Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 29/05/2013 Issue 14853  14853 الاربعاء 19 رجب 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

توجهت مطلع هذا الأسبوع إلى مركز طبي خاص، صحتي جيدة- ولله الحمد- ولا أعاني أمراً خطيراً لكنه كان أمراً صغيراً، عارضاً ولابد من الاطمئنان، كان موعدي التاسعة والربع مساء، وصلت بعد الموعد بخمس دقائق نظراً لزحمة المرور، قام موظف الاستقبال بتسجيل بعض المعلومات عاجلاً سألني خلالها هل لديك تأمين ؟

تذكرت عندها بأن هناك مايسمى تأميناً ورغم أني كنت موظفة في وزارة الصحة إلا أننا لانتمتع بخدمات خاصة باعتبارنا منسوبي وزارة الصحة فنحن منذ سنوات طويلة نسمع بالتأمين ولا نراه، آخر ماقرأته حوله في مارس الماضي هو أنه سيتم تطبيقه خلال 5 أشهر وقد سمعت كلاماً مكرراً مشابهاً لذلك منذ سنوات !

الامتياز العلاجي الوحيد الذي قد نحصل عليه باعتبارنا منسوبي وزارة الصحة أحياناً يتم عن طريق علاقاتنا الشخصية.

ذهبت إلى غرفة الانتظار .. الساعة العاشرة إلا ربعاً ولم أدخل إلى الطبيب ، عدت إلى الموظف لسؤاله أبلغني بأن أذهب إلى الممرضة لسؤالها .. !

خلاصة الأمر كان هناك فوضى في المواعيد، وفي تنسيق دخول المرضى،كنت على وشك الدخول في شجار مع الممرضة لكنني حاولت بصعوبة ضبط أعصابي حين دلفت إلى العيادة، كان الطبيب هادئاً لايعلم إطلاقاً بما يحدث في الخارج وربما يعلم لكنه لا يريد أن يشغل نفسه بأشياء صغيرة !!

حين دلفت إلى العيادة كان الضجيج لايزال مستمراً الباب لم يُغلق بعد، والهاتف بدأ بالرنين، صوت الممرضة بدا أشبه بالتشويش وهي ترد على الهاتف قبل أن تكمل حديثها مع الطبيب وقبل أن تغلق الباب .. كان يبدو على عجلة من أمره ..

قلت له: أعتذر لقد طرقت الباب ولم أنتبه للافتة التي كتب عليها ممنوع طرق باب العيادة أثناء وجود المريض بالداخل، أشار برأسه، ظننته يقول لابأس .. كنت على وشك تقديم اقتراح بشأن تنظيم دخول المرضى، لكن لا وقت لذلك فبسبب الضجيج لم يكن يعلم ما أقول ، سألني : هل زوجك في الخارج يود الدخول؟! .. يبدو أنه تخيل أن هذه عبارتي بسبب تردادها كثيراً من قبل المريضات، أضاف: لابأس لابأس .. بلهجته المصرية ..

أجبته: زوجي ليس في الخارج ولا أحد هنا سواي.

حالما انتهى من الكشف علي وبدون استئذان انحنى والتقط فردة حذائي من الأرض يتحسسها، فاجأتني حركته وأضحكتني فقد بدا لي أشبه بـ ( كولومبو) الشهير في المسلسل التلفزيوني الأمريكي القديم ..

فيما يبدو كان يحاول التأكد فيما إذا كان حذائي طبياً أم لا ؟!

هناك لم أسمع إطلاقاً كلمة آسف أو عفواً أو أي كلمة أخرى توحي بأن ثمة من يتعامل بما يتماشى مع التعامل الحضاري، هناك من يتخطى دورك وهناك من لايبالي وثمة من يتحدث بصوت عالٍ، رغم ذلك لم أغضب كثيراً لعدم النظام لسبب وحيد فقد زرت هذا الطبيب بناء على توصية طمأنتني بأنه ممتاز، حسناً لابأس بشيء من وخز الأشواك في سبيل التنعم برحيق وردة ..

في النهاية جعلني مشهد البوليس السري أستغرق في الضحك حتى كتابة هذه السطور.

فجرٌ آخر
التأمين الصحّي .. فيضٌ من كلام !
فوزية الجار الله

فوزية الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

طباعة حفظ

للاتصال بنا الأرشيف الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة