Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 01/06/2013 Issue 14856  14856 السبت 22 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

ما هو «نوع» الإسلام الذي يتم تقديمه للمعتنقين الجدد للدين الإسلامي؟ نحن نعلم أن هناك إسلاماً واحداً نسميه «الإسلام الحقيقي» لكن واقع الحال يؤكد أن كل المدارس والمذاهب والفرق التي تنسب نفسها للإسلام تجزم بأن ما تدين به هو «الإسلام الحقيقي».

هذا السؤال يصبح في غاية الأهمية بعد حادِثَتَيْ الاعتداء على جنود في لندن ثم في باريس على يد شخصين اعتنقا الإسلام حديثاً. كان الاعتداء الأول على جندي بريطاني في لندن، كما شاهدنا جميعاً في وسائل الإعلام، وكان في منتهى الوحشية حيث قام القاتل بفصل رأس القتيل بساطور ووقف أمام الكاميرات متباهياً ويده ملطخة بالدماء! ثم بعد ذلك بأيام قليلة قام أحد الأشخاص الذين اعتنقوا الإسلام حديثاً بطعن جندي فرنسي في أحد الأحياء غربي باريس!!

وكما كان متوقعاً خرجت مظاهرات تندد بالمسلمين وتطالب بطردهم من بريطانيا وفرنسا، وحدثت اعتداءات على المساجد وإلقاء قنابل حارقة على مراكز ثقافية إسلامية، وتعرض مسلمون عاديون للاعتداء على أيدي أشخاص غاضبين، وكان أحد الشعارات التي رفعها المتظاهرون هو: «أيها القتلة المسلمون: اتركوا شوارعنا».

المصيبة هي أن سلوك هؤلاء الداخلين الجدد إلى الإسلام يُحسَبْ على أنه «سلوك إسلامي» ولهذا نجد أنه على الرغم من محاولة بعض السياسيين في بريطانيا وفرنسا عدم الربط بين الإسلام كدين وبين سلوك هؤلاء الأشخاص كتصرف فردي فإن المدعي العام الفرنسي قال إن المعتدي كان «يتصرف بناءً على معتقداته الدينية».

وسواء شئنا أم أبينا فإن الربط بين «الإسلام» وسلوك معتنقيه لابد أن يحدث، وخاصة بوجود نماذج مثل أبو حمزة المصري وأبو قتادة الأردني وهم مسلمون بالولادة وليسوا حديثي عهد بالإسلام وأخبارهم وتصريحاتهم الاستفزازية تملأ الصحف كل يوم ويقرؤها المواطنون البريطانيون الذين منحت بلادهم لهؤلاء الأشخاص حق اللجوء السياسي وتصرف عليهم من ميزانية الدولة التي تقتطع من دخل دافعي الضرائب البريطانيين!!

حقاً إنه لأمر مرعب أن يتم شحن هؤلاء المعتنقين الجدد للإسلام بأفكار متشددة جداً إلى الحد الذي يدفعهم للمغامرة وارتكاب هذه الأعمال الفظيعة! وهذا يدفعنا إلى التساؤل عن «أي نوع من الإسلام» يتم تلقينه لهؤلاء الأشخاص الذين يسيئون إلى الإسلام بما يقترفونه من أعمال، فيثيرون المجتمعات التي يعيشون فيها ضدهم وضد إخوانهم المسلمين الذين هاجروا إلى تلك المجتمعات بحثاً عن لقمة العيش وعن فرص أفضل للحياة بعد ان خذلتهم بلدانهم الأصلية وأهملتهم، بل وربما ان بعضهم قد جاء إلى تلك المجتمعات فاراً بدينه ونفسه من اضطهاد بني جلدته من المسلمين!!

إن تعرض العديد من البلدان الإسلامية للظلم بسبب سياسات تلك الدول قديماً وحديثاً لا يُبَرِّر الاعتداء على مواطنيها ولن تكون ثمرته إلا تأجيج مشاعرهم ضد المسلمين بمن فيهم المسلمون الذين يعيشون في تلك البلدان والذين يعترفون في كل مناسبة وكل حين أنهم يتمتعون بحريات دينية في تلك البلدان لا يتمتعون بمثلها في أي بلد إسلامي!!

هذه القضايا تحتاج إلى معالجات جذرية تنطلق من تشخيص للواقع بكل تجرد وموضوعية، وأفضل من يدرس هذه القضايا ويقترح الحلول هي الجمعيات والهيئات الإسلامية في بلدان المهجر، لأنها هي التي تعيش واقع تلك البلدان وتحتك به بشكل يومي بعيداً عن التنظير الذي يمارسه البعض عن بُعد في أبراجهم العاجية.

alhumaidak@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض

على وجه التحديد
المسلمون الجدد هناك
د. عبدالواحد الحميد

د. عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

طباعة حفظ

للاتصال بنا الأرشيف الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة