Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 28/05/2013 Issue 14852  14852 الثلاثاء 18 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

يداً بيد لحياة أطيب لتلك الفئة الغالية على قلب كل مسلم غيور، يحمل بين جنبات قلبه ذرة من رحمة، فقد قال صلى الله عليه وسلم «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»، وكذلك قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف الذي رواه مصعب بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنَّ أباه سعداً -رضي الله عنه - رأى أنَّ له فضلاً على مَنْ دونَه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «هل تُنصَرون وتُرزَقون إِلا بضعفائكم» أَخرجه البخاري. فقد يكون في الوقوف مع تلك الفئة وتوفير كل ما يحتاجون إليه في مجتمعنا المسلم سبب لنزول الرحمات والخيرات علينا، وقد يكون التقاعس في حقوقهم سبباً في محق البركة وتأخير نزول الأمطار التي هي نعمة من الله - عز جل - وقد يكون أيضاً مساعدتهم والوقوف معهم السبب الحقيقي لتحل البركة والرحمة بيننا كما ذكرت.

في مقال سابق كتبته عن حقوق أطفال الداون تطرقت إلى قضية شخصية لإحدى الأمهات التي لديها طفلة تعاني من مرض الداون أو متلازمة داون كما يطلق عليها علمياً، بعدها انهالت علي المطالبات عبر البريد الإلكتروني وعبر مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) و(التويتر) مطالبين مناشدة مسؤولي هذا البلد الوقوف مع فلذات أكبادهم، والوقوف معهم بشتى الطرق والإمكانات التي توفر لهم حياة كريمة. وفي حوار سابق لي مع إحدى أمهات هذا النوع من الأطفال ذكرت لي أن الجمعيات المقامة الآن التي تعتمد على الهبات والمنح من القادرين في مجتمعي بمبالغ كافية تتقاضى من أولياء أمور أولئك الأطفال مبالغ طائلة سنوياً، تصل في بعض الأحيان إلى مبلغ ثلاثين ألف ريال في السنة؛ ما غيّب (بشد الياء) صفة (خيرية) عن تلك الجمعية، وتساءل أولياء أمور أولئك الأطفال عن مصير تلك الهبات والتبرعات التي تستقبلها الجمعيات إذا كان هناك رسوم كما ذكرت لي تلك الأم المكلومة، التي يعتصر الحزن نبرة حديثها معي.

تلك الفئة - من وجهة نظري - تحتاج إلى مزيد من الاهتمام كما هو الحال في قضية أطفال التوحد وغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة. وفيما يتعلق بأطفال الداون وجب لزاماً علينا توفير جمعيات كاملة المحتوى والعدة والعتاد، وليس فقط مسمى جمعية مزخرفة إعلامياً، فنحن نريد لتلك الفئة خدمات مناسبة على أرض الواقع؛ فقد سئمنا الكلام والبهرجة الإعلامية كما ذكرت لي تلك المرأة في خضم حديثي معها؛ لذا من المفترض وجود جمعيات تهتم بالطفل منذ بدايات تعليمه إلى نهايته لتحويل طفل الداون إلى عضو فعال في المجتمع منتج، فقد أوضحت الدراسات فيما يتعلق بهذه الفئة من الأطفال أنه كلما اهتُمّ بطفل الداون قلّت على المجتمع تكاليف علاجه وما يترتب على كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة من معوقات ومشاكل مستقبلاً عند كبره. أين تلك الجمعيات التي تستقبل الطفل مبكراً بإمكانات تحوي فصول تهيئة علمية على أحدث طراز تعليمي وصالات رياضية، تضم مسابح وألعاب قوى وورشاً تدريبية بعد مراحل التعليم الإلزامية لمن أعمارهم فوق الخامسة عشرة إلى العشرين من الجنسين؟ فبالنسبة للذكور تكون الورش لتعليم الشباب الرسم والتصوير وإقحامهم في عالم الرياضة على سبيل المثال لا الحصر، بينما الفتيات توفَّر لهن معامل للأعمال اليدوية كالنسيج والماكياج وأشغال الإبرة والطبخ وإعداد الوجبات والولوج في عالم الهدايا وتغليفها، وغيرها من المجالات التي تخص الفتيات. كذلك ينبغي أن يكون من أهداف الجمعية تزويج شباب الداون بفتيات الداون، والمساعدة في جمع شمل اثنين من تلك الفئة مستقبلاً، وكذلك دعم الأسر الفقيرة التي تحوي بين جنباتها طفل متلازمة داون.

Vip931@hotmail.com @BandrAalsenaidi
إعلامي محاضر لغة إنجليزية الكلية التقنية الرياض

باب من أبواب الخير منسي في مجتمعنا
بندر عبدالله السنيدي

بندر عبدالله  السنيدي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

طباعة حفظ

للاتصال بنا الأرشيف الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة