Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 27/05/2013 Issue 14851 14851 الأثنين 17 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

عزيزتـي الجزيرة

لماذا (تحن) إلى أيام زمان؟!

رجوع

تفاعلاً مع ما كتبه أحد الإخوة لصفحة (وجهات نظر) بتاريخ 18-5-1434هـ معبِّراً عن شوقه وحنينه إلى أيام زمان وما كان في حياة الناس آنذاك من البساطة والرضا. وأقول إنني أتعجب من مثل هذا الإطراء على أيام زمان المليئة بالفقر والفاقة والمليئة بالأعمال الشاقة والمليئة بالجهل والخرافات والمليئة بالأمراض الفتَّاكة والمليئة بالخوف وانعدام الأمن والمليئة بالقهر وسيطرة القوي على الضعيف وامتهان حقوق المرأة وغيرها من ظروف الحياة القاسية السائدة بصفة خاصة وسط الجزيرة العربية. وأقول إن أيام زمان مليئة بالفقر والحاجة إلى الحد الذي يضطر الرجل إلى أن يرهن بعض أواني قهوته أو طعامه لدى أحد أصحاب الدكاكين للحصول على القليل من الطعام لأفراد أسرته الجياع.

وإلى جانب الفقر والجوع هناك الكثير من الأمراض المعروفة وغير المعروفة التي تفتك بحياة الناس كالجدري والحصباء والطاعون والحمى. وإلى جانب الفقر والمرض هناك الخوف من الحنشل) وهم قطَّاع الطرق الذين يجرّدون من يمسكون بهم حتى من ملابسهم إلى جانب حالات السلب والنهب التي تقوم بها بعض العصابات أو بعض القبائل على بعض. ومن المساوئ السائدة في أيام زمان سيطرة القوي على الضعيف مثل سيطرة الرجل على زوجته وضربها لأتفه الأسباب وتكليفها بالأعمال الشاقة واحتقار الرجال للنساء بشكل عام حتى إن أحدهم إذا ذكر المرأة في مجلس الرجال قال الله يكرمكم.

وهناك سيطرة التاجر على الفلاح الذي لا يقرضه إلا بفائدة تصل إلى 100% ومع ذلك يرهن زرعه وثمره ونخله ولا يستطيع الفلاح أن يتصرف بشيء من ذلك إلا برضا دائنه وهو التاجر، وبالمقابل فإن الفلاح يظلم ويقسو على العامل الذي يوقظه للعمل قبل الفجر بساعة أو أكثر ويستمر إلى ما بعد غروب الشمس. ومن مساوئ أيام زمان التنابز بالألقاب التي يلصقونها ببعضهم ومنها ما هو سيئ ومع ذلك يلازم صاحبه مدى الحياة وينتقل إلى ورثته ومنها التنابز بالأنساب وأن هذا قبيلي وهذا غير قبيلي مع أن هذا التصنيف ليس له أساس في كتب المهتمين بالأنساب وإنما هو بسبب الجهل السائد أيام زمان حتى في أمور الدين الذي ينهى عن الطعن في الأنساب.. نسأل الله أن لا يعيد تلك الأيام.

- محمد الحزاب الغفيلي

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة