Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 26/05/2013 Issue 14850 14850 الأحد 16 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

تطرّقت في أكثر من مقال سابق إلى السلوك الإعلامي لوزارة الصحة، وأواصل التفصيل في هذا الموضوع بتخصيص هذا المقال حول المتحدث الرسمي لوزارة الصحة. فوزارة الصحة لديها متحدث رسمي على المرتبة الرابعة عشرة لكن فعالية أدائه كمتحدث رسمي تعتبر متواضعة لأسباب نشرح أبرزها هنا، ولا بأس من بعض المقارنات مع النموذج الأبرز في هذا الشأن، متحدث وزارة الداخلية.

أحد أسباب نجاح المتحدث الأمني هو إلمامه بالموضوع الأمني الذي يتحدث عنه نتيجة خلفيته الأمنية وثقته في الوقوف أمام الصحفيين والجمهور وإجابة أسئلتهم مهما كانت. في الجانب الآخر نجد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة لا يملك الخلفية الطبية أو الصحية أو الإدارية الصحية، ويلجأ لوسيلة توزيع البيان الصحفي على الصحفيين بدلاً من عقد اللقاءات المذاعة والمباشرة مع الصحفيين وإجابة تساؤلاتهم أياً كانت نوعيتها. لست أقلل من قدرة المتحدث الرسمي لوزارة الصحة هنا، فهو شخصية لها خبرتها في المجال الإعلامي، لكنني أصف طبيعة عمل تتبعها وزارة الصحة منذ سنوات طويلة تتجه نحو تحديد والسيطرة على ما يكتبه الصحفيون المتعاونين معها بحيث يكون وفق النص الذي تريده وتوزعه عليهم.

السبب الثاني وهو الأهم، يتمثل في طبيعة القيادة، حيث نلحظ أن سمو وزير الداخلية يميل إلى منح الثقة الكاملة للمتحدث الرسمي لإلقاء البيانات الصحفية والتفاعل مع النقاشات ذات العلاقة. كما أن سموه لا يميل كثيراً إلى الظهور الإعلامي والحديث في كل واردة وشاردة، بل يفضل أن يترك العمل يتحدث عن نفسه. وهو سلوك يمتد إلى غالبية قيادات وزارة الداخلية، مما يدل على حسن تنظيم العمل وتقنينه في ما يخص التعامل مع وسائل الإعلام والجمهور والمواطنين.

وزارة الصحة تسير عكس ذلك تماماً، حيث يفضل معالي وزير الصحة أن يتولى إدارة الملف الإعلامي للوزارة بنفسه كما يفضل أن يكون المعني بالتصريحات والظهور الإعلامي، وهو بذلك الظهور يقزم دور المتحدث الرسمي ويظهره أمام المجتمع والإعلام بالضعف. التصريحات المتعلقة بالافتتاحات والمناسبات السعيدة سهلة، لكن الأزمات تكشف المستور. رأينا ذلك في حادثة نقل الدم الملوث وظهور مرض كورونا وغيرها، حيث بدأت التناقضات والارتباك واختفى المسؤول الذي كان مالئاً وسائل الإعلام بتصريحاته. ليس هناك أسوأ من تسريب المعلومات من قِبل مسؤولي وزارة الصحة لصحفي يعلنها بمسمّى مصدر مجهول، متجاهلين متحدثهم الرسمي!

وبالرغم من كثرة أصدقاء الصحة الإعلاميين، فإنه يبدو أن أحداً منهم لم يقنعها بنصيحة فيها (الجزالة) و (الشفافية). لذا سأتبرع لوزارة الصحة ومعالي وزيرها بنصيحة. أقترح عليهم إعادة تسمية المتحدث الرسمي ليكون شخصية ذات خلفية طبية، كأن يكون أحد الوكلاء أو المدراء. أكثر من 200 طبيب بالوزارة يتولّون المناصب الطبية والإدارية والفنية حتى وهم غير متخصصين فيها، ولن يضير أن يصبح المتحدث الإعلامي كذلك طبيباً أو ممارساً صحياً. مع تقديرنا للمتحدث الرسمي الحالي فخلفيته غير الصحية تجعلهم يتساهلون في تجاوزه وعدم تقدير مهمته.

ذلك لا يكفي، ولن يكون مجداً إذا لم يتم الالتزام بقواعده من قبل قيادة وزارة الصحة. بمعنى أنه لا قيمة لمتحدث رسمي ومعالي الوزير يفضل أن يتحدث بنفسه للإعلام في كل مناسبة، ويفضل أن يكون هو النجم الإعلامي وليس الوزارة ممثلة في متحدثها الرسمي. نجاح المتحدث الرسمي بوزارة الداخلية كما أشرت أعلاه، يستمده من التزام قيادة وزارة الداخلية بعدم التدخل في مهام عمله أو إهمال إمداده بالمعلومة الكافية والتعامل مع الإعلام دون معرفته، وهذا ما يجب أن يكون بالصحة.

malkhazim@hotmail.com
لمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm

نقطة ضوء
المتحدث الإعلامي بين الداخلية والصحة
د. محمد عبدالله الخازم

د. محمد عبدالله الخازم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة