Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 27/05/2013 Issue 14851 14851 الأثنين 17 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

يحل بساحتنا قريباً موسم الإجازات، العام منها والخاص، مستصحباً معه ظاهرة السفر، سياحةً واستجماماً، داخل المملكة وخارجها، وهذا أمر مشروع إذا لم يترتّب عليه غلوّ من أيّ نوع، سواء في الإنفاق المالي أو في مدة الإجازة، التي قد تتجاوز في بعض الحالات ثلاثة أشهر مجتمعةً!

- ومهْما يكن من أمْر، يظلّ السَّفر كما أسلفت غايةً مَشْروعةً لمن اسْتَطاع إليه سَبيلاً، وظَاهرةً مكْرُوهةً لمَنْ كان هاجسُه الرَّياءَ.. تَظَاهُراً أو تَقْليداً أو إسْرافاً! وهنا أؤكد أن لا اعتراض على ممارسة الإنسان حريته على هذا النحو أو ذاك، شريطه أن يكون قادراً على تحمّل تبعات ما يصنع بلا ضير عليه ولا ضرر لغيره!

- وعندي إنّ للإجازة نصَاباً من الزَّمن، إذا تجاوزتْه غدت عبئاً تتقاسمه الرتابة والمللُ، وهي التي ننشدها في الأصل هرباً منهما! فإذا اقترنت بالسفر الطويل.. صار العبء مضاعفاً، على نحو قد يدفع أحدهم ممن يسافر عائلياً مصطحباً (الجمل وما حمل) إلى القول هزلاً إنه يحتاج إلى إجازة قصيرة تنسيه (متاعب) الإجازة الطويلة!

- وتجسِّد هذه الظاهرة وحدها، عقدة (الكم) في أذهان البعض تقترن بفتنة الإسراف.. إشباعاً للحسَّ على حساب الجودة والإحساس! وخاصة لذوي الموارد المحدودة! وقد يسلك أحدهم درب الاقتراض كي يغطي نفقاتِ سفره ومن معه أو جزء منها، فإذا عادوا إلى الوطن، شقي هو بعبء الدَّيْن همّاً في الليل وذلاً في النهار!

ما الحل ؟

- هناك أمنيات كثيرة لو تحققت، لجعلت السفر للسياحة متعة لا أرقاً، فمثلاً :

1) أتمنى على شركات الطيران والسياحة، وأخص بالذِّكر خطوطنا السعودية، أن تيسر ولا تعسر أسبابَ السفر وسُبُلهَ، كيلا يحرم منه قاصد له للمتعة الحلال، وأن تضع الخطط الميسّرة للعوائل والأفراد للسفر إلى مراتع السياحة المشروعة داخل بلادنا أو خارجها، لمن شاء.

2) أتمنى على إمارات المناطق التي تحتضن مراتعَ سياحيةً، أن تكثف جهودها لاستقطاب السائح المحلي وأن تذلل العقبات التي تعوق مساره، أو تعطل خياره، فالسياحة في المطاف الأخير، قضيةٌ شخصية، يقررها الراغب فيها أو عنها معاً.

- أتمنى على القطاع الخاص أن يكثف استثماراته في مجال البنية السياحية، وأن لا يغلو في الإنفاق على ما ينشئه من مرافق كيلا يطالب السائح بهامش ربحي مجحف يصرفه عنه، ويثبط عزمه، كما أتمنى من المستثمرين أن يستفيدوا مما لدى الهيئة العامة للسياحة والآثار من خطط وأفكار ومبادرات يمكن أن تنير لهم الدرب خدمة للسياحة المحلية ودعماً لها، مؤكداً في الوقت نفسه أن السياحة الداخلية هي الهم الأول والأخير لهذه الهيئة الطموحة، قيادات وأفراداً.

- أختم هذا الحديث بخاطرة قصيرة عن السياحة، فأقول إن حرية المواطن أو المقيم في ترجيح السياحة الداخلية على ما سواها أمر مقرون بتوفر البدائل التي تجعلها بديلاً أكثر ملاءمة، إن لم يكن أفضل اختياراً، الماء والهواء والمنظر الحسن.. جزء مهم فـي منظومة (الإغراءات) التي تستقطب حسَّ السائح وإحساسَه، لكنها وحدها لا تفي بالغرض فللكبار احتياج وللصغار احتياج، وللعوائل.. مثل أولئك وهؤلاء، وتلك أمورٌ لا تخفى على فطنة اللبيب من الناس ناهيك عن المشغولين بهمّ السياحة، وحسبي هنا القول إنّ (البنية التحتية) للسياحة تتطلب.. أكثر من الماء والخضرة، والنسمة الحلال!

الرئة الثالثة
ويسألونك عن السياحة!
عبد الرحمن بن محمد السدحان

عبد الرحمن بن محمد السدحان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة