Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 27/05/2013 Issue 14851 14851 الأثنين 17 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

عزيزتـي الجزيرة

رئيس محكمة الاستئناف يثني على مقال الزميل العُمري

رجوع

سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأسأل الله لكم العون والتوفيق.

فقد سرني ما سطره الأخ الأستاذ سلمان بن محمد العُمري في مقاله المعنون بـ»قتل النفس: جريمة البداية - وخزي النهاية»، الصادر في العدد (14813) يوم الجمعة 9-6-1434هـ.

ولا شك أن ما تناوله الكاتب لامس الواقع المعاش في مجتمعنا، وهو موضوع مهم للغاية، وقضية من القضايا الخطيرة جداً، إذ إن المتأمل للواقع ومن خلال ما يطرح من نقاش حيال قضايانا الاجتماعية، يجد أن من أبرز تلك القضايا أهمية ارتفاع نسبة جريمة قتل العمد المبني على أسباب إذا أردت أن تقف محللاً لتلك الأسباب لا تجد لها وجاهة، فضلاً على أن له حرمة إزهاق النفس بغير حق، وجاء الوعيد الشديد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، جاء الوعيد للقاتل بأشد العبارات بقوله تعالى بسورة النساء: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (93) سورة النساء.

وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لزوال الكعبة لبنة لبنة أهون عند الله من قتل نفس بغير حق» الحديث. وغير ذلك من الآيات والأحاديث الكثيرة.

إن تساهل الناس في قتل العمد يصادم هذه النصوص، ويولد أحقاداً بين أفراد المجتمع تمتد أثارها أجيالاً عديدة، ولم يرتب الله تعالى القصاص إلا لتحذير أولئك الذين يقدمون على القتل ليسلم المجتمع من هذه الآثار التي قد تمتد كما ذكر سنوات عديدة، قال تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (179) سورة البقرة.

إن المجتمع بحاجة ملحة إلى حملة وطنية لبيان خطورة التساهل في الدماء وإزهاق الأرواح البريئة، هذه الحملة يشترك فيها الجميع العلماء والدعاة والأئمة والخطباء وطلبة العلم والمعلمون في المدارس وأساتذة الجامعات وكتاب الصحف والإعلاميون وغيرهم، ومن بينهم الأخ سلمان العُمري الذي تناول هذا الموضوع وبيّن أسباب الوقاية، وهي أسباب لو تكاتف الجميع على الأخذ بها لكان لها الأثر الإيجابي الكبير في تخفيف الإقدام على القتل.

ومن هنا أرى أنه لزاماً على الجميع دراسة هذه الظاهرة وخاصة الجهات المعنية بدراسة ما يطرأ على المجتمع من أسباب مخلة بالأمن.

وأن تفعّل هذه الدراسات إلى واقع تطبيقي.. إن كلاً من القاتل والمقتول هم أبناء المجتمع وكلاهما يحز في النفس فقدهم إما قتلاً وإما قصاصاً.. إنها قضية مقلقة لابد لها من حل يشترك فيه الجميع وإذا كان هناك من إشادة فهي لرجال الأمن الذين -بحمد الله- يساهمون مساهمة فعالة في القبض على كل من تسول له نفسه الإقدام على القتل. ولذا فمقولة أن المجتمع ليس فيه جريمة ضد مجهول حقيقة واقعية.

حمى الله بلادنا من الشرور والفتن، وحفظ الله شبابنا من الشرور ما ظهر منها وما بطن، ورزقنا الله جميعاً العفو والعافية.

عبدالعزيز بن صالح الحميد - رئيس محكمة الاستئناف بمنطقة الرياض

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة