اللطيفة !