Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 01/06/2013 Issue 14856  14856 السبت 22 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

** علق أستاذنا الدكتور إبراهيم الشمسان على مقالة شيخنا أبي عبدالرحمن بن عقيل الموسومة: (الرمزُ المليءُ نصفُ تعبير) المنشورة في الجزيرة الخميس 13 رجب “23 أيار” فكتب في “الفيسبوك”: “طوبى لمن نال رضا الشيخ أبي عبدالرحمن..”، وقد اختصر حبيبُنا “أبو أوس” بمفردته “طوبى” سطورًا يملأُها الامتنان لقامة هرمٍ وقيمة رمز شرُف صاحبكم وجيلُه بتتلمذهم عليه وقربهم منه.

** لا يجيء المقالُ ردَّ جميلٍ لاحتفاء وتوجيه شيخنا ابن عقيل -وهو أقلُّ الأقل- كما لا إضافة إلى ما أورده من رؤىً فليس بعد قوله مزيدٌ ولا جديد، ومن يعرف هذه القامة الشامخةَ يدركُ أن الزمن لا يجود بمثل سماته العلمية والإنسانيةِ كثيرًا، وقد ظلمتنا العاصمة الفارهةُ حين شطَّ المزار فصرنا لا نراه إلا لِماماً وحقُّه علينا الدعاءُ والوفاء ومن الوطن التكريم.

** نقف هنا عن الخاص فلن تفيَه الكلمات ونمضي إلى العام عبر تساؤلات؛ فهل يصنعُ الرمز نفسَه أم نحن نصنعه؟ وهل تكفي العاطفةُ والإنشائية لإضفاء قيمة وتكوين قامة؟ وهل يمثل الصوت المرتفع أو الصورة المؤطرةُ أو الأتباعُ المآزرون دلالةً يمكن الاتكاءُ عليها لعَنونةِ الرمز؟ وهل يُخشى من الترميز أن يكون توطئةً لصناعة الاستبداد؟

** مشروعيةُ الأسئلة تجيء من إشراعها أبوابًا على المدى السياسيِّ والاجتماعيِّ والثقافيِّ، وفيها ما يشير إلى تحيز الترميز وقت حياة الفرد وقوته وحضوره لارتباط ذلك باجتلاب منافع أو دفع مضار؛ ما يؤكد قيمة التأريخ حين يكتب بتجرد نائيًا عن تأثير اللحظة المرتبطة بسلطةٍ أو سلاطةٍ تحيط صاحبها بمناعة اتقاءٍ لا منعة تقوى.

** الرمزُ ولادةٌ طبيعيةٌ لمخرجاتِ ذاتٍ وصفاتٍ وظروفِ زمانٍ ومكان، أي أنها مرتهنةٌ للإنسان والبيئةِ معًا، ولن تكفي أبواقٌ أو أموالٌ لتلميعِ منطفئٍ أو إطفاء لامعٍ وإن تمكنت وقتًا فستعلو الحقيقةُ في أوقات، وربما خسر جيلٌ الرؤية بالمنظار العاديِّ العادل فعظَّموا العاثر وبخسوا القادر وصنعوا المستبدَّ الذي لن يكون بالضرورة شخصًا بل ربما حمل عنوان التوجه والأدلجة والإعلان والإعلام والتعتيم والتكميم والكذب والتكاذب والتملق والتسلق فتاهت الحقائق ونسيت أو نُسفت الوثائق.

** المنصف لا يتكئُ على فهمه وحكمه وحدهما، ومرَّ ببعضنا زمن غمطْنا فيه حقوقَ رموزٍ دينيةٍ وتاريخيةٍ وسياسيةٍ ثم أعدنا القراءةَ برويَّةٍ فاكتشف المنصف فينا حَيدته عن الحق لالتباس فهمِه أو تعذر إفهامِه، وفي الضفة المقابلة أكبر ثلةٌ فينا من توهموهم منارات فانجلوا عن غبار وأصفار، والأمثلة ماثلةٌ لكن المقام لا يتيح.

** الرمز يضيءُ مواقفَ سلوكيةً يصلُ فيها قولَه بفعله والرمزية لا تعني الصنمية كما لا تتماسُّ مع التنزية وتتعامل مع الرموز بسماتهم البشريةِ الخطَّاءة دون أن تسلبهم حقَّ الريادةِ وعمق الإنجاز وقوة التأثير وإيجابيته وبقاءَه أو توقع بقائه عبر العصور، ولعل هذا المحدِّدَ كافٍ ليحصر الرموزَ المستحقةَ فيمن علَوا فوق أهواءِ النفس وبذلوا لأمتهم النفيس، وقليلٌ ما هم.

** الرمزُ هبةُ تأريخ.

ibrturkia@gmail.com
t :@abohtoon

الرمزُ لا الصنم
د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

طباعة حفظ

للاتصال بنا الأرشيف الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة