Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 31/05/2013 Issue 14855  14855 الجمعة 21 رجب 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

الوقاية خير من العلاج
صالح العبدالرحمن التويجري

رجوع

تحدثت العديد من صحفنا الورقية والإلكترونية ومنها الجزيرة، عن مرض الكورونا، ولا تزال الدراسات تبحث عن مسبباته وطرق الوقاية منه وعلاجه، ولا تزال حكمة الوقاية خير من العلاج تتردد على أفواه الكثير من الناس، وتلك حكمة عظيمة ذات مدلول كبير وهي لا تعني الوقاية في باب الصحة الجسمية فحسب، بل تشمل الوقاية في جميع الأمور الدينية والدنيوية ولكننا هنا نعنيها وقاية الإنسان من الأمراض، لأن تلك قاعدة أساسية في علاج كثير من أمور الحياة الخطرة قبل وقوعها ولو أن أياً من الناس فكر في معنى تلك الجملة لوجدها تنطبق على كل عمل في حياتنا، فلو لم تنشء أساسات لبيتك لما وقيته من أخطار الهدم، ولو لم تهتم بنظافة جسمك لأصابك الكثير من الأمراضـ ولو لم تق طفلك من لسعات البرد بالتدفئة والملابس لأصيب بالزكام أو الأنفلونزا، ولا شك أن ممارسة الوقاية بين أبناء المجتمع دليل على الوعي وهكذا هي الحياة، وعلى الرغم من توفر العديد من المستشفيات التي تزيد على الـ200 والمراكز الصحية التي تزيد على الـ2000 في مختلف أنحاء الوطن وتوفر أجهزة الكشف على المرضى وتوفر شتى أنواع العلاجات، إلا أن وزارة الصحة لا تزال مقصرة تجاه المواطنين، لأنها بعد لم تستخدم الجناح الآخر من العلاج وهو الأهم المتمثل بالوقاية، بمعنى أن الوزارة غافلة تماماً عن سلوك سبل الوقاية واكتفت بأسلوب الكشف والعلاج فقط، والوقاية هنا هي التثقيف الصحي وهذا الباب للأسف لا تعمل به وزارة الصحة على الوجه المفروض، وإن كانت تقدم شيئاً يسيراً من المطويات أو المطبوعات فهي قليلة وقليلة جداً لا تفي بالغرض ولا تصل لكل يد والطريق إلى الوقاية من الأمراض قبل وقوعها، أو من أجل التخفيف من وقوعها، هو التثقيف الناطق المتمثل بالمقروء والمسموع ويتمثل بتخصيص ساعة في كل يوم على الأقل في الإذاعة المسموعة وعلى القناة الأولى المرئية والمسموعة، وتكرر على إحدى القنوات المفضلة لدى الكثير من السكان وخاصة من الشباب كالرياضية مثلاً، على أن يختار الوقت المناسب كأن تكون بعد أخبار الساعة 9 أو 11 من مساء كل يوم، وأن يقدمها طبيب جيد من الناحيتين جيد من حيث اللغة والثقافة العامة وجيد من حيث العلم الطبي، وكما كان يفعل الدكتور السباعي في سنوات مضت، فلقد قدم ذلك البرنامج الناجح بجودة وفقه الله، على أن يشمل التثقيف تلقي أسئلة المواطنين والمشاهدين والإجابة عليها، وتتضمن الحديث عن الأمراض الشائعةالفصلية وأسبابها وطرق الوقاية منها وطرق علاجها إن أمكن داخل المنزل، والتحدث عن الإسعافات الأولية لكل مرض التي يمكن اتخاذها في المنزل وربما تغني عن زيارة الطبيب، والتحدث عن بعض الأدوية الممكن استخدامها بدون استشارة الطبيب وأوقاتها وكمياتها بالساعات أو الأيام، وبهذه الطريقة من المؤكد أن تخف الأمراض وتخف معاناة الناس وتتواجد لديهم ثقافة صحية عامة، وبذا تكون الوقاية خيراً من العلاج حقيقة لا كلاماً، وأوفر للأودية وأوفر لوقت الطبيب.

أختم مقالي بالسؤالين: ما هي الوقاية من هذا المرض الذي لم نسمع به إلا أمس بعد أن وقع (الكورونا)، وما هي الإسعافات الأولية الممكن اتخاذها عند الاشتباه بحصوله ولكن هل كل الناس علموا به وعرفوا عنه كل شيء، لا أعتقد مما يوجب التحدث عنه عدة مرات في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، ويكرر مراراً خاصة وأنه يهدد كبار السن (آباءنا وأجدادنا) ومن حقهم علينا حمايتهم براً بهم ورحمة بهم، فآلامهم موجعة وإصاباتهم خطيرة واستجاباتهم للعلاجات ضعيفة، أما أن تطلق الوزارة موقعاً للتعريف بفيروس الكرونا على النت فلا يكفي ما لم تصاحبه مطويات توزع في كل مرفق صحي وتوضع عند أبواب البيوت وفي المساجد، مع تكرار الإعلان عنه وعن تطوراته، ومن ثم ما هي الوقاية من آثار قرصة النمل الأسود الذي أراه قد انتشر في البيوت ودخل غرف النوم وينتج عنه حساسية لدى البعض مذهلة ومؤلمة وقد وصلت لدرجة الخطر، فماذا بعد الإغماء على المصاب وانتفاخات أجزاء من الجسم، وما الذي يطفئ لهيبها ثم أين العلاج المفروض أن يكون في كل بيت، علماً أنه قد مضى على وجود هذا النوع من النمل أكثر من عشر سنوات، وقد راجع مصابوها المراكز الصحية بكثرة، فأين المصل الآني والشافي قبل فوات الأوان، وأذكر أنني كتبت عنه منذ أكثر من خمسة أعوام، ولكني لم أر اتخاذ أي إجراء للوقاية منه.

رجوع

طباعة حفظ

للاتصال بنا الأرشيف الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة