Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 29/05/2013 Issue 14853  14853 الاربعاء 19 رجب 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

الحملات الرائعة التي تقوم بها أمانة مدينة الرياض حالياً على المطاعم وما تطالعنا به الصحف عن إغلاق مطاعم مخالفة - وان كان يدخل من ضمن العمل الطبيعي - إلا انه وبعد طول انتظار وإحباط ويأس أصابنا كمواطنين عبر سنين من الاستجداء يصبح من الأخبار المستجدة المثيرة للإعجاب.

كنا نعلم بسوء خدمات كثير من هذه المطاعم وضعف التزامها بالشروط الصحية لكننا عودنا أمعاءنا على هضم ما تعسر هضمه لقلة الحيلة وضعف صوت الحق أمام شراهة الأقوياء الذين يخافهم النظام ولا يخافونه، وكنا نعلم أن فوضى العمالة الوافدة لم تبقي للمواطن حقا أو باطلا، وفي الفترة الأخيرة ربما لاحظ كثير من المواطنين أمرين مهمين حدثا هذا العام 1434هـ، هما بالفعل تغير واضح وبارز في الأداء، الأول حدث على مستوى المملكة من خلال وزارة العمل لمحاربة فوضى العمالة الوافدة، والثاني حدث على مستوى مدينة الرياض وتمثل في هذه الحملة المباركة لحماية الإنسان من جراثيم وأمراض جمع المال، واللافت المشترك الذي لاحظناه من خلال متابعة هذين العملين النبيلين هو اختراق حاجز الهيلمان والنفوذ الذي كان يحمي الفساد ويكسر همم المخلصين، فوزارة العمل بحملتها الوطنية النبيلة لتصحيح أوضاع العمالة الوافدة لم تميز بين اسم واسم ولا كبير وصغير، وهذا واحد من أهم حيثيات النجاح لأي خطوة إصلاحية مرغوبة، ونفس الحال رأيناه في الحملة الوطنية النبيلة لأمانة البلدية في حماية أمعاء وبطون الناس من قاذورات وجراثيم جمع المال بالأطعمة والأيدي الموبوءة، عندما لم تفرق بين الاسم التجاري الرنان لذاك المطعم الكبير أو تلك اللافتة الصغيرة لذاك المطعم المنزوي في احد الشوارع، وهذا وذاك يعطي المتابع انطباعا جديدا طالما بحثنا عنه ولم نجده في كثير من الحملات الدعائية التي تعودنا رؤيتها بشكل موسمي كحملات جهاز السير الدعائية المترهلة، والتي لم ولن تسفر عن شيء رغم انطلاقتها منذ أكثر من ثلاثين عاما.

الجديد هذه المرة لدى وزارة العمل وأمانة مدينة الرياض أن الروح والحس الوطني ظاهر وواضح في الإجراء والأداء إلى الحد الذي لم يحوج القائمين على هذه الحملات للترويج عنها عبر الدعاية ووسائل الإعلام، بل صار العمل الصادق والمخلص هو الخبر الذي تلتقطه وسائل الإعلام ويتناقله المواطنون بفرح وسرور وتأييد وتشجيع وتفاؤل وأمل، ومثل هذا العمل هو الذي سيظهر نتائج ايجابية حقيقية وفي المدى القريب جدا شريطة أن يستمر، فالرقابة والمتابعة بالفعل لا القول واتخاذ الإجراء السريع والتنفيذ الفوري هي بمثابة القواعد أو الدعائم التي يقوم عليها نجاح أي عمل ويتحقق بها هدف أي تخطيط، وهو عمل يظهر النتائج السريعة بشكل واضح وملموس، وباستمراره وتواصله يتحول في وعي المجتمع إلى ثقافة وتطبع يلون السلوك ويحكمه، وعندما ندخل في مرحلة تنمية وتطوير وعي المجتمع وثقافته عبر نشر ثقافة الانضباط والتنظيم من خلال هذه الحملات المباركة فإننا نقوم فعلا بعمل وطني تنموي حضاري نحن بأمس الحاجة له، بل إننا فقراء فقرا مدقعا في هذه الثروة الحضارية التي نسمع بها فيما حولنا ونعجب بها ويشدنا سموها ونبلها دون أن نتلمسها بيننا في وطن مستحق.

إذا تم ضبط سوق العمالة الوافدة فعلا وأصبح كل وافد يعمل في المجال الذي قدم من اجله فان فرص العمل التي خططتها وبنتها نظريا وزارة العمل للمواطنين ستصبح شاغرة وحاضرة ومهيأة للمواطن بشكل فعلي لا نظري، وبيقين حال نجحت وزارة العمل في هذه الخطوة فإنها ستتوسع في ذلك لتحول النظريات إلى تطبيق، ولن يمر عام أو عامان حتى يصبح توطين الوظائف والمهن واضحا وجليا، والأمر أيضا مع بلدية الرياض التي إن استمرت بهذا الزخم والنشاط فإننا سنحصل سريعا على خدمات راقية وعالية الجودة بشكل سريع، بل ومن المحتمل جدا أن تلتفت الأمانة إلى إعادة النظر في سياسة منح التراخيص للمطاعم ومقدمي الوجبات الغذائية، حين يتلفت إلى ما يسمى بـ(البوفيهات) الصغيرة وهي في الغالب رديئة الجودة في الشكل والمحتوى والعمالة والغذاء، وتصبح الشروط لفتح مطعم اكبر من أن تنطبق على مساحات صغيرة أو إمكانيات محدودة، وهو ما سيسمح للمواطن والمواطنة بالتوجه نحو العمل في هذا المجال، بل وربما يشجع الأسر للخوض في هذه التجارب المربحة حين يصبح التنظيم حاميا للناشدين عن تطوير وترقية هذه الخدمات ونقلها إلى مستويات تنافس أرقى الخدمات المتوفرة في تلك البلدان المتقدمة.

Hassan-Alyemni@hotmail.com
Twitter: @HassanAlyemni

كلما أحببنا الوطن تحسنت أحوالنا
حسن اليمني

حسن اليمني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

طباعة حفظ

للاتصال بنا الأرشيف الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة