Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 01/06/2013 Issue 14856  14856 السبت 22 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

شاهد عيان

عبارات اجتماعية متداولة تصور الارتباط على أنه ورطة
العزوف عن الزواج بمحض الإرادة .. هل القناعات مقنعة دائمًا؟

رجوع

العزوف عن الزواج بمحض الإرادة .. هل القناعات مقنعة دائمًا؟

سحر زين الدين عبد المجيد:

شهدت الفترة الأخيرة تراجعًا في قرار الفتيات نحو الزَّواج قبل إتمام مرحلة تعليمهن الجامعية أو الثانوية، ومع ارتفاع الوعي المعرفي والاجتماعي أصبحت الفتاة تملك متطلبات مختلفة وكثيرة تحكم إمكانية القبول بالرَّجل المتقدم لها، وأحيانًا تحول هذه المتطلبات دون تمكنها من الارتباط، فهناك قناعات تتشكّل حول مدى ملاءمة الزوج المفترض لمنصبها الوظيفي أو مركزها العلمي مثلاً، وقد أدَّت تلك القناعات الواجب توفرها في شريك الحياة لأن تكون سببًا للعنوسة، حيث تمرّ السنوات والفتاة تطمح للأنسب وقد لا يحضر ذلك الأنسب ضمن قائمة المتقدمين لخطبتها، وهنالك بالمقابل فتيات يطمحن فقط أن يكون ذلك الرَّجل صاحب دين وخلق ومن عائلة محترمة بحيث تكون الأولوية لمقاييس إِنسانيَّة بغض النَّظر عن المقوِّمات الأكاديمية أو المركز الوظيفي أو الماديّ وغيره.

على الجانب الآخر، هنالك بعض القناعات لدى الشباب بأنّهم هم من يعزفون عن الزَّواج والتي تنطلق من محورين: إما غلاء المهور، أو الاحتياج لبناء مسيرة عملية ووضع مادي وهو ما يندرج تحت مقولة «حين أكون نفسي سأتزوج»، وفي بعض الأحيان يتأثر الشاب بتجارب فاشلة يراها في المجتمع سرعان ما يعممها في قناعاته ويجعل منها نبراسًا لقراراته.

وبحسب آراء متخصصين في الشأن الاجتماعي، فإنَّ انحياز الفتاة لعدم الزَّواج ينبع أحيانًا من قرارة نفسها وقناعتها التي تشكَّلت من أسباب نفسية واجتماعيَّة، فهناك التخوف من الارتباط برجل يرونه «غير عاطفي» أو لا يقدم القدر نفسه من الاهتمام، الذي حظيت به من أبيها، كما أن بعض التصورات التي تقف عندها الفتيات قد تكون ذات طابع مفرط المثالية، قد لا يخرج عن صورة الفارس على الحصان الأبيض، الذي يعبّر عن رجل يوفر لها كل ما تريده لحياة سعيدة.

وعلى أية حال، فالمجتمع أيضًا مرّر شيئًا من سوداوية النَّظرة نحو الزواج، من خلال التشكيك بقدر الرَّجل أو المرأة في تحمل مسؤولياتهما أو تصوير الزَّواج على أنَّه ورطة، حيث تحضر فكرة «صرف النَّظر عن الزَّواج» في كثير من الدعابات، وتدار عبارات من نوع «من سيدخل القفص برجليه»، كما أن من الأخطاء المتداولة تعميم فشل بعض التجارب ليكون قناعة نهائية، دون النَّظر إلى تباين الظروف والمعطيات في كلِّ حالة.

وفي الوقت الذي أصبح فيه حصول الفتاة على درجة الماجستير أو الدكتوراه سببًا لرفع توقعاتها فيما يتعلّق بمؤهلات الزوج، وبِشَكلٍّ قد يسهم في زيادة العنوسة، قامت إحدى الفتيات مؤخرًا في إحدى الجامعات في السعوديَّة بحملة لإقناع الفتيات بفوائد التعدد ودورها في معالجة مشكلة العنوسة ومواكبة هذه الفكرة بقناعات علميَّة واجتماعيَّة ونفسية.

يشار إلى أن الآونة الأخيرة قد عرفت ظاهرة ارتفاع في نسبة النِّساء في العالم عمومًا، وفي العالم العربي بالطبع، حيث تذهب أصوات إلى أن الزَّواج بثانية وثالثة أصبح ضرورة اجتماعيَّة تقتضيها المصلحة العامَّة.

وكانت وكالات الأنباء تناقلت تقريرًا جاء فيه: «منذ الحرب العالميَّة الثانية وأوروبا والولايات المتحدة تشكو من قلّة عدد الرِّجال وارتفاع نسبة الإناث من عدد السكان». وقد استمرت نسبة الإناث في الارتفاع مقابل الذكور حتَّى وصلت إلى (1 مقابل 4) في السويد، والولايات المتحدة وإلى (1 مقابل 5) في روسيا، وإلى (1 مقابل 6) في اليابان، ولم تكن الزيادة خاصة بالعالم الغربي، ففي بعض مناطق الصين تصل نسبة الذكور إلى الإناث (1 إلى 10).

رجوع

طباعة حفظ

للاتصال بنا الأرشيف الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة