Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 26/05/2013 Issue 14850 14850 الأحد 16 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

في جنة الخلد يا خالد..

رجوع

في جنة الخلد يا خالد..

رحمك الله يا أبا عبدالعزيز.. فارقتنا، لكنك باقٍ حيٌ بيننا، وستبقى بإذن الله..

حقاً وإيماناً، يقيناً وتسليما: إنا لله وإنا إليه راجعون.. ففي الأسبوع الماضي فقدتُ والكثير من الناس معي الرجل النبيل والقلب الحي الكبير أخانا الأستاذ خالد بن عبدالعزيز الفهد.. الرجل الثالث في أسرة آل فهد بعنيزة، الذي وافاه الأجل المحتوم في ألمانيا بعد مرض لم يدم طويلا.. الذي تألم كثيراً وأسرة آل فهد كلّها بعد وفاة أخيه الأستاذ عبدالرحمن العام الماضي، فرحمهما الله رحمة واسعة. ولست أعرف كيف أبكيهما، ولا أصف بعض ما تركا بعدهما من الإجلال لهما، والتقدير لذاتهما، وكأني بهما القائلان:

الناس صنفان موتى في حياتهم ُ.... وآخرون ببطنِ الأرضِ أحياءُ.

أم هما القائلان:

فاصنع لنفسك قبل موتكَ ذكرها.... فالذكرُ للإنسانِ عمرٌ ثانِ.

نعم، لقد صنعا ذلك لنفسيهما في صور كثيرة من سلوكياتهما الفردية، والأسرية، والاجتماعية، والوطنية، وعاشا ملتزمين بأمور الدين، متمسكين بقيم الإسلام، محافظين على حسن صلتهما بربهما، مؤديين حقوق الله عليهما، مخلصين في أدائها ؛ فنالا وسام الشرف والعزّة، وثقة الناس أجمعين، وتقدير كل من عرفهما من قريب أو بعيد.

لقد كانا في حياتهما على خلقٍ عظيم، يمثلان آداب فن التجارة الإسلامية بكل صورها: أمانة في التعامل، صدق في الأخذ والعطاء، قناعات مالية جعلت أعمال شركة الأسرة التي يرأس مجلسها أخوهم الشيخ الجليل/ فهد بن عبدالعزيز - أطال الله عمره، في قمة التعاملات، باستغلال أفضل السبل للثروات، فأصبحت مكانتها التجارية والاقتصادية، رمزاً نظيفاً، ومثالا يحتذى به.

وعلى كل حال.. إن كان الموت وهو قدرٌ محتوم نؤمن به جميعا، قد غيبكما عنا، فإنّ خصالكما، وطيب تعاملاتكما، وما كنتما تدعوان إليه من كريم السجايا والسمت والأناة، فهي باقية ولله الحمد، في أبنائكم وأحفادكم، بل في مجالسكم، وهي الحزينة هذه الأيام بالأوجاع واعتصارات الأسى في القلوب والنفوس على فراق الحبيب خالد.

وعزاؤنا فيك يا أبا عبدالعزيز.. إنك سريت بنبيل سماتك، وكريم شمائلك، وجميل فعالك، بل إنك كنت فذاً في تسامحك وتواضعك، وفي طيّب معاملاتك مع الناس أجمعين، سواء من لك به صلة أو حتى عابر طريق، فصنعت لنفسك موقعاً دائما في الأرواح، وذكراً دائم الحديث عنه في المجالس، رحمك الله، وجعل الجنة مستقرّك ومأواك.

وأقول لإخوتك وأهليك وأبنائك وكل الذين يوجعهم فراقك:

اصبر لكلِ مصيبةٍ وتجلُد.... واعلم بأن المرءَ غيرُ مخلدِ

وإنك يا خالد بإذن الله تعالى.. مع الصدّيقين والأطهار، جزاء أفعالك النقية المخلصة لله، وثمرة واسع رصيدك الكبير من حب الناس وتقديرهم لك. والله هو الحي الدائم وحده.

{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

قاسم بن سعد المبارك - مدير معهد الأئمة والخطباء بالرياض

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة